عدد كبير من الأميركيات يتجهن إلى التخلي عن العمل من أجل تربية الأطفال

6 ملايين امرأة اخترن البقاء في منازلهن في السنوات الأخيرة

TT

واشنطن ـ ا ف ب: يقدم عدد متزايد من الاميركيات خريجات أعرق الجامعات على التخلي عن مسيرتهن المهنية من اجل البقاء في المنزل لتريبة الاطفال ما يكبح للمرة الاولى منذ عقود إنجازات المرأة في مجال العمل. وللمرة الاولى منذ حقبة ما بعد تحرر المرأة، بدأ عدد النساء العاملات يتراجع مع توجه النساء الى التخلي عن مسيرات مهنية واعدة للتحول الى ربات منازل. وصدرت مجلة في كاليفورنيا متخصصة في شؤون اولئك النساء تحمل اسم «توتال ـ 180 (اجمالي ـ 180)» ونشرت على غلافها صورة لامرأة مشرقة تحمل طفلتها بين ذراعيها وترمي بحقيبة العمل في القمامة. وتقول رئيسة تحرير المجلة، اريكا كوتيت، لوكالة الصحافة الفرنسية ان حوالي ستة ملايين امرأة اميركية اخترن في السنوات الاخيرة التخلي عن العمل والبقاء في المنازل لتريبة الاطفال. وتضيف «لكن اولئك النساء يشعرن بأنهن معزولات ونحاول التطرق الى مشاكلهن بشكل خفيف وظريف». لكن هذه النظرة الايجابية لا تعبر بالضرورة عن موقف الجميع وخصوصا دعاة تحرر المرأة الذين ناضلوا على مدى عقود لفتح سوق العمل امام النساء. واعتبرت روز اولفر البروفسورة في دراسات المرأة في جامعة امهرست في ماساتشوستش هذا التوجه بانه «مثير للقلق».

وقالت ان «النساء في السبعينيات ناضلن من اجل الوصول الى سوق العمل» و«ان تخلي بعض النساء عن عملهن يمكن ان يؤدي في المستقبل الى تراجع فرص العمل ومشاركة النساء في عالم العمل». واضافت ان «الاجيال السابقة تشعر ببعض الاستياء لان اولئك النساء الشابات يفترضن ان هذه الفرص ستبقى متاحة امامهن». وعبرت عن اسفها لانهن «لا يشعرن بأي التزام حيال النساء الاخريات، وانما يفكرن بشكل فردي». وبين النساء الحائزات اجازات جامعية او اجازات من معاهد مهنية، واللواتي قررن البقاء في عالم الاعمال، هناك حوالي 54% لا يعملن بدوام كامل. واعتبرت ليندا فاولر الاستاذة في جامعة دارموث (نيوهامبشير ـ شمال شرق) ان «تبين ان تريبة الاطفال اكثر تعقيدا مما كانت تعتقد الحركات النسائية».

وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية ان «المنظرين في شؤون المرأة اعتقدوا انه اذا كان هناك عدد كاف من النساء في اماكن العمل في مواقع مسؤولية عالية فان شروط العمل ستتغير، لكن ذلك لم يحصل». وهذا الجدل يندرج في اطار اوسع يشمل وضع وظائف النساء عموما. لكن وراء الجدل حول ايجابية او سلبية هذا الاتجاه هناك واقع مراوحة سوق عمل النساء مكانه او تراجعه بعد 50 عاما متواصلة من التقدم الذي ادى الى تشكيل قوة اجتماعية واقتصادية غيرت الى حد كبير المجتمع الاميركي. وجاء في تقرير رسمي عرض الشهر الماضي على الكونغرس الاميركي ان «العامل الجديد المطروح هو تغير الاتجاه في مجال مشاركة النساء في العمل الذي تراجع منذ عام 2000 بعدما كان في ارتفاع مستمر منذ 50 عاما».