تقارير أمنية: خلية أصولية مغربية مقيمة في بلجيكا شاركت في التحضير لهجمات مدريد

TT

أشارت بعض التقارير التي أرسلتها السلطات البلجيكية إلى القضاء الإسباني، بعد انتظار طويل، إلى أن «إرهابيين مغاربة مقيمين في بلجيكا شاركوا في التحضير لتفجيرات مدريد». وتشير التقارير، التي تشكل جزءا من وثائق تسلمتها المحكمة الوطنية في مدريد من القضاء البلجيكي، إلى أن خلية بلجيكية تابعة لـ«الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة» لم تكن فقط على علم مسبق بالاعتداء بل أنها لعبت دورا مهما في عملية التنسيق بين مختلف العناصر التي شاركت في التفجيرات المذكورة.

وتؤكد هذه الوثائق أن الحسين الحسكي، مغربي في الثلاثين من العمر، تم اعتقاله بعد اعتداءات مدريد بفترة قصيرة، هو الشخص الذي يعتبره القضاء البلجيكي الزعيم الحقيقي لـ«الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة» في أوروبا، وليس أخوه حسن الحسكي الذي اعتقل في جزيرة تينيريفي (جزر الكناري الإسبانية)، إلى جانب ثلاثة آخرين، في السابع عشر من شهر ديسمبر (كانون الأول) 2004.

ولكن هناك بعض التضارب في المعلومات بين المخابرات الإسبانية والمخابرات البلجيكية، فبينما تعتبر الأولى أن حسن الحسكي هو الزعيم الحقيقي لـ«الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة» في أوروبا، تؤكد الثانية أن هذا الأخير تسلم هذه الزعامة بعد إلقاء القبض على أخيه، المسؤول الثاني في هرم «الجماعة»، بالإضافة إلى توليه أمور التمويل والعمليات الإرهابية في أوروبا.

وتشير التقارير أيضا إلى أن علاقات الحسين الحسكي مع بعض الذين وردت أسماؤهم في تفجيرات مدريد كانت كثيرة، فقد كان الرئيس المباشر للمغربي يوسف بلحاج، المعروف أيضا بلقب «أبو دجانة الأفغاني» الذي تعتبره أجهزة المخابرات الأوروبية الناطق باسم تنظيم «القاعدة» في أوروبا، والذي أعلن مسؤولية هذا التنظيم عن تفجيرات مدريد في الشريط الذي وجدته الشرطة الإسبانية في الثالث عشر من شهر مارس (آذار) 2004 في سلة للمهملات بالقرب من أحد المساجد في العاصمة الإسبانية. وكانت الشرطة البلجيكية قد اعتقلت يوسف بلحاج في أول فبراير (شباط) 2005 وسلمته إلى القضاء الإسباني. كما تؤكد التقارير، التي قامت بإعدادها الشرطة البلجيكية بالتعاون مع أجهزة المخابرات، أن عبد القادر حكيمي ومصطفى الوناني، هما عنصران مقربان من الحسين الحسكي، وأنها عثرت على رقم هاتف هذا الأخير في الهاتفين الجوالين اللذين عثر عليهما بحوزتهما. وقد حكم القضاء البلجيكي أخيرا بالسجن لمدة سبع سنوات، بحق كل من الحسين الحسكي وعبد القادر حكيمي، وبالسجن لمدة ست سنوات بحق مصطفى الوناني، بعد إدانتهم بالانتماء إلى مجموعة إرهابية ولعب دور قيادي فيها.

وتضيف المعلومات الواردة في التقارير أن الخلية البلجيكية التابعة لـ «الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة» كانت على اتصال بربيع عثمان، الملقب بـ«محمد المصري»، الذي سلمته السلطات الايطالية إلى مدريد بعد اعتقاله في ميلان. وكان ربيع عثمان قد تعرّف أثناء إقامته في مدريد على مراد شابارو، أحد الأعضاء المفترضين في الخلية وقبل انتقال هذا الأخير إلى بلجيكا. وتشير المعلومات إلى أن محمد أفلح، أحد المنفذين المفترضين لتفجيرات 11 مارس في مدريد، اختبأ لفترة من الوقت في الشقة التي كان يسكن فيها مراد شابارو في بروكسل، وذلك بعد فراره من مدريد.

وترجح المخابرات البلجيكية صحة هذه المعلومات، إذ تعتقد أن محمد أفلح ومحمد بلحاج، كلاهما منفذا تفجيرات مدريد وفقا لمعلومات الشرطة الإسبانية، كانا قد مكثا لفترة قصيرة من الوقت في شقة شابارو في بروكسل، حيث عثرت الشرطة البلجيكية على بصمات يد محمد أفلح. وتعرب المخابرات البجيكية عن اعتقادها أن محمد أفلح ومحمد بلحاج تمكنا من الوصول إلى العراق حيث نفذا هناك عمليتين انتحاريتين.