التوتر يخيم على مدينة فاراناسي الهندية غداة 3 انفجارات

مقتل 23 شخصا وإصابة أكثر من 68 آخرين

TT

وسط إجراءات أمنية مشددة أدى عشرات الهندوس الصلوات امس في معبد سانكات موشان بمدينة فاراناسي الهندية التي تعد مقصدا لزوار المعبد من الهندوس وذلك عقب وقوع ثلاثة انفجارات مساء أول من أمس في المدينة.

وأدت الانفجارات إلى مقتل 23 شخصا على الاقل وإصابة أكثر من 68 آخرين عندما انفجرت ثلاث قنابل في معبد سانكات موشان ومحطة السكك الحديدية بالمدينة.

وساد مناخ من التوتر في فاراناسي والمناطق المحيطة بها. وتقع فاراناسي وهي أكثر المدن قداسة لدى الهندوس على بعد 280 كيلومترا جنوب شرق مدينة لوكنو عاصمة ولاية أوتار براديش شمال الهند.

واحتشدت مجموعة من السكان الغاضبين في أنحاء مختلفة من المدينة مرددين هتافات ضد المتشددين الذين نفذوا الهجمات تحت رقابة مشددة من قبل الشرطة للحيلولة دون وقوع أي مواجهات طائفية.

غير أن الوضع في المدينة عاد تدريجيا إلى طبيعته بمرور الوقت حيث استأنف السكان أعمالهم وفتحت المحال والمنشآت القائمة على ضفاف نهر الكنج أبوابها.

وتواصل إقبال الزوار الهندوس على سانكات موشان وهو المكان الذي ضربه الانفجار الاول. ويعد المعبد الذي أنشئ في القرن الـ16 ثاني أهم معبد هندوسي في فاراناسي.

ونشرت سلطات أوتار براديش قوات إضافية من الشرطة والقوات شبه العسكرية للحيلولة دون اندلاع أي أعمال عنف طائفية بينما ناشد المسؤولون الهنود مواطنيهم الحفاظ على الهدوء.

ويعيش عدد كبير من المسلمين والهندوس في أوتار براديش وهي أكثر الولايات الهندية اكتظاظا بالسكان حيث يشكل سكانها نحو17 في المائة من تعداد البلاد الذي يفوق مليار نسمة.

في الوقت نفسه طالب حزب بهاراتيا جاناتا اليميني المعارض ومنظمات هندوسية بتعليق العمل في كافة المؤسسات والمصالح في ولاية أوتار براديش.

وتعد هجمات أول من امس والتي لم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عنها هي الثانية من نوعها في الولاية خلال أقل من عام. ففي يوليو (تموز) من العام الماضي نفذت عناصر يشتبه في أنها إسلامية متشددة هجوما انتحاريا على مجمع معبد رام جانامبوومي (مسجد بابري) المتنازع عليه بين المسلمين والهندوس في مدينة أيوديا بالولاية.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر في وزارة الداخلية قولها إن الانفجارات من تدبير منظمة «إرهابية» وأن الشبهات تحوم حول منظمة «عسكر طيبة» وهي حركة إسلامية متشددة. وتعتقد الحكومة الهندية أن هذه المنظمة تتخذ من باكستان المجاورة قاعدة لها.

وبعد ساعات من وقوع الانفجارات الثلاثة قتلت قوات الشرطة الهندية ثلاثة من المشتبه في انتمائهم إلى «عسكر طيبة». ففي حين قتلت الشرطة في أوتار براديش أحد قادة المسلحين التابعين للمنظمة ويدعى سالار (حيث يستخدم اسما واحدا) بالقرب من لوكنو قتل اثنان آخران من المشتبه في انتمائهما لـ«عسكر طيبة» في نيودلهي في ساعة مبكرة من صباح امس.

وتعهدت سونيا غاندي زعيمة الائتلاف التقدمي الموحد الحاكم والتي تفقدت مواقع الانفجارات باعتقال منفذي الهجمات وإنزال أقسى عقوبة ممكنة بحقهم.

ووضعت المدن الهندية الكبرى في حالة تأهب قصوى حيث جرى تشديد الاجراءات الامنية حول المعابد المهمة وغيرها من دور العبادة في مختلف أنحاء البلاد.