وزير النقل المصري يؤكد أن التقرير النهائي حول غرق العبارة بعد أربعة أشهر

رئيس هيئة السلامة: كان يتعين على القبطان اتخاذ قرار بالعودة إلى ميناء ضبا السعودي

TT

أعلن وزير النقل المصري المهندس محمد منصور أن اللجنة الفنية الدولية المكلفة التحقيق في ملابسات حادث غرق العبارة المصرية المنكوبة «السلام 98» سلمت نسخة من تسجيلات الصندوق الأسود للعبارة والبيانات المسجلة عليه إلى القوات المسلحة، ونسخة أخرى للجنة التي شكلها النائب العام للتحقيق في الحادث.

واضاف منصور أنه تم تفريغ المعلومات المسجلة والمحادثات التي تمت في غرفة القيادة في مراحل سابقة على قيام رحلة العبارة من ميناء ضبا السعودي وحتى لحظة غرق العبارة.

وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر الحكومة المصرية أمس إن اللجنة الفنية الدولية التي شكلتها وزارة النقل للبحث في ملابسات غرق العبارة السلام 98 تعكف حاليا على تحليل بيانات الصندوق الأسود للعبارة الذي تم انتشاله وفك شفرته وان هذه البيانات ستساعد على معرفة الأحداث التي وقعت في اللحظات الأخيرة قبل غرق العبارة. وتوقع وزير النقل الانتهاء من تحليل بيانات الصندوق الأسود للعبارة قريبا ووضع تقرير مبدئي حول أسباب الحادث بعد شهرين على أن يتم وضع التقرير النهائي بعد أربعة اشهر من الآن لتقديمه إلى النائب العام والمنظمة البحرية الدولية «اى ام او»، ولم يفصح الوزير عن أية معلومات أو مؤشرات أولية حول أسباب الحادث بعد سماع التسجيلات. وأشار إلى أن هناك ثلاث جهات تقوم حاليا بمتابعة ملابسات غرق العبارة هي اللجنة الفنية الدولية ولجنة تقصى الحقائق بمجلس الشعب ومكتب النائب العام. كما أعلن وزير النقل انه أصدر أوامره المشددة لجميع المسؤولين لمراجعة إجراءات السلامة على جميع السفن وعبارات الركاب بالموانئ المصرية وتم خفض عدد ركاب العبارات إلى 1200 راكب بدلا من 2750 راكبا وهو المسموح به حاليا وذلك لمنع وقوع أية حوادث مستقبلا. وأوضح منصور أن وزارته قامت بجهود واضحة لكشف ملابسات حادث غرق العبارة «السلام 98»، حيث شكلت لجنة دولية فنية بشكل يواكب متطلبات المنظمة الدولية البحرية «آى إم أو» التي تقضى بتشكيل لجنة فنية محايدة في حالة وقوع مثل هذه الكارثة البحرية، وتكون اللجنة على مستوى فني عال متخصص. وأكد وزير النقل أن أهم أهداف اللجنة إبراز الحقائق المرتبطة بالحادث وأسباب وقوعه من الناحية الفنية المطلقة دون الدخول في توجيه أي اتهام أو إدانة لان ذلك من اختصاص جهات التحقيق الرسمية. ومن جانب آخر، قال اللواء حسين الهرميلي رئيس هيئة السلامة البحرية المصرية إنه كان يتعين على قبطان العبارة اتخاذ قرار بالعودة إلى ميناء ضبا السعودي خلال الساعات الثلاث الاولى عندما واجه مشكلة الحريق على متن العبارة.

وأضاف الهرميل خلال مؤتمر صحافي امس أنه لم يتحدد بعد السبب الرئيسي لغرق العبارة في الثالث من فبراير (شباط) الماضي لحين إفراغ المعلومات الموجودة في الصندوق الاسود للعبارة. واضاف لا يبدو واضحا حتى الآن إذا ما كان قبطان العبارة قد أرسل إشارة استغاثة، لكن الهرميل الذي رأس فريقا في يوليو(تموز) وديسمبر (كانون أول) الماضيين لتفقد العبارة، قال إن أجهزة الاتصال والمعدات الضرورية كانت موجودة على متن العبارة وكان من الممكن استخدامها لانقاذ الركاب. واوضح الهرميل أن الهيئة قامت قبل حادث غرق العبارة بأعمال تفتيش مستمرة طبقا للتعليمات الدولية، مع التركيز على معدات السلامة وأجهزة الاتصالات والعمل على تلاشي الملاحظات البسيطة التي تظهر كما قامت بإجراء اختبارات حقيقية للأطقم والمعدات على كل السفن والمراجعة الوقائية للتأكد من سلامة معدات السفن والمحطات الأرضية وتقديم الدعم الفني المطلوب.