بريطاني يروي في كتاب قصته من الدراسة بأكاديمية يهودية إلى غوانتانامو

TT

في أول كتاب من نوعه يصدره أحد المفرج عنهم من معتقل غوانتانامو العسكري الأميركي في كوبا، أكد الإسلامي البريطاني معظم بيغ أن سنواته الثلاث الأخيرة التي أمضاها رهن الاعتقال في غوانتانامو، كانت حافلة بالآلام والصعاب والخوف والعلاقات غير المتوقّعة مع آسريه. وصنف الاصولي البريطاني المفرج عنه من غوانتانامو كتابه تحت عنوان «مقاتلو العدو»، تحدّث فيه عن رحلة مسلم بريطاني إلى غوانتانامو، بعد أن شرح نشأته وتربيته كمسلم بريطاني من برمنغهام تلقى دراسته في أكاديمية يهودية، وكان في صباه ينشد التراتيل المسيحية في مدرسته الثانوية. وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتيد برس، قال معظم بيغ: «لقد فهمت لماذا كان الأميركيون يشعرون بأنّهم في حاجة لاستجوابي، لكنني لم أصل أبدًا إلى السر الذي اعتقلوني من أجله طوال هذه السنوات».

واطلقت الشرطة البريطانية سراح بيغ، 37 عاما، ومارتن موبانغا 31 عاما، وريتشارد بيلمار وفيروز عباسي، 25 عاما، منتصف يناير (كانون الثاني) 2005 من دون توجيه التهم لهم. وقد اعتقل ثلاثة منهم في 2001 و2002 في أفغانستان وباكستان بينما اوقف الرابع (موبانغا) في زامبيا، للاشتباه في علاقتهم بتنظيم «القاعدة» او تنظيمات ارهابية اخرى.

ومن جهته قال المصرفي المتقاعد عظمت بيغ إن ابنه كان في افغانستان للقيام بأعمال خيرية فقط. مضيفا: «لقد قال لي ابني ان 300 مقابلة أجريت معه وان المحققين كانوا يأتون الى زنزانته، وقاموا بكل شيء إلا انهم لم يستطيعوا اثبات أي شيء». وتابع «لم يتم العثور على أي دليل، ولكن اذا أرادت الولايات المتحدة ان تقول اي شيء فإن ذلك يعود لها». واوضح ان السبب في اطلاق سراح الاربعة هو ان «الشرطة استنتجت عقب التحقيق معهم، بخصوص قضايا الأمن القومي، انه لا توجد ادلة كافية لتوجيه الاتهامات لهم، ولذلك تقرر اطلاق سراحهم».

ويعترف بيغ، السجين المفرج عنه من غوانتانامو، إنه ليس من الصعب إدراك الأسباب التي جعلت الأميركيين يشتبهون في أمره، وقال: «لقد كنت أعمل في مشروع للآبار في أفغانستان عندما وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وكنت أحصل على تمويل لرحلتي من بعض الأفراد في الجالية الإسلامية في برمنغهام».

وأضاف: «قبل سنوات ذهبت إلى البوسنة لدعم المسلمين في حربهم ضد الصرب، وزرت المعسكرات في أفغانستان حيث يتم تدريب المسلمين على القتال في الشيشان وكشمير، كما زرت أماكن عديدة في أفغانستان، لكنني لم أتلقَ أية تدريبات، ولم أقاتل هناك أبدًا».

وكتب بيغ في كتابه الذي صدر في بريطانيا: «في موطني الأصلي في برمنغهام، كنت قد بدأت في الشعور بالكثير من التناقض والاغتراب، والشيء الوحيد الذي شعرت أنه ثابت وأصيل ومتماسك هو ديني وعقيدتي». هذا، وتتهم الولايات المتحدة بيغ بأنه عضو في تنظيم «القاعدة»، وأنه كانت له مشاركات في عمليات تجنيد أشخاص للانضمام لـ«القاعدة» وتوفير الدعم المالي للمعسكرات التدريبية، وتتهمه واشنطن كذلك بأنه تلقى تدريبات في تلك المعسكرات لمحاربة القوات الأميركية والقوات الحليفة لها.