الفاتيكان يصفح عن اليهودي المعتدي على كنيسة البشارة بالناصرة

TT

أعلن مبعوث الفاتيكان وحراسة الأراضي المقدسة في اسرائيل عن صفحه لعائلة حايم حبيبا وزوجته فيوليت، التي تسللت الى كنيسة البشارة الضخمة للمسيحيين وألقت قنابل صوتية ومتفرقعات على المصلين. واجتمع الأب بيير باتيستا، مع الزوجين حبيبا في معتقل الجلمة حيث يمضيان فترة التحقيق في المعتقل، أول من أمس، وأنصت لأقوالهما ثم قال: لا شيء يبرر مثل هذا الاعتداء على الكنيسة، أقدس أقداسنا، ولكنني وجدت أمامي عائلة منكوبة ومسكينة. وقد أبلغتهما ان قداسة البابا يصفح عنهما. ولا يحمل أية ضغينة نحوهما ولا أية كراهية. وهو فقط يصلي من أجل نجاة العائلة.

يذكر ان حبيبا وزوجته وابنته كانوا قد نفذوا الاعتداء على الكنيسة في يوم الجمعة الماضي، وذلك أثناء اقامة صلاة الصيام. واثار الأمر سخطا عارما في الناصرة ولدى الجماهير الفلسطينية من مواطني اسرائيل (فلسطينيي 48)، فهرعوا مسلمين ومسيحيين، بالآلاف الى الكنيسة، وحاولوا اعتقال المعتدي ليعاقبوه بالقتل، إلا ان قوات كبيرة من الشرطة منعت ذلك وسحبته هو وزوجته وابنته وهم يرتدون ملابس شرطة.

وحمل قادة المواطنين العرب في اسرائيل الحكومة مسؤولية هذا الاعتداء وقالوا انه ناجم عن الأجواء العنصرية المعادية للعرب في اسرائيل. إلا انه تبين ان العائلة معروفة ليس فقط للشرطة الاسرائيلية بل للشرطة الفلسطينية أيضا. فهي من العائلات التي تبيت في الشوارع، وأخذ مكتب الرفاه في البلدية منها أولادها من أجل الحفاظ عليهم. وفي كل مرة أدارت عائلة حبيبا صراعا مقيتا مع الشرطة ومع مكاتب الرفاه كان ينتهي بانتصار المؤسسة. وفي يوم الأربعاء الماضي أخذوا منها الطفل الرضيع الأصغر من أجل تسليمه الى عائلة بالتبني. فثارت ثائرة العائلة وقررت أن تنتقم من الحكومة الاسرائيلية بطريقة تزعزع أركانها في العالم. فاختارت التفجير في الكنيسة.

وامتنع حبيبا الأب عن الكلام في التحقيق، لكنه عندما رأى حارس الأراضي المقدسة أمامه في السجن انطلق لسانه وراح يروي قصته. وقال انه كان شرطيا في القوات الاسرائيلية. وبعد فترة ترك المهنة وراح يفتش عن حياته بطريقة بعيدة عن العنف. لكن هناك من يريده مختل العقل حسب قوله. واضاف انه لم يكن معاديا للسلام مع العرب في يوم من الأيام، بل بالعكس فقد دعا الرئيس ياسر عرفات لزيارته. وحاول أن يحصل على بطاقة هوية فلسطينية.