دبلوماسي بارز: تهديدات إيران تعني التسخين في جنوب العراق

قال إن زيارة أحمدي نجاد إلى دمشق لم تكن مفيدة

TT

قال دبلوماسي بريطاني بارز امس، إن ايران وجهت تهديدات لبلاده ولأوروبا عموماً، في اجتماعات خاصة ولم تقتصر تهديداتها على الولايات المتحدة. واستبعد الموظف الذي كان يتحدث لقلة من الصحافيين في لندن امس، احتمال تنفيذ ايران لتهديدها باستعمال «سلاح النفط»، لأن تخفيض انتاجها منه «سيكون هدفاً في مرماها هي». ورأى ان «التهديدات الواضحة» الايرانية، التي توحي انها ستعمد الى تسخين الجو في جنوب العراق، «لن تثنينا» عن المضي في محاولة معالجة الملف النووي. واعتبر ان زيارة الرئيس محمود احمدي نجاد الأخيرة الى دمشق، «كانت غير مفيدة»، موضحاً ان سبب رغبة نجاد ونظيره السوري بشار الأسد «بالبقاء حليفين قويين حالياً، يعود الى انه ليس لديهما اصدقاء كثيرون هذه الايام، في المجموعة الدولية». وقال الدبلوماسي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان التهديدات التي اطلقها اول من امس، مسؤولون ايرانيون «تدعو للسخرية، إذا اخذنا في الاعتبار ما يقوله الايرانيون (منذ مدة)، انهم لا يستطيعون التفاوض في ظل التهديد والوعيد». واضاف «إذا خفضوا انتاج النفط، فإن الناس سيسارعون بالالتفات الى مصادر اخرى»، موضحاً ان «الجهة الوحيدة التي ستعاني في هذه الحالة، هي ايران نفسها». وتابع «لا استطيع ان اتصور كيف سيكون تخفيض الانتاج في مصلحة ايران، خصوصاً ان صادراتها النفطية تزودها بـ80% من قيمة صادرتها الاجمالية، وتشكل ايضاً 25% من عائدات الحكومة». واوضح ان بلاده أعربت «عن القلق بشأن ما تفعله ايران في جنوب العراق». ومع ذلك، أكد الدبلوماسي الرفيع المستوى ان بريطانيا لم تفقد الامل بعد، في التوصل الى حل سلمي للازمة قبل ان تتفاقم اكثر مما هي عليه. واضاف «ان هدفنا لا يزال هو التوصل عن طريق المفاوضات مع ايران، الى تسوية تكون مقبولة لدى المجموعة الدولية». وتابع إن طهران «منهمكة في استعمال لغة طنانة خطابية»، لعلها السبب في اطلاق الكثير من التهديد والوعيد في الاشهر القليلة الماضية ضد اميركا واوروبا. واعتبر ان «ايران قد ضيعت فرصة لحل المشكلة»، بالتعاون مع اوروبا. واستبعد انسحاب ايران من «اتفاقية منع تسرب الاسلحة»، معتبراً ان ذلك سيؤدي الى «رد فعل دولي قوي». واضاف أن ايران لو فعلت ذلك، لأصبحت «دولة خارجة عن القانون مثل كوريا الشمالية، وستفقد اصدقاءها القليلين في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة النووية». وإذ اعتبر ان الحديث عن استعمال القوة ضد ايران «هو ضرب من التوقعات غير المجدية حالياً، فنحن لا نزال حريصين على ان نسلك الطرق الدبلوماسية».