صفقة الموانئ: مجلس النواب يصوت ضدها الأسبوع المقبل.. وبوش لم يغير موقفه منها

TT

اصبح مؤكدا ان يرفض مجلس النواب الأميركي بأغلبية ساحقة، خلال اجتماعه الاسبوع المقبل، صفقة ادارة «شركة موانئ دبي» لست موانئ اميركية، وذلك بعدما وافقت لجنة الاعتمادات المالية التابعة للمجلس أمس على اضافة فقرة بهذا المعنى الى الميزانية الطارئة للحرب في العراق ولاغاثة ضحايا اعصار «كاترينا» بأغلبية 62 مقابل 2.

ويتوقع ان يفعل مجلس الشيوخ الأمر نفسه بعد نهاية فترة الـ 45 يوما التي منحها المجلس للرئيس جورج بوش لاعادة النظر في الجوانب الأمنية للصفقة، وذلك في ضوء وساطة مع الرئيس الاميركي، قادها السناتور الجمهوري بيل فريست، زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ. وجاءت هذه التطورات وسط إعلان نتائج استطلاع للرأي العام أظهر تراجعاً حاداً في شعبية الرئيس بوش بسبب الصفقة.

لكن السناتور الديمقراطي شارلز شومر، من ولاية نيويورك، حاول امس اضافة فقرة تلغي الاتفاقية الى قانون عن تنظيم اتصالات شركات ومكاتب اللوبي مع اعضاء الكونغرس، غير ان السناتور فريست اعترض، واتهم الديمقراطيين باستغلال الموضوع للمزايدة على الجمهوريين، ولزيادة احراج بوش.

واعترف عدد من اعضاء مجلسي الشيوخ والنواب بتلقي آلاف الرسائل من ناخبيهم اعتراضا على الصفقة. وقال مايكل كاستل، عضو مجلس النواب الجمهوري ان «الشعب الاميركي لا يزال قلقا بسبب هجوم 11 سبتمبر (ايلول)، وبسبب حرب العراق، وانتقل هذا القلق الى كل شيء له صلة بالشرق الاوسط». وقال السناتور الجمهوري ترنت لوت ان «الرئيس ساعد على اشعال النار»، مشيراً الى ان بوش هدد باستعمال الفيتو ضد اي قانون يلغي صفقة الموانئ، والى عبارة جاءت على لسان بوش نوه فيها بأن الذين يعارضون الصفقة يخفون كراهية للعرب.

وفي الوقت نفسه، اوضح استفتاء اجرته منظمة تابعة للحزب الديمقراطي بأن تأييد بوش لصفقة الموانئ أدى الى خفض شعبيته، التي وصلت الى 35 في المائة وهو رقم ادنى قياسي، وان 70 في المائة من الاميركيين يعارضون الصفقة، وان هؤلاء يعارضون الصفقة حتى اذا تأكدوا بأن الشركة العربية ستلتزم باتباع اجراءات أمنية مشددة لحماية الموانئ التي ستديرها.

ونصح الاستفتاء الديمقراطيين باستغلال الوضع للفوز في دوائر انتخابية اكثر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لكن صحافيين ومراقبين يشيرون الى ابتعاد كثير من اعضاء الكونغرس الجمهوريين عن الرئيس بوش، وذلك لأنهم يريدون ان يضمنوا اعادة فوزهم في دوائرهم الانتخابية.

من جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز عن ناطق باسم البيت الابيض أمس، ان الرئيس الاميركي الذي كان قد هدد باستخدام سلطة النقض (الفيتو) ضد تشريع يوقف الصفقة مع شركة موانئ دبي لم يغير موقفه.

وقال الناطق سكوت مكليلان «موقف الرئيس ما زال كما هو»، واضاف أن البيت الابيض يؤيد اصلاح العملية التي تتم من خلالها الموافقة على مثل هذه الصفقات وانه يواصل العمل مع الكونغرس حيث انتقد الجمهوريون الصفقة.

وتابع «نؤيد تحسين واصلاح تلك العملية ولهذا فاننا نعمل مع زعماء الكونغرس في هذه المسألة المهمة وندرس أفكاراً»، وقال مكليلان «لا نحبذ أية محاولات لمعالجة صفقة الموانئ في أي تشريع طارئ لانه قد يبطئ اقرار اموال وموارد حيوية للجهود التي ذكرتها لتوي».