آخر وجبة لضحايا «فرق الموت»: العثور على 24 جثة معدومة ومرمية في بغداد

تفجير قنبلة في سيارات تابعة لوزير الداخلية ومقتل 9 وجرح 24 في هجمات

TT

بغداد ـ ا.ف. ب ورويترز: اعلنت مصادر أمنية في بغداد امس ان الشرطة العراقية عثرت الليلة قبل الماضية على 24 جثة مجهولة الهوية فيما قتل 9 عراقيين وجرح 15 آخرون في امس.

وقال احد هذه المصادر ان مفارز من الشرطة العراقية عثرت مساء الثلاثاء على حافلة صغيرة من طراز (كيا) كورية الصنع وفي داخلها 18 جثة لاشخاص مجهولي الهوية من مختلف الاعمار قتلوا شنقا حتى الموت. واوضح ان الحافلة التي عثر عليها كانت متوقفة في تقاطع صلاح الدين قرب منطقة العامرية غرب بغداد.

من جانبه، اكد الجيش الاميركي في بيان ان قواته هي التي عثرت على تلك الجثث في منطقة المنصور (غرب بغداد) بعد تقارير عن وجود سيارة تثير الشكوك متروكة على جانب الطريق. واوضح ان الشرطة العراقية فتحت تحقيقا في الحادث.

ورأى مراسل وكالة وكالة الصحافة الفرنسية الذي زار مستشفى اليرموك الجثث الـ 18 داخل براد وجميعها لرجال يرتدون ملابس مدنية وتتراوح اعمارهم بين 25 و35 عاما. وقد قتل بعضهم باطلاق نار فيما بدت آثار الخنق على رقاب آخرين.

وكان هناك تضارب بشأن هويات الضحايا وهم من الشبان ورجال متوسطي الاعمار يرتدون ملابس مدنية. ورجح البعض ان يكون القتلى ضحايا «حرب قذرة» طائفية تشنها «فرق موت» لميليشيات وجماعات عراقية مسلحة. وأشار شرطي في مشرحة مستشفى اليرموك الى ملابسهم وشعرهم الطويل باعتبارها مؤشرا على احتمال أن يكونوا متطرفين أجانب لهم صلة بتنظيم «القاعدة» ولكن صحافيين من رويترز رأوا الجثث قالوا ان كثيرين منهم يبدون عراقيين.

وقال شرطي في المستشفى لرويترز «رأيت الجثث حين وصلت...رأيت الدماء وآثار الضرب. الشرطي الذي أحضرهم قال انهم ليسوا عراقيين».

وقال مصدر في مستشفى اليرموك ببغداد «التقرير الطبي يظهر ان كلهم شنقوا. عثرنا على حبل حول عنق احد الضحايا».

وشاهد صحافيو رويترز في المستشفى بعض الجثث وبعضها كان ينزف. وكان الضحايا يرتدون ملابس مدنية ومن بينهم عدد من الشبان ورجال في منتصف العمر.

وفي وقت لاحق اكد مصدر أمني العثور على ست جثث مجهولة الهوية في انحاء عدة من بغداد.

وتعرضت السيارات التي تنقل عادة وزير الداخلية العراقي باقر جبر صولاغ ومساعديه للهجوم امس أثناء مغادرتها مقر الوزارة امس للتزود بالوقود في محطة بنزين مجاورة.

وقال مصدر في الشرطة لرويترز ان قنبلة انفجرت على جانب الطريق دمرت تماما سيارة في الموكب ما أسفر عن مقتل اثنين واصابة خمسة.

وجاء هذا الهجوم بعد اغتيال أكبر قائد قوات الجيش العراقي المكلفة حماية بغداد، وهو سني، يوم الاثنين الماضي في بغداد على يد قناص كان يعلم فيما يبدو بكل دقة باب السيارة الذي سيخرج منه في موكب مكون من 14 سيارة.

من جهة اخرى، اعلنت مصادر أمنية عراقية ان تسعة عراقيين بينهم ضابط سابق في الجيش العراقي المنحل وجنديان، قتلوا واصيب 15 آخرون بجروح امس في هجمات في بغداد والفلوجة والبصرة وبعقوبة.

وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية ان عبوة ناسفة انفجرت صباحا عند مرور دورية للشرطة في منطقة عادلة خاتون (شمال بغداد) قرب الجسر الحديدي ما ادى الى مقتل اثنين من عناصر الدورية وجرح ثمانية اخرين بينهم اثنان من رجال الشرطة.

واضاف ان عبوة ناسفة ثانية انفجرت لدى مرور دورية لمغاوير الشرطة بالقرب من الجامعة التكنولوجية (شرق بغداد) ما ادى الى اصابة اثنين من عناصر الدورية. وفي مدينة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) اكد مصدر في الشرطة ان سيارة مفخخة انفجرت صباح امس ما ادى الى مقتل مدنيين اثنين واصابة ثلاثة اخرين بينهم طفلتان بجروح. واوضح ان الحادث وقع في حي الجولان شمال غرب المدينة، مشيرا الى انه «لم يكن هناك اي دورية للشرطة او الجيش لحظة انفجار السيارة».

كما قتل العقيد حسين علي عويد الضابط في الجيش العراقي المنحل امس على يد مسلحين مجهولين في حي العامرية (غرب بغداد)، حسبما افاد مصدر في الشرطة.

وفي بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد) اعلنت الشرطة مقتل جنديين عراقيين كانا في اجازتهما ويرتديان الملابس المدنية على يد مسحلين مجهولين وسط المدينة. واكد المصدر ذاته مقتل شرطيين واصابة ثالث في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في حي السلام وسط بعقوبة.

وافاد مصدر في شركة نفط الجنوب في مدينة البصرة (550 كلم جنوب بغداد) امس بان عبوة ناسفة انفجرت في احد مخازن مقر الشركة وسط المدينة ما ادى الى اصابة احد الموظفين بجروح خفيفة.

من ناحية اخرى اعلن الجيش الاميركي امس ان احد جنوده قتل واصيب اربعة اخرون اول من امس في انفجار عبوة ناسفة على دوريتهم بالقرب من بلدة تلعفر شمال غربي العراق.

وقال البيان «ان جنديا من قوة (تاسك فورس باند اوف بروذرز) قتل واصيب اربعة آخرون في انفجار عبوة ناسفة عند مرور دوريتهم بالقرب من بلدة تلعفر صباح الثلاثاء»، واوضح ان «الجنود الجرحى عولجوا وعادوا لممارسة مهامهم».