نتائج تحقيق للجيش الإسرائيلي: قتل أطفال غزة ليس قتلا للمدنيين

TT

في خطوة غريبة ومستهجنة، خرجت لجنة التحقيق التي شكلها قائد سلاح الجو الاسرائيلي، الجنرال اليعيزر شكيد، باستنتاج مفاده ان قتل الأطفال الثلاثة الفلسطينيين بصاروخ اطلقته طائرة مقاتلة اسرائيلية على منطقة في قطاع غزة، لا يعتبر قتلا لأطفال مدنيين، انما هو «حدث عرضي غير مقصود ولا ذنب للقوات الاسرائيلية به». وكان سلاح الجو الاسرائيلي قد شكل هذه اللجنة في أعقاب اغتيال اثنين من قادة التنظيم العسكري لحركة «الجهاد الاسلامي»، هما منير سكر وأشرف أبو شلوف، قبل أربعة أيام في قطاع غزة، وثلاثة صبية تتراوح أعمارهم ما بين 10 و16 عاما وجرح تسعة من المارة. وفي التحقيق الذي أجرته هيئة من سلاح الجو، ادعوا ان الجيش «بريء» من دماء القتلى الأطفال بدعوى ان القصف تم عندما كانت رادارات الطائرة الحربية الاسرائيلية قد نقلت صورا تدل على ان الشارع خال من المارة، وفقط عند وقوع القصف..«وفي اللحظة الأخيرة تماما شوهد الأطفال الفلسطينيون يقطعون الشارع ويقتربون من مكان القصف، مما أدى الى اصابتهم».

وقال قائد سلاح الجو الاسرائيلي ان الأطفال الثلاثة لم يكونوا هدفا اسرائيليا، بل انهم وصلوا بالصدفة الى السيارة المفخخة وهي جاهزة للتفجير. ولم يكن بالإمكان اعادة الصواريخ الى مدافعها. ومع ذلك فقد طلب الاعتذار من ذوي أولئك الأطفال.

واللافت للنظر ان أحد كبار رجال الدين العسكريين، الحاخام آفي روتينسكي، الذي تقرر تعيينه حاخاما أساسيا في الجيش، أعطى أول فتوى له وهو في المعارضة يقول فيها انه يجوز لليهودي ان يترك فلسطينيا ينزف دما ولا يسعفه، ويجوز لليهودي ان لا يقدم مساعدة للعدو ويحظر على اليهودي أن ينقذ عربيا، إلا إذا ثبت بما لا يقبل الشك في ان عدم انقاذه يثير مشاعر النقمة لدى يهودي. الى ذلك، استنكر عدد من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والاسرائيلية أمس التصعيد الاسرائيلي الاخير في قطاع غزة، خاصة «استهداف» الجيش الاسرائيلي للمدنيين والاطفال و«التصعيد العسكري والحصار والاغتيالات».