الجميل يدعو لاتفاق ماروني على «اسم أو 2 أو 3» للرئاسة

حرص مشترك على تبديد الهواجس من احتمال فشل الحوار الوطني اللبناني

TT

حرصت القيادات اللبنانية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني على تبديد الهواجس التي اثارها التأجيل المفاجئ لجلسات الحوار حتى الاثنين المقبل، وذلك بتأكيد رغبتها في استمرار الحوار واملها بالوصول الى نتائج.

وانطلقت امس حركة مشاورات مكثفة بين الاطراف المعنية بالحوار، خصوصاً على خط البطريركية المارونية في بكركي. وقال الرئيس السابق للجمهورية امين الجميل ـ تأكيداً لما نشرته «الشرق الاوسط» امس ـ إن «على القادة الموارنة تحمل مسؤولياتهم والتشاورات برعاية البطريرك صفير لنصل الى اقتراح عملي بطرح اسم او اثنين او ثلاثة. والاصول الدستورية في النهاية هي التي تحسم هذا الأمر». لكنه رجح بعد لقائه صفير امس ان لا يطرح موضوع رئاسة الجمهورية على طاولة الحوار الاثنين المقبل «لأن هناك قضايا اخرى يتم البحث فيها. وعندما يطرح الموضوع فنحن جاهزون لبحثه». كما استبعد امكانية عقد اجتماع مسيحي موسع من اجل الوصول الى ورقة موحدة لطرحها على طاولة الحوار الاثنين، قائلاً: «هناك مواضيع لا تطرح في الاجتماعات الموسعة. وهي تحديداً تلزمها اجتماعات بعيدة عن الاضواء يسودها الهدوء، لانها مواضيع دقيقة لا سيما عندما يتعلق الامر بالاسماء. وأعتقد أن هناك آلية معينة لحل هذا الموضوع بمعزل عن الاجتماعات الموسعة. ونحن لا نريد احراج غبطة البطريرك بهذه الطريقة، فهو يرعى كل مفاصل حياتنا السياسية». وأمل الجميل ان «يتم اختيار رئيس الجمهورية المقبل على طاولة الحوار، لان الموضوع يشكل بنداً من بنود جدول الاعمال. ولكن قبل الوصول الى مرحلة التسميات فان مركز الرئاسة ليس شاغراً بعد. والمحطة الأولى هي كيفية الوصول الى استقالة رئيس الجمهورية بحسب آلية دستورية معينة. والاولوية اليوم ان تصبح الرئاسة شاغرة ويصار بعدها الى البحث عن بديل».

وزار الجميل ايضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري لإبداء «الدعم الكامل» لمبادرته الحوارية. وقال: «هذه المبادرة الوطنية ليست ملكاً لأحد. وهي مبادرة حوارية في مجلس النواب بين قيادات لبنانية يجب ان تنجح، لانه اذا لم تنجح لا اعرف اي مبادرة اخرى يمكن ان تنجح وتنقذ البلد». وأمل في «ان نصل قبل يوم الاثنين الى نوع من القواسم المشتركة لطرحها على الطاولة. ونستمر في الحوار بشكل ايجابي جداً». وذكر الجميل ان وفداً من حزب «الكتائب اللبنانية» زار النائب ميشال عون وان اتصالات جرت مع كل الاحزاب الاخرى ومع كل المعنيين بالامر «حتى يكون التشاور واسعاً جداً».

وطالب المرجع الشيعي اللبناني الشيخ محمد حسين فضل الله المتحاورين «الذين يدخلون في دورات تدريبية من خلال الحوار المباشر» بأن «يعيشوا افق المصلحة العامة للبلد، وان يعرفوا ان الحرية المسؤولة لا تتمثل في محاكاة مشاريع خارجية ترهن الحل الداخلي لحساب دول الوصاية».

من جهته، امل رئيس مجلس النواب نبيه بري ان يسمع اللبنانيون «قرارات جديدة الاثنين المقبل، تماما كما حصل في اليومين الاولين لبدء الحوار»، في اشارة الى اعلانه التوافق بالاجماع على بند الحقيقة حول جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومتفرعاتها.

وقد اجتمع بري باعضاء كتلته النيابية لاطلاعهم على اجواء الحوار. وشددت الكتلة عقب الاجتماع على اهمية وضرورة تحمل جميع الاطراف المشاركة في الحوار الوطني مسؤولياتها الوطنية «وصولا الى وحدة الموقف المطلوبة في المواضيع المطروحة على طاولة الحوار».

اما كتلة «تيار المستقبل» النيابية فقد عقدت اجتماعا في قريطم برئاسة النائب سعد الحريري، عرضت خلاله مجريات الحوار الوطني. ورأت، في بيان أصدرته، ان المشاركين في الحوار «هم امام مسؤوليات تاريخية تجاه الشعب اللبناني والرأي العام العربي والعالمي، لإثبات قدرة اللبنانيين على ادارة شؤونهم بأنفسهم وتحقيق طموحاتهم الوطنية المشروعة». ودعت الكتلة «جميع المشاركين الى ترجمة الارادة الصادقة التي عبّر عنها اللبنانيون كافة بوجوب سحب مصير الحوار الوطني من التجاذب السياسي، لان الفشل ممنوع ولان القرارات المصيرية التي ينتظرها الشعب من القيادات السياسية المجتمعة حول طاولة الحوار تتطلب من هذه القيادات ان تكون في مستوى طموحات اللبنانيين ورهانهم على الانتقال بلبنان الى مرحلة سياسية ووطنية جديدة تؤسس لقيام دولة متماسكة، يعاد من خلالها الاعتبار لموقع رئاسة الجمهورية تحديدا، وللنظام الديمقراطي الذي يحتاج اليوم اكثر من اي وقت مضى الى تضامن اللبنانيين والى ثقة الاشقاء العرب والعالم بمؤسساته».

وقد عبّر النائب سعد الحريري خلال الاجتماع عن اطمئنانه للاتجاه الذي يسلكه الحوار الوطني «على رغم الاختلاف الطبيعي في وجهات النظر حول العديد من بنود جدول الاعمال التي تطرح للمرة الاولى بصراحة وشجاعة وروح وطنية مسؤولة». واكد ثقته التامة في «قدرة المتحاورين على التوصل الى القواسم المشتركة واتخاذ القرارات التي ينتظرها اللبنانيون لترسيخ وحدتهم الوطنية وعيشهم المشترك والتأسيس لمرحلة متقدمة من السيادة والاستقلال والوفاق الوطني، يعود من خلالها لبنان الى دوره العربي الرائد، والى مكانته في المنطقة والعالم».

ودعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان اللبنانيين الى «بذل جهود مضاعفة لتذليل العقبات التي تعترض مسيرة الحوار في لبنان». واعتبر «ان نجاح الحوار ينقذ البلاد من الأخطار التي تتهددها» محذرا من «الخطابات المتشنجة التي تضر بلبنان وتعكر مناخات التهدئة المطلوبة في هذه المرحلة من حياة لبنان السياسية».