تأجيل «الحوار الوطني» يعيد الروح إلى الوسط التجاري للعاصمة اللبنانية

TT

استعاد الوسط التجاري لبيروت حيويته امس وعاد النبض الى قلب العاصمة التي تنفست الصعداء بعد الاقفال القسري الذي فرضته الاجراءات الأمنية الاستثنائية لتوفير الحماية للقيادات اللبنانية التي اجتمعت منذ الثاني من مارس (آذار) الحالي حول الطاولة المستديرة تحت قبة البرلمان لأول مرة في «حوار صنع في لبنان» على حد تعبير صاحب المبادرة رئيس المجلس نبيه بري.

اصحاب الحقوق في الوسط التجاري رغم تأففهم من هذا الاقفال القسري، كانوا ـ وبحسب تعبير الكثيرين منهم ـ يأملون لو انتهى الحوار اليوم وفق ما كان مقرراً اصلاً، بدل تعليق الاجتماع والعودة الاثنين المقبل الى نغمة الطوق الأمني المتشدد الذي احاط بالوسط وشل الحركة حتى على المشاة. ويشدد اصحاب الحقوق على ضرورة توصل القادة اللبنانيين الى نتيجة توحد، على الاقل، قلب العاصمة الذي انشطر الى ساحتين، واحدة لقوى «14 آذار» واخرى لقوى «8 آذار» نتيجة الصراع السياسي الذي يشهده لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ويقول أحد أصحاب المحال التجارية في شارع البرلمان: «نحن مستعدون لتحمل المزيد من الخسائر شرط ان نصل الى نتيجة ايجابية. ونأمل من قياديينا ان لا يتسببوا لنا بأي انتكاسة جديدة، لأن وفاقهم ينعكس ايجاباً على الحركة الاقتصادية والتجارية، وخلافهم يصيبنا بانتكاسة ويعيدنا الى اجواء الحرب البغيضة التي لم تفارق بعد ذاكرتنا. والآن نحن لا نخشى على انفسنا انما على مستقبل اولادنا وعلى مصير وطننا الذي كفاه مزايدات».

اما ميشال، وهو احد اصحاب المطاعم في الوسط التجاري، فيأسف «لهذا التعطيل القسري والخسائر والأضرار التي تكبدناها». لكنه يقول ان «هناك تعويضاً معنوياً لنا هو اعتذار الرئيس نبيه بري لأصحاب الحقوق عن هذا التعطيل».

بلال احد موظفي المصارف في الشارع الموازي لمبنى البرلمان، قال: «اضطررنا للعمل اثناء اجتماع القادة. لكن تحت نظر ومراقبة عناصر قوى الأمن المكلفين حفظ الأمن هنا، والذين رافقونا ودخلوا معنا حتى الى المكاتب، ثم واكبونا حتى خروجنا من المربع الأمني».

ووصف تعليق اجتماع القادة اللبنانيين بـ «استراحة المحارب» آملاً منهم «ان ينصتوا الى صرخات المواطنين وانينهم من الضائقة الاقتصادية التي يسببها التجاذب السياسي». ودعاهم الى «وقفة ضمير امام الله وامام الوطن، لان التاريخ سيحاسبهم وسيقول من افشل وفاق اللبنانيين بافشاله مؤتمر الحوار الوطني، ولا يزال يراهن على الوصاية الخارجية وكأننا غير قادرين على تقرير مصيرنا بأنفسنا».