جنبلاط بحث مع رايس «مرحلة ما بعد لحود» في لبنان وواشنطن تحفظت حيال الإبقاء على سلاح «حزب الله»

يطرح اليوم مع كوفي أنان موضوع الانتخابات الرئاسية «الحرة والنزيهة»

TT

يتباحث اليوم النائب وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، في نيويورك مع كوفي أنان، الامين العام للامم المتحدة، حول تطبيق القرار 1559 في نصه الداعي إلى «انتخابات رئاسية حرة ونزيهة في لبنان»، في وقت ذكرت فيه المصادر الاميركية أن رأي واشنطن «لم يستقر بعد على نوع الدعم الذي يمكن ان تقدمه الى الأغلبية في لبنان لإقالة الرئيس أميل لحود». وطبقاً لمصادر واكبت لقاءات جنبلاط في واشنطن فإن الولايات المتحدة ابدت تحفظاً حول حل يقضي بإقالة الرئيس اميل لحود مع الابقاء على سلاح «حزب الله» في جنوب لبنان. ولوحظ أن كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الاميركية، لم تتحدث الى الصحافيين عقب اجتماعها مع جنبلاط اول امس في واشنطن، لكن الناطق باسم الخارجية، توم كايسي، قال إن رايس أكدت لجنبلاط ضرورة تنظيم «انتخابات رئاسية حرة ونزيهة». وقال جنبلاط بعد لقائه مع رايس إن المعارضة اللبنانية ستعمل على رحيل الرئيس اميل لحود «بطريقة سلمية» وهو الاسلوب الذي يبدو ان واشنطن تحبذه، إذ قال كايسي «إن اللبنانيين حققوا الكثير خلال السنة الماضية، حيث أجبروا القوات السورية الانسحاب من لبنان واجروا انتخابات برلمانية حرة ونزيهة... لكن هناك بعض الامور التي يجب ان تتخذ ويشمل ذلك انتخابات رئاسية حرة ونزيهة تستند إلى القرار 1559».

وكان جنبلاط قد قال في محاضرة القاها في معهد «بروكينز» قبل اجتماعه بوزيرة الخارجية الاميركية «نقول لحزب الله انزعوا سلاحكم وفككوا ميليشياتكم كما فككنا ميليشياتنا بعد الحرب» معتبرا ان «جلسات الحوار ستحقق تقدما اذا تم حسم مسألة انهاء ولاية الرئيس لحود» الموالي لسورية.

وتطرق جنبلاط في واشنطن للوضع العراقي منتقداً سياسة الولايات المتحدة هناك، ومشيراً في هذا الصدد الى خطأ حل الجيش العراقي فقال في محاضرته في مركز «صابان» في معهد «بروكينغز» انه «كان خطأ فادحاً تفكيك الجيش العراقي». كما تطرق بايجابية الى موضوع «حماس» واحتمال تغيير سياستها تجاه اسرائيل، لكنه شدد على أنه «ليس هنا للدفاع عن حماس». بيد أن محادثات واتصالات جنبلاط في واشنطن اقتصرت على الشأن اللبناني، وبالدرجة الاولى على «مرحلة ما بعد لحود»، ودعا في هذا الصدد الى ضرورة ان تلعب السعودية ومصر دوراً في لبنان. وخلال زيارته الى واشنطن انتقد جنبلاط بحدة سياسة سورية تجاه بلده، كما انتقد ايران كذلك، وقال إن الوضع المتدهور في العراق هو الذي أدى الى ان تتدخل ايران في لبنان.

وقال جنبلاط انه يسعى من خلال زيارته إلى الولايات المتحدة «للضغط على سورية للقبول بخروج دميتها» ـ في إشارة إلى رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود ـ الذي تطالب الحكومة بتنحّيه عن منصبه على اعتبار أن التمديد لولايتة عام 2004 جاء تحت الضغط السوري. واستبق جنبلاط توقف مناقشات الحوار الوطني في بيروت وقال في محاضرة معهد «بروكينغز» إن مناقشات «الحوار الوطني» التي تنعقد في بيروت وصلت إلى طريق مسدود في قضية مصير الرئيس إميل لحود والعلاقات مع سورية بسبب رفض قوى الأغلبية السماح لـ«حزب الله» بالاحتفاظ بسلاحه. وقال جنبلاط في المحاضرة إنه «في حال عدم التوصل إلى حل بالحوار، فسيتم اللجوء الى الشارع». ولا يبدو ان الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط ستكون من اولويات الدبلوماسية الاميركية خلال الاسبوعين المقبلين على اعتبار ان رايس ستكون خارج واشنطن في جولة طويلة على دول في اميركا اللاتينية.

وكان جنبلاط، رغم مواقفه التصعيدية، قد جدد في بيان صحافي وزع مساء أول من أمس تمسكه بالحوار وبمشاركته فيه عبر مندوبيه في الجلسات وفي مقدمهم الوزير غازي العريضي.

إلا ان الصحف اللبنانية اعربت عن تشاؤمها من نجاح المتحاورين بالتوصل الى نتائج ايجابية بعد تصريحات جنبلاط في واشنطن.