عشائر غرب العراق تشكل ميليشيا لمحاربة جماعة الزرقاوي

الجيش الأميركي نفى أنه يمول «ثوار الأنبار» الذين يقولون إنهم قتلوا 20 من «القاعدة»

TT

يواجه تنظيم «القاعدة» في العراق بزعامة المتشدد الاردني ابو مصعب الزرقاوي عدوا جديدا قويا. فقد تعهد شيوخ العشائر في محافظة الأنبار غرب العراق ومنطقة تقع شمال مدينة كركوك، وهما منطقتان متعاطفتان مع المتمردين، بتوجيه ضربات الى «القاعدة» التي تشن حربا ضد زعماء العشائر السنة الذين يتعاونون مع الحكومة العراقية والجيش الأميركي. وشكلت عشائر الأنبار مليشيا قتلت 20 متمردا من «القاعدة» في العراق، وفقا لما قاله زعماء العشائر.

ومن ناحية اخرى التقى ما يزيد على 300 من شيوخ العشائر والسياسيين ورجال الدين والمسؤولين الأمنيين وشخصيات اجتماعية اخرى الأسبوع الماضي في الحويجة التي تقع على بعد 35 ميلا جنوب غربي كركوك، وأعلنوا «الحرب» على تنظيم «القاعدة» في العراق. وتعتبر محافظة الأنبار مركزا للتمرد والمنطقة الأكثر خطورة خارج بغداد بالنسبة للمدنيين العراقيين والقوات الأميركية. وقال شيوخ العشائر هناك ان مليشياتهم، التي تحمل اسم «ثوار الأنبار»، قتلت 20 مقاتلا أجنبيا من «القاعدة» و33 من العراقيين المتعاطفين ممن ساعدوا المتمردين بالسلاح والمال خلال الشهرين الماضيين. وقال خلف الفهداوي، زعيم عشيرة ألبو فهد السنية في الأنبار، ان «تشكيل المجموعة لم يأت من فراغ، وإنما من الحاجة الى تدمير القاعدة، التي اعتقدنا أن قوات المارينز ربما كانت قادرة على تدميرها. وكنا على خطأ، ذلك ان هؤلاء الرجال المسلحين باتوا أقوى واغتصبوا مدنا أخرى».

وقال الشيوخ في الأنبار وجنوب كركوك انهم يعارضون الزرقاوي واحتلال الجيش الأميركي للعراق، واصفين الطرفين باعتبارهما يغذيان بعضهما بعضا مما يؤدي الى تدمير البلاد. وقال احمد أبو ايلاف، 30 عاما، عضو مليشيا الأنبار الجديدة من الرمادي «نحن مجموعة من أهل الأنبار نريد أن نتخلص من الزرقاوي، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لجعل الأميركيين ينسحبون من الرمادي أو من العراق عموما».

وقال حسين علي الجبوري، وهو شيخ عشيرة سني، وعضو في مجلس مدينة الحويجة، «نحن ضد الزرقاوي وأتباعه لأنهم يهدفون الى توسيع وجود الاحتلال وايذاء قوانا لجعلها ضعيفة». وقال شيوخ الحويجة انهم أيضا يريدون تشكيل مليشيا ليمارسوا دورهم، ولكن المسؤولين العسكريين الأميركيين عارضوا الفكرة. وقالوا انهم يمكن ان يكثفوا في الوقت الحالي تعاونهم مع الجيش العراقي ووحدات الشرطة.

وقال افراد «مليشيا الأنبار» ان المجموعة تضم حوالي 100 شخص ممن لديهم اقارب ذبحوا على يد «القاعدة». ويقود المجموعة أحمد فتيخان، وهو ضابط استخبارات من الجيش العراقي المنحل ويعيش في الرمادي. وقال الشيخ الفهداوي ان المليشيا تشكلت أثناء سلسلة من الاجتماعات السرية بين شيوخ العشائر الذين طلب من كل واحد منهم المساعدة على تشكيل المجموعة. وقال الفهداوي ان البعض ساهموا بالرجال والبعض الآخر بالمال. وأضاف ان ضباطا من الجيش الأميركي حضروا بعض الاجتماعات وساعدوا في «جميع اشكال الدعم المالي».

ونفى الكولونيل باري جونسون، المتحدث باسم الجيش الأميركي في بغداد، الأنباء عن تمويل القوات الأميركية للمليشيا. وقال في رسالة إلكترونية ان «النشاط العسكري كله يدار عبر هياكل شرعية للحكومة العراقية وقوات الأمن. ونحن نبذل جهودا دؤوبة لضمان أداء هذه الهياكل وظائفها بصورة مناسبة، وان تمويلنا لبرنامج كهذا يمكن أن يقوض هذه العملية».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»