مسؤولون عسكريون عراقيون: اغتيال اللواء الدليمي تم بناء على معلومات داخلية

واشنطن تأمل أن لا يؤدي مقتل القائد العسكري السني إلى تعطيل تشكيل الحكومة

TT

يحقق الجيش العراقي في كيفية تمكن أحد المسلحين من قتل قائد سني كبير بالجيش العراقي في هجوم زاد المخاوف بشأن مدى تماسك الجيش الجديد الذي تدربه القوات الاميركية في مواجهة الصراع الطائفي الناشئ. وقال مسؤول بالمكتب الاعلامي التابع لوزارة الدفاع امس في أعقاب مقتل اللواء مبدر حاتم الدليمي ، قائد الفيلق السادس، برصاصة في الرأس بينما كان يتنقل في قافلة دورية اول من أمس «انه حادث شديد الغرابة ويثير كثيرا من التساؤلات».

وقال لواء آخر بالجيش العراقي لوكالة رويترز انها حادثة اغتيال تطلب تنفيذها الحصول على معلومات داخلية وأثبتت أن الجيش الذي قام بتجنيده ضباط أميركيون خلال العامين الماضيين تم اختراقه من جانب ميليشيا طائفية مستعدة للانقلاب على رفاقها من الجنود. وأضاف «غير المنتمين للجيش لهم أياد في الداخل». واوضح المسؤول بالوزارة أن الدليمي كان يرتدي درعا واقيا للبدن. وفتح باب عربته التي تتحرك على أربعة اطارات واصابته رصاصة واحدة في الرأس بينما كان يرتدي الخوذة. وقال «كانت لدى المسلحين معلومات دقيقة». وقال مصدر أمني في مستشفى اليرموك ببغداد ان الرصاصة اخترقت الجانب الايمن من رأس اللواء.

وقال كل من المسؤول بوزارة الدفاع واللواء العراقي ومصدر بوزارة الداخلية ان رصاصة واحدة أطلقت من فوق مبنى عال على يد قناص فيما يبدو. غير أن مسؤولا آخر بوزارة الدفاع قال ان طلقات كثيرة أطلقت وأن أفرادا اخرين اصيبوا. وقال مصدر في المستشفى انه لم يستقبل أي جنود جرحى. وقال اللواء العراقي ان حادثة القتل يمكن ان تكون من تدبير كثير من الجماعات من المسلحين السنة وحتى الميليشيات الشيعية الموالية للحكومة بهدف السيطرة على القوات المسلحة الجديدة في أي حرب أهلية.

ونوهت واشنطن بالقائد العسكري العراقي مبدر حاتم الدليمي الذي قتل غرب بغداد اول من امس وقالت إنه «كان وطنياً عراقياً حقيقياً». وقال الجنرال جي دي ثرمان قائد قوات التحالف في بغداد «قواتنا تشعر بفقدانه (الدليمي). كان صديقاً وأخاً وستبقى وصيته للقوات التي ستواصل قتالها من أجل حرية العراق». ونوه الجنرال جورج كاسي قائد قوات التحالف في العراق بالدليمي وقال إن الحادث لن يحول دون مواصلة الفيلق السادس العراقي مهمته في حفظ الأمن في بغداد، «وأن الحادث كذلك لن يؤدي الى تعطيل تشكيل حكومة عراقية جديدة». والواضح ان الاشارة الاميركية بان مقتل الدليمي لن يؤدي الى تعطيل تشكيل الحكومة، تهدف الى تفادي أية تعقيدات يتسبب فيها اغتيال القائد العسكري العراقي تنعكس سلباً على مشاركة السنة في الحكومة الجديدة، وهو أمر يلح عليه الاميركيون الذين يفضلون أن يتولى السنة وزارتي الدفاع والداخلية. وكان السفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد قد اعلن في وقت سابق ان واشنطن لن تقبل تولي هاتين الوزارتين من طرف شخصيات لها علاقة بالمليشيات المسلحة.

وفي موضوع ذي صلة افاد استطلاع للرأي اجرته شبكة «ان. بي. سي» الاميركية ان ثمانية من كل عشرة اميركيين يعتقدون أن العنف الطائفي في العراق جعل من مسألة الحرب الاهلية أمراً وارداً. ويعتقد سبعة من بين عشرة من الجمهوريين وثمانية من بين عشرة من الديمقراطيين أن الحرب الاهلية في العراق آتية لا محال. ويعتقد 49 بالمائة أن هناك تقدماً في تشكيل حكومة ديمقراطية في العراق، بيد أن هذه النسبة كانت في حدود 65 بالمائة في ديسمبر (كانون الاول ) الماضي. ويرى 65 بالمائة كذلك أن إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش ليست لها خطة واضحة في العراق. لكن 20 بالمائة فقط يطالبون بانسحاب فوري للقوات الاميركية من هناك في حين أن 53 بالمائة يرون ضرورة تعزيز هذه القوات.