«هيومن رايتس ووتش»: «الحرب القذرة» في الشيشان مستمرة بعيدا عن العالم

TT

لم يأبه الرجال الذين يحملون جثمان ابراهيم سانغارييف الممزق بالرصاص لإطلاق القذائف الروسية على المرتفعات القريبة من قريتهم ستاري اتاغي اثناء توجههم لصلاة الجنازة.

وقد عثر على جثة سانغارييف، 25 عاما، في احد الحقول الاسبوع الماضي بعد مضي شهر على اختطافه من قبل مجموعة من الرجال الملثمين.

ويعتري هؤلاء الرجال قلق حيال خطر داهم اكثر من انفجار القذائف بعيدا حول من سيكون الهدف التالي للقتلة الملثمين الذين يواصلون الحرب السرية في الشيشان رغم تطمينات الكرملين بالنسبة لانتهاء النزاع. وقد اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 30 يناير (كانون الثاني) الماضي «انتهاء عمليات محاربة الارهاب» في الشيشان حيث تحاول القوات الروسية منذ احد عشر عاما سحق الحركة الانفصالية والمجموعات الاسلامية المتطرفة.

لكن في الشيشان ليس هناك ادنى شك بأن الحرب التي اودت بحياة حوالي عشرة آلاف جندي روسي وعشرات الآلاف من المدنيين خلال عشرة اعوام ما تزال مستمرة، رغم انها تحولت الى حرب سرية يتجاهلها الرأي العام ووسائل الاعلام في روسيا.

من جهتها، اشارت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الى «حرب قذرة» مستمرة في تفكيك اوصال المجتمع الشيشاني المنهك.

بدوره، قال مسؤول رفيع في الحكومة الشيشانية مكلف شؤون حقوق الانسان ان اكثر من سبعة آلاف شخص اختطفوا او فقدوا خلال العقد الاخير في حين اعلنت منظة «ميموريال» الروسية للدفاع عن حقوق الانسان ان 316 شخصا اختطفوا العام الماضي عاد اقل من نصفهم احياء.

وقال بيير الساس رئيس الفرع الروسي للمنظمة التي تقدم معونات لنحو 200 ألف لاجئ فروا من الصراع بين القوات الروسية والمتشددين الاسلاميين: «اعتبارا من صباح امس نستأنف عملياتنا الانسانية في الشيشان بصورة كاملة».