آلاف السودانيين يتظاهرون احتجاجا على إرسال قوة دولية إلى دارفور

وزير الدفاع: إن الغزاة إذا جاءوا سيجدون أمامهم الموت

TT

استنكرت مظاهرة حاشدة في العاصمة الخرطوم امس المساعي التي تجري لاستبدال قوات الاتحاد الافريقي باخرى دولية في اقليم دارفور المضطرب، وقالت عبر هتافات ومذكرات ان «تلك القوات مرفوضة وستواجه بالمقاومة والجهاد». وقال وزير الدفاع السوداني امام المتظاهرين: «ان الغزاة اذا جاؤوا سيجدون امامهم الموت»، بعد ان تلقى منهم «بيعة الموت» نيابة عن الرئيس عمر البشير. خرجت جماهير من قطاعات تمثل اتحادات ونقابات ومنظمات مختلفة من جامعات ومهنيين وعمال ورعاة وتجار ورجال اعمال وطرق صوفية وادارة اهلية في مظاهرة التحمت بمظاهرة اخرى قوامها من القوات المسلحة وقوات الدفاع الشعبي، وتمت مخاطبة المتظاهرين امام القيادة العامة للقوات المسلحة وفي حديقة الشهداء في قلب الخرطوم.

ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالتدخل الدولي في دارفور، وهتفوا ضد الولايات المتحدة الأميركية وحملوها مسؤولية اي تخريب يحدث في دارفور بسبب نشر القوات الدولية فيها، وحذرت اللافتات والشعارات المرفوعة والهتافات من ان القوات الدولية ستواجه الموت في دارفور. وتلقى الفريق اول عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني بيعة الموت من المجاهدين نيابة عن الرئيس عمر البشير، وفتح وزير الدفاع السوداني «باب الجهاد اكمالا لمسيرة الشهداء من القوات المسلحة والدفاع الشعبي»، وقال في لهجة غاضبة ان «الغزاة اذا جاؤوا سيجدون امامهم الموت»، وقال «كتائب الرضوان المتجهة الى دارفور للدفاع عن الوطن جاهزة الآن». وتعهد باسم القوات المسلحة ان ارض دارفور ستكون «مقبرة للطامعين»، وقال «هي قادرة على حماية البلاد وان الحديث سيكون في ارض المعركة».

وقال الدكتور احمد بلال عثمان مستشار رئيس الجمهورية وهو يخاطب المتظاهرين ان اي قوة عسكرية تدخل السودان بدون اذن الحكومة ستكون هدفا مشروعا للدفاع الشعبي وان باطن الارض ستكون مثوى لهذه القوات. وقال الزهاوي ابراهيم مالك الناطق الرسمي باسم الحكومة ان الجهاد الذي بدأ منذ الثورة المهدية سيستمر حماية للدين والوطن، مؤكدا ان كل جموع الشعب السوداني ترفض التدخل الاجنبي، ودعا الى الحفاظ على اتفاقية السلام بقوة الارادة وقوة السلاح.

فيما قال كمال الدين ابراهيم المنسق العام للدفاع الشعبي ان كتائب الدفاع الشعبي جاهزة لمنازلة الغزاة اذا اقدموا على دخول البلاد، وقال «ما أحلى القتال مع الذين يختلف معنا دينا ولونا وعرقا».

وقال البروفيسور حسين سليمان ابو صالح رئيس «الهيئة الشعبية للدفاع عن العقيدة والوطن»، موالية للحكومة، ان الادارة الأميركية اتخذت من عجز الاتحاد الافريقي في حفظ الأمن بدارفور ذريعة لتحقيق اطماعها الاستعمارية بالبلاد.

سلم المتظاهرون مذكرة شديدة اللهجة الى ممثل الامم المتحدة بالسودان، جددت فيها رفض الشعب السوداني المطلق لاي قرار يصدر من مجلس الأمن بارسال قوات عسكرية تابعة للامم المتحدة من اي جنسية وتحت اي مسمى. واكدت المذكرة استعداد الشعب السوداني لمواجهة اي قوات باعتبارها قوات غازية ومعتدية، وطالبت المذكرة بايقاف ممارسات منسوبي بعثة الامم المخالفة لمعتقدات اهل السودان، كما طالبت المذكرة بإنهاء وجود القوات الافريقية وعدم تجديد مهمتها. كما طالبت المذكرة بسحب يان برونك الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة وابعاده فورا من السودان لمواقفه وتصريحاته المعادية للسودان، مطالبة كوفي انان بوقف تصريحاته المعادية للسودان. وفي مؤتمر صحافي عقده نيروبي الكينية، قال السماني الوسيلة وزير الدولة بوزارة الخارجية السوداني ان السودان ليس على استعداد لكتابة شهادة وفاة لمهمة الاتحاد الافريقي الذي يقوم بعمل جيد، وقال الوزير السوداني الذي يزور المدينة إن ما ينقص هذه القوات هو التمويل والدعم اللوجستي وهي حقيقة معلومة ولذلك فإن الحل ليس هو تغيير مهمة الاتحاد الافريقي لمهمة اممية، وشدد ان السودان لن يقف مكتوف الأيدي إذا ما اقدمت الأمم المتحدة على اخذ مقام الاتحاد الافريقي وسيعلن موقفه عندها.

وفي نفس الوقت، تضاربت التصريحات الحكومية في الخرطوم بشأن قمة ثلاثية تجمع الرؤساء السوداني عمر البشير والمصري حسنى مبارك، والليبي معمر القذافى، بشأن اقليم دارفور ستعقد في القاهرة أو طرابلس قبل موعد القمة العربية في نهاية الشهر الجاري.

وكان الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل اعلن في القاهرة اول من امس انعقاد القمة في الفترة المذكورة، وذهب في نفس الاتجاه الناطق الرسمي باسم الخارجية جمال محمد ابراهيم حين قال ان وزير الخارجية الدكتور لام أكول تسلم اول من امس رسالة خطية من نظيره الليبي عبد الرحمن شلقم تتصل بترتيبات القمة السودانية المصرية الليبية، واضاف ان القمة ستبحث سبل حل أزمة دارفور والإبقاء على القوات الإفريقية بدارفور وتحديد مدة بقائها. غير ان وزير الخارجية السوداني اكول نفى وجود خطوات لانعقاد القمة.