وزير الخارجية العراقي: لدينا مقترحات جديدة لتطوير المبادرة العربية لمؤتمر الوفاق الوطني

زيباري لـالشرق الأوسط»: تدهور الوضع الأمني والخدمات في ظل حكومة الجعفري دفعنا للمطالبة بحجب ترشيح رئيس الوزراء

TT

كشف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن مقترحات عراقية جديدة لتطوير المبادرة العربية المقررة مناقشتها في مؤتمر الوفاق الوطني العراقي، ورفض الإفصاح عن مضمونها حالياً، وأكد أن المقترحات العراقية ستطرح على قمة الخرطوم التي يمثل العراق فيها الرئيس جلال طالباني.

واستبعد الوزير العراقي الذي التقته «الشرق الأوسط» على هامش مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة وقوع حرب أهلية في العراق، واتهم تنظيم «القاعدة» بارتكاب اعمال مسلحة تهدف لإشعال الفتنة الطائفية، وتحدث عن قضايا أخرى لها أولوية في العراق حالياً، وكشف عن أن مؤتمر دول جوار العراق القادم سيعقد في إيران بعد تشكيل الحكومة . وفي ما يلي نص الحديث: > هل تتوقع اشتعال الفتنة الطائفية خاصة بعد تفجير مرقدي الأمامين الهادي والعسكري وبعض مساجد السنة؟

ـ لن تحدث حرب أهلية في العراق كما يراهن البعض لأن هناك إدراكا ووعيا كاملا من قبل كل القيادات السياسية والدينية لخطورة هذا الاحتمال، وبعد حوادث التفجيرات التي جرت في سامراء لاحظنا أن السنة لم يستجيبوا للرد كطائفة على الرغم من العمليات الانتقامية نتيجة هذا العمل الشنيع، وكذلك الشيعة الذين كانوا هدفاً للعمليات الانتحارية أو تفجير الحسينيات والمواقع والتجمعات الخاصة بهم، لكننا نرى أن المخاطر موجودة ولن نقلل من حجمها خاصة أن مجموعات شبكات «القاعدة» والزرقاوي والتكفيريين، حتى أزلام النظام السابق، هدفهم دفع العراق إلى هذا الاتجاه وإحراقه بنار الحرب الطائفية، لكن القيادات العراقية تتصدى لهم وتدرك حقيقة هذا المخطط ومن يقف خلفه.

> وماذا تسمي «حرب المساجد» وتدميرها ؟

ـ حرب المساجد كانت رد فعل على ما جرى في سامراء من اعتداء على الطائفة الشيعية.

> ما هي نتائج التحقيقات فيها ؟

ـ التحقيقات مستمرة وهناك رسائل مسبقة وبيانات صدرت عن أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة في العراق وهي رسائل موثقة.

> هل كانت تحمل الرسائل تهديداً للمساجد؟

ـ ليس كذلك لكن الهدف الذي أعلنوه أو خطة عملهم أو مشروعهم الإرهابي يتجه إلى إشعال فتنة طائفية وهم يعلمون أن استهداف الشيعة بالعمليات يدفعهم للانتقام من السنة.

> إلى أين وصلت مشاورات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة خاصة بعد مطالبة الائتلاف العراقي الموحد بالتمسك بمرشحه إبراهيم الجعفري، ودعوة السيستاني للتمسك بهذا الترشيح؟

ـ طلبت ثلاث قوائم من قائمة الائتلاف إعادة النظر في ترشيح الجعفري رئيساً للحكومة، وهذا الموقف مطروح حالياً للبحث والمناقشة وهناك حوارات ومفاوضات يومية لايجاد مخرج أو حل لهذه الأزمة، وليس صحيحاً أن آية الله علي السيستاني دعا للتمسك بإبراهيم الجعفري، وهذا ما أكده وفد زاره أخيرا، بل لم يبد المرجع الاعلى رأيه بشكل قاطع. ونحن ليس لدينا مشكلة في ترشيح اسم آخر غير الجعفري من الائتلاف على أن تكون شخصيته مقبولة من جميع الأطراف.

> ما هي ملاحظاتكم على الجعفري كرئيس للحكومة؟

ـ الملاحظة الأساسية حول أداء الحكومة في الفترة السابقة هي تدهور الوضع الأمني والخدمات والاقتصاد، ولأننا مقبلون على حكومة دائمة تستمر أربع سنوات وليست انتقالية لمدة أربعة أشهر فنحن بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية قوية تبدأ بانطلاقة جديدة وبسياسات تخدم مصالح الشعب العراقي وتركز على الأولويات وليس على الأشخاص، وإضافة لذلك جاءت زيارة الجعفري لتركيا مثل القشة التي قصمت ظهر البعير، كما يقولون، وهذه الخطوة فجرت الخلافات وأخرجتها إلى العلانية.

> هل كانت زيارته إلى تركيا لتنسيق اجتماع لدول الجوار؟

ـ الزيارة تلبية لدعوة من الحكومة التركية، ونحن نرى أن توقيت الزيارة كان سيئاً لأن العراق كان على وشك الوقوع في نيران الحرب الداخلية وكانت هناك عمليات قتل يومية والحكومة هي حكومة تصريف أعمال ولم تحصل على ثقة البرلمان، وهناك جهود لتشكيل حكومة جديدة ولم يكن توقيت الزيارة إلى تركيا مناسباً.

> هل سيعقد اجتماع لدول جوار العراق قريباً؟

ـ هذا مطروح، ونرى أن يكون ذلك بعد تشكيل الحكومة العراقية وأن الدورة القادمة سوف تعقد في إيران.

> إلى أي مدى يؤثر تأجيل عقد مؤتمر الوفاق العراقي على نتائج المؤتمر التحضيري ومدى الالتزام بها؟

ـ الجميع يلتزم بنتائج المؤتمر التحضيري للوفاق العراقي، وبالأمس كان لدينا لقاء مطول مع الأمين العام للجامعة العربية وبحثنا كافة التفاصيل وكان هناك تفهم لدقة وحجم التحديات التي نواجهها وكذلك الحاجة إلى تحرك ومساعدة عربية وتفعيل آليات عقد مؤتمر الحوار، وقد اتفقنا على عقده في شهر يونيو (حزيران) المقبل بسبب عدم تشكيل الحكومة، وبحثنا كيف يمكن الاستفادة القصوى من مبادرة تطوير الوفاق العراقي.

> هل لكم مقترحات أخرى؟

ـ لدينا مقترحات جديدة لتطوير مبادرة الوفاق العراقي ولكننا نحتفظ بها حالياً.