هونغ كونغ تستقبل سيدات أعمال سعوديات وتفتح مجالات للتعاون بين الشعبين

تبادل ثقافي سعودي ـ صيني

TT

انتهى اليوم الأول من زيارة الوفد النسائي السعودي الى هونغ كونغ بعد 10 ساعات من اللقاءات والزيارات، بما فيها غداء وعشاء عمل على شرف الوفد الذي ضم 18 سيدة سعودية من مجالات عمل مختلفة ترأسته نائبة رئيس مجلس الأمناء والمشرفة العامة على كلية «عفت» الأميرة لولوة الفيصل. وكان من اللافت منذ بداية الزيارة، حرص السيدات على فهم التقاليد وأسلوب الحياة في هونغ كونغ، بما فيها مناهج التعليم ومجالات الاستثمار، بينما كثرت أسئلة السيدات الصينيات عن السعودية والإسلام. وكان الحديث المتواصل وطرح الأسئلة الصريحة، من أبرز صفات الزيارة التي أظهرت رغبة الطرفين بالتعارف وحجم عدم معرفة كل جانب بالآخر.

واستهل الوفد زيارته بالتعرف على بورصة هونغ كونغ والقاعة الجديدة للتجارة في مقر البورصة، التي رممت وفتحت شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. وحرصت السيدات من هونغ كونغ اللواتي التقين بالوفد، على ابراز مدينتهم كنقطة ربط بين الصين والعالم الخارجي. وبسبب تاريخ الاستعمار البريطاني للجزيرة حتى عام 1997، تأثرت هونغ كونغ بالكثير من العادات الغربية، بما فيها البيروقراطية ونظم التعليم والصيرفة. وقالت المحامية اليزابيث مو، وهي عضو في اتحاد نساء هونغ كونغ، لـ«الشرق الأوسط»: «من الممكن لهونغ كونغ ان تعطي المستثمر الأجنبي مدخلاً إلى الصين، فنحن نتبع قوانين وضوابط بمستوى دولي بسبب تاريخنا، وهذا ما يطمئن المستثمر الذي لم يتعرف على السوق الصينية بعد». وأوضحت انه من الممكن لمن يتاجر في الصين ان يطلب بند في عقد العمل بأن يكون القانون الساري في العقد هو قانون هونغ كونغ الدولي، بدلاً من القانون الصيني. ويستطيع بعض المحامين، مثل مو التي تملك شركة محاماة خاصة الحصول على شهادة من الصين تسمح لهم بتوثيق العقود وممارسة القانون في الصين، فليس كل محام معترف به في هونغ كونغ، معترف به في الصين. وشددت مو على الدور الذي تلعبه هونغ كونغ في العلاقات الدولية مع الصين، قائلة: «نحن البوابة حيث يلتقي الغرب مع الشرق».

وعن دور المرأة في العلاقات الثنائية، شرحت الدكتورة لمى السليمان عضو مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة لـ«الشرق الأوسط» ان «المرأة السعودية لها حصة كبيرة في الاقتصاد السعودي، وهناك مبالغ في البنوك تابعة لهن ولم يستثمرنها، ونحن الآن نشجعهم على تشغيل اموالهن، وهذا ما سيساعد الاقتصاد الداخلي». واعربت السليمان عن اعجابها باتحاد نساء هونغ كونغ، موضحة أنه من الممكن ان تضيف تجربة سيدات الأعمال الصينيات الكثير الى السيدات السعوديات، بما فيها «النظام والتوحد بينهن ودعم واحدة للثانية من اجل تحسين وضع المرأة». من جهة أخرى، رأت السليمان ان هناك الكثير الذي يمكن ان تعطيه السعوديات بما فيها «التأمين الاجتماعي الذي بدأنا نقدمه للمواطن السعودي، بينما ما زال هذا الموضوع محط جدال هنا». وأكدت رئيسة اتحاد النساء بيغي لام أمس، ان الاتحاد «يتطلع الى المزيد من التعاون في المستقبل»، مشددة على ان هذه الزيارة مفتاح لبناء علاقات طويلة الأمد، وليس فقط رحلة لبضعة ايام. وشددت ربيكا لي العضو في الاتحاد على ضرورة التشاور بين السيدات في مجال العمل، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: من الضروري تبادل التجارب بين السيدات من دول مختلفة.

وتوجه الوفد عصر أمس، الى جامعة هونغ كونغ، التي اسست عام 1911، حيث القت الأميرة لولوة والأميرة نورا بنت تركي الفيصل المشرفة التنفيذية لكلية «عفت»، والدكتورة هيفاء جمال الدين عميدة الكلية كلمات لتعريف اساتذة الجامعة والطلاب على النظام التعليمي السعودي مع الاشارة الى نموذج كلية «عفت». وبعد الكلمات، انهالت الاسئلة على السيدات من قبل الطلاب، الذين تساءلوا عن جملة مواضيع تخص المرأة السعودية، بما فيها مجالات التعليم والعمل. يذكر انه منذ افتتاح القنصلية السعودية في هونغ كونغ قبل أكثر من عامين، وأخيراًَ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى الصين، ازداد الفضول السعودي حول هذه المنطقة التي على رغم حجمها لم يتعرف عليها الكثير من العرب حتى الآن. وقد ساهمت القنصلية بتنظيم الزيارة التي تستمر اليوم وغداً، كما ان زوجة القنصل العام الين كاي العسكري، اصطحبت الوفد في كل نشاطاته. وبينما رعت الزيارة صحيفة «الشرق الأوسط» وحلويات «بتيل»، قدمت السيدة بانسي هو مديرة شركة «شون تاك» الدعم المادي والمعنوي للزيارة.