إيقاف صحيفة «الإخوان» في المساء وإطلاقها في الصباح

اعتصامات ومسيرات لصحافيي الإخوان والوفد في مصر

TT

احتدمت أزمة الصحافيين في مصر أمس بشكل غير مسبوق وقام عدد كبير من صحافيي الإخوان والوفد بالاعتصام أمام مقر نقابة الصحافيين المصريين بوسط القاهرة، ثم نظموا مسيرة احتجاجية إلى مقر المجلس الأعلى للصحافة، وذلك في أعقاب صدور قرار مفاجئ من المجلس بوقف إصدار صحيفة «آفاق عربية» الأسبوعية الخاضعة لسيطرة جماعة الإخوان المسلمين سياسياً والناطقة بلسان حال الجماعة رغم تبعيتها لحزب الأحرار المعارض، وكذلك إعلان رئيس حزب الوفد المصري الدكتور نعمان جمعة نقل صحيفة «الوفد» إلى مقر آخر غير مقر الحزب الحالي.

وكان صحافيو «آفاق عربية» فوجئوا مساء أول من أمس بصدور قرار من المجلس الأعلى للصحافة بوقف طبع الصحيفة التي تصدر الأربعاء من كل أسبوع قبل ساعات من موعد طبعها واكتشفوا وجود قرار بوقف صدورها بسبب احتدام الصراع على رئاسة الحزب بعد قرار لجنة شؤون الأحزاب بعدم الاعتداد بحلمي سالم رئيساً للحزب رغم سابق اعترافها به قبل عدة أشهر، في وقت اعتبر فيه المراقبون أن القرار موجه ضد جماعة الإخوان المسلمين في إطار التصعيد الأخير بين الإخوان والدولة والذي أسفر عن إلقاء القبض عن 22 من الجماعة بينهم عضو بمكتب الإرشاد وزوج ابنة النائب الثاني للمرشد وحفيد مرشد سابق. وفيما تصاعدت الاحتجاجات قال سكرتير عام نقابة الصحافيين يحيى قلاش إنه تم إنهاء الأزمة وننتظر التنفيذ وإصدار الصحيفة بعد أن أصدر المجلس الأعلى للصحافة قرارا بالاعتداد برئيس تحرير الصحيفة محمود عطية رئيساً لمجلس إدارة الصحيفة أيضاً كما كان في السابق والعودة إلى ما قبل قرار الاعتداد بحلمي سالم رئيساً لحزب الأحرار، مشيراً إلى أن الموقف الآن بين المجلس الأعلى للصحافة و«الأهرام» المسؤولة عن طباعة الصحيفة.

وعلى محور أزمة صحيفة «الوفد» أعلن صحافيو الوفد احتجاجهم على قرار نعمان جمعة رئيس الحزب المفصول بنقل مقر الجريدة وعزل رئيسي تحريرها عباس الطرابيلي وسيد عبد العاطي وتعيين الصحافي محمد القدوسي رئيساً لتحرير الصحيفة، وطالبوا المجلس الأعلى بعدم الموافقة على القرار والتمسك بإبقاء مقر الصحيفة وإدارتها كما هي عليه الآن.

من جانبه، قال محمد القدوسي رئيس التحرير الجديد لصحيفة «الوفد» إنه تم إبلاغ المجلس الأعلى بتعيينه رئيساً لتحرير الصحيفة بعد خلو منصب رئيس التحرير بإحالة عباس الطرابيلي إلى المعاش، مؤكداً على ضرورة إبعاد الصحيفة عن الصراع السياسي داخل الحزب وذلك بنقل مقر الجريدة بسبب حالة التوتر والشغب المفروضة على مقر الحزب والتي لا تسمح بإنجاز أي عمل.

وأضاف القدوسي أنه لن يضار صحافي وفدي وأن الدعوة وجهت للجميع لممارسة عملهم بأوضاعهم الحالية، وأن هناك لائحة مالية وإدارية جديدة وستكون هناك جوانب إصلاحية مهمة لتحقيق نقلة في أداء الصحيفة، نافياً أي احتمالات لقيام جمعة بالتدخل في عمله كما يتردد وقال «هذا لن يحدث وهناك اتفاق واضح في هذا الشأن».

وأكد القدوسي أنه ليس طرفاً في أزمة مع أحد وأنه في حال اعتراض نقابة الصحافيين على هذا الوضع سيتم الاعتذار عنه باعتبار أن النقابة مرجعية كافة الصحافيين، لافتاً إلى أنه لا توجد أزمة عقائدية أو وطنية أو أخلاقية داخل الوفد ولكنها قضية خلافات الرؤى والمصالح لمجموعة من الأشخاص لا يجب أن تصل إلى حالة التخوين، مؤكداً التزامه باتفاق الحياد بين أطراف النزاع وعدم تدخل الصحيفة في هذا الأمر.