تضارب شهادتي والد ونجله مشتبهين بالإرهاب حول موقع معسكرات «القاعدة»

عمر حياة شاهد المتدربين يرتدون أقنعة ويحملون سيوفا يطعنون بها دمى تحمل صور بوش ورامسفيلد وباول في باكستان

TT

في زيارة الى معسكر سري في باكستان عام 2004، قال عمر حياة انه شهد ما يقرب من ألف من المتدربين الارهابيين، وهم يرتدون اقنعة، ويحملون سيوفا يطعنون بها دمى تحمل صور الرئيس بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ووزير الخارجية السابق كولن باول.

وفي استجواب بالفيديو أجراه موظفون من مكتب المباحث الفيدرالي وعرض في محكمة فيدرالية يوم اول من أمس قال حياة ان المتدربين في المعسكر الذين اشير الى التحاق ابنه بهم مارسوا ايضا القفز بالزانة الى ارتفاع 50 قدما حتى يمكنهم عبور الانهار قفزا.

ويخضع كل من حياة (47 عاما)، وهو سائق شاحنة صغيرة لبيع الآيس كريم، وابنه حامد (23 عاما) وكلاهما من مدينة لودي، لمحاكمة في ساكرامنتو. ويواجه حامد حياة تهمة الالتحاق بمعسكر تدريب ارهابي، وكلاهما متهم بالكذب على الموظفين الفيدراليين.

وفي اشكالية محتملة للحكومة عندما تحال القضية الى هيئة المحلفين، تختلف روايات الأب والابن حول المعسكر الارهابي المزعوم اختلافا حادا. فقد قال حامد حياة ان المعسكر الذي التحق به يبعد بأميال عن بيت العائلة، وهو في غابة قصية. أما عمر حياة فقال انه في سرداب واسع وعلى بعد ستة أميال من روالبندي، حيث والد زوجته يدير مدرسة دينية كبيرة.

وسمى حامد حياة بعضا من أقاربه باعتبارهم رجالا آخرين من لودي كانوا قد التحقوا بالمعسكرات. وسمى عمر حياة ابناء ثلاثة من جيرانه باعتبارهم من الملتحقين بالمعسكر.

ووصف تيموثي هاريسونن من مكتب المباحث الفيدرالي، الالتحاق بمعسكرات التدريب في باكستان باعتباره «جزءا هاما من التنشئة هناك». ووصف عنصر آخر من مكتب المباحث الفيدرالي زيارة عمر حياة الى المعسكر باعتبارها مماثلة لزيارة والده الى الكلية التي يدرس فيها ابنه.

وقال جوني غريفن، محامي الدفاع، ان عمر حياة «تعرض الى ابتزاز سايكولوجي وضغط عاطفي لدفعه الى قول أو فعل ما اراد موظفو مكتب المباحث الفيدرالي منه قوله او فعله».

وقال غريفن ان العامل الحاسم بالنسبة لموقف الحكومة هو مصداقية راوية مخبر مكتب المباحث الفيدرالي نسيم خان الذي تحول من عامل في محل لبيع الأغذية السريعة ومدير لمحل بقالة الى موظف بدوام كامل في مكتب المباحث الفيدرالي يحصل على ما يزيد على 200 ألف دولار في السنة.

وأظهرت وثائق المحكمة أن خان، المهاجر الباكستاني الذي حصل على المواطنة عام 2004، استهدف، اساسا، اثنين من رجال الدين المسلمين مقربين من لودي، وهما الامامان محمد عادل خان وشابر احمد، اللذان يعتقد مكتب المباحث الفيدرالي انهما يقودان الخلية الارهابية، واللذان سمح لهما بمغادرة البلاد طوعا، مما وجه الأنظار الى سائق شاحنة الآيس كريم وابنه.

ويواجه عمر حياة تهما تؤدي الى الحكم عليه بالسجن لمدة تصل الى 16 عاما، بينما يواجه حامد حياة عقوبة بالسجن تصل الى 39 عاما.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»