بوش في يوم المرأة: لدي نساء قويات في حكومتي

تعهد بأن أميركا ستساعد النساء في أي مكان من العالم

TT

قال الرئيس الأميركي جورج بوش، إن دور المرأة يتزايد على نطاق عالمي، مشيرا إلى أنها أصبحت تتولى الرئاسة في عدد كبير من بلدان العالم. وتعهد بوش بأن أميركا سوف تساعد النساء في الحصول على حريتهن في أي مكان في العالم يعشن فيه، قائلا إن الديمقراطية تكون قوية عندما تشارك في صنعها المرأة.

جاء ذلك خلال حفل اقامه الرئيس بوش وزوجته لورا في البيت الأبيض، بمناسبة يوم المرأة العالمي حضرته «الشرق الأوسط»، وشاركت فيه قيادات نسائية من العراق وافغانستان، إضافة إلى وجوه نسائية أميركية بارزة في حكومة بوش. ورغم أن الرئيس الأميركي لم يتطرق إلى الانتخابات الرئاسية في بلاده المقرر اجراؤها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 إلا أن إيراده لبعض الدول التي تتولى فيها المرأة المنصب الأول، صب دون قصد في مصلحة المرشحة المحتملة للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، حيث يعتبر البعض أن الأميركيين أصبحوا جاهزين لمنح المنصب لامرأة، وليس هناك من اسم مطروح حاليا على نطاق واسع سوى هيلاري كلينتون، ولو أنها لم تعلن رسميا عزمها على الترشيح.

وقال الرئيس بوش في كلمته أمام المدعوين والمدعوات، إن ليبيريا انتخبت أخيرا أول امرأة لقيادتها «وقد حضرت مع لورا والوزيرة رايس أداءها القسم الدستوري، واتطلع للترحيب بها هنا في أميركا»، وتابع قائلا «النساء أصبحن يرأس دولا مثل ألمانيا وتشيلي والفلبين، وحتى في رواندا حوالي نصف أعضاء البرلمان من النساء، وهناك تحسن في وضع المرأة البرلماني في المغرب والأردن وتونس، وفي العراق سوف تشغل النساء ربع مقاعد البرلمان على الأقل».

ولدى ترحيبه بالضيوف، أشار بوش إلى أنه سيغادر البيت الأبيض عما قريب، حيث قال «مرحبا بكم في هذا البيت، الذي نعتبره بيت الشعب، وأحب أن أذكر الناس في كل مكان في العالم، أننا نحتل هذا البيت بشكل مؤقت، ولكننا نحاول أن نقدم أقصى ما نستطيع خلال فترة وجودنا هنا».

وتحدث بوش عن دور المرأة في حياته فقال «كثير من النساء أثرن في حياتي، أولهن أمي»، وتابع ضاحكا «لقد طلبت مني بالمناسبة أن أقول ذلك»، واستطرد «أنا أيضا محظوظ بأن لدي زوجة قوية (لورا)، ونحن نربي امرأتين شابتين في أسرتنا، لتكونا مستقلتين وقادرتين على المخاطرة (قالها ضاحكا). يشار إلى أن بوش يقال عنه بأنه يستمع بإنصات إلى أربع نساء فقط، وهن والدته باربرا وزوجته لورا ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس، أما الرابعة فهي كارين هيوز مستشارته الصحافية السابقة، ووكيلة وزارة الخارجية حاليا لشؤون الدبلوماسية العامة.

ولاحظت «الشرق الأوسط» أن هيوز كانت حاضرة في قاعة الاحتفال، في حين أن الوزيرة رايس لم تكن موجودة، ربما لارتباطات أخرى خاصة بعملها، وقد سأل عنها بوش فقيل له أنها مرتبطة بمواعيد أخرى، فقال «دعونا نسجل عليها غيابا مبررا».

وقال بوش في كلمته بمناسبة يوم المرأة «لدي نساء قويات في حكومتي»، وذكر منهن من الحاضرات في القاعة وزيرة العمل إلين تشاو، ووزيرة التربية والتعليم مارغريت سبيلينغ التي قال عنها، «إنها كانت تقدم لي استشارات قيمة»، منذ أن كان حاكما لولاية تاكساس. كارين هيوز السفيرة وكيلة وزارة الخارجية ونطق اسمها مجردا في البداية، ثم استدرك قائلا السفيرة كارين هيوز.

وأشار بوش كذلك إلى باولا دوبريانسكي وكيلة وزارة الخارجية للديمقراطية والشؤون الدولية، ثم أشار إلى أنه يستعين في أموره القانونية بمحامية امرأة، ورحب بمحاميته هاريت ميريس قائلا «بالمناسبة الذين لا يعرفون منكم أميركا.. إنه من الأفضل لك إذا كنت تعيش في هذه البلاد، أن يكون لديك محام أو محامية جيدة.. إن هاريت ميريس محامية جيدة وتقدم لي نصائح قانونية قيمة».

كما ذكر بوش من النساء ذوات المراكز الحساسة في إدارته فران تاونزند مستشارته لشؤون الأمن الداخلي، وقال إنها امرأة قوية تقدم لي نصائح مهمة، فحماية الأمن الداخلي أمر حيوي في أميركا».

كما أشاد بوش بـ«الصديقة بات بريستر ممثلة الولايات المتحدة في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون المرأة، إنها من لويزيانا حيث سأكون هناك مع لورا غدا».

كما رحب بوش بعضو مجلس النواب جودي بيغريت من ولاية إلينوى، وقال «لدينا نساء كثيرات أعضاء في الكونغراس يقمن بدور إيجابي كبير». من جانبها رحبت لورا بوش بالقيادات النسائية القادمات من العراق وأفغانستان، وقالت «أعتقد أن النساء في كل مكان يشتركن في نفس الأحلام.. التعليم الحياة في حب السلام، والاستمتاع بالصحة، وأن تسمع أصواتهن».

وأضافت «أنا فخورة بأني متزوجة من رجل، أفضت سياساته إلى إحراز تقدم للمرأة في بقاع مختلفة من العالم.. انظروا إلى هذه المستويات العالية من النساء اللاتي يتحملن مسؤوليات كبيرة في الحكومة الأميركية.. أنظروا إلى ما يحدث في أفريقيا، حيث جهود مكافحة الأيدز أثمرت عن ولادة أطفال غير مصابين، وفي أفغانستان أصبحت الفتيات يذهبن إلى المدارس بسبب المساعدة الأميركية لتحرير بلادهن».

وتابعت لورا بوش قائلة «لقد أخبرتني الأسبوع الماضي زوجة الرئيس كرزاي، أن ستة ملايين طفل أفغاني، يذهبون حاليا للمدارس نصفهم من الفتيات».

وقالت «ونحن نحتفل بيوم المرأة العالمي، استطيع القول إن زوجي ملتزم بتحقيق العدالة والكرامة، وتوفير الفرص للنساء».

ولاحظت «الشرق الأوسط»، أن عددا من العراقيات المشاركات في الحفل، يتجولن في ردهات البيت الأبيض بالعباءات السوداء، وقد أعربت الدكتورة فائرة بابا خان عضو الجمعية الوطنية لـ«الشرق الأوسط» عن سرورها بالمشاركة في تمثيل المرأة العراقية، وقالت إن بلادها مقبلة على عهد ديمقراطي غير مسبوق، خصوصا فيما يتعلق بحقوق المرأة السياسية.