«فتح» و«حماس» تناقشان القضايا الخلافية في إطار المفاوضات بشأن حكومة وحدة

الحركة الإسلامية متفائلة إزاء إمكانية تشكيل وزارة شراكة موسعة

TT

تواصلت الليلة الماضية المفاوضات بين حركتي «حماس» و«فتح» بشأن مشاركة الاخيرة في حكومة وحدة وطنية بقيادة «حماس». والتقى وفد «فتح» برئاسة عزام الاحمد رئيس كتلة الحركة النيابية مع وفد من «حماس» برئيس نظيره الدكتور محمود الزهار لمتابعة ما جرى بحث في اجتماع سابق خلال امس عقد في منزل الاخير في غزة.

وعقب الاجتماع الذي استمر ساعتين اعلن الاحمد والزهار، حاجتهما لمزيد من الحوار والتشاور حول البرنامج السياسي للحكومة المقبلة التي كلف اسماعيل هنية القيادي في «حماس» بتشكيلها. وقال الاحمد للصحافيين «ما زلنا بحاجة الى مزيد من الحوار لأننا بدأنا نناقش تفاصيل القضايا السياسية المختلف عليها». وأضاف «حتى الآن لم نتوصل الى نقاط نهائية للتلاقي». وأوضح الاحمد ان هناك «صيغة مقترحة نظريا وما زلنا بحاجة لاغنائها (بالحوار) والوصول الى فهم مشترك، وهناك رغبة لدى الطرفين للتلاقي وفي حوار هادئ وموضوعي اكثر».

وأضاف الأحمد أنه ليس بالضرورة ان يكون هناك تطابق بين برنامج الحكومة وبرنامج منظمة التحرير، مصرا على ضرورة ان تقترب «حماس» من بعض النقاط التي تصر عليها «فتح». وتابع القول «إذا ما اقترب الإخوة في «حماس» من برنامج فتح فيكون ذلك قد مهد من أجل الوصول إلى حكومة شراكة». وأضاف «نحن لا ندعو للتطابق إطلاقاً، ولكن هناك قضايا أساسية لابد أن يكون ثمة تفاهم حولها، في مقدمتها التزام الحكومة المقبلة بالاتفاقات والالتزامات التي تعهدت منظمة التحرير الدولية, هذه نقطة أساسية».

وأوضح انه تم الاتفاق على عقد جلسة اخرى في الساعة التاسعة من الليلة الماضية «للبحث في كيفية التقاطع والوصول الى فهم مشترك»، مشيرا الى ان وفد «حماس» لم يقدم ورقة مكتوبة كما كان متفقا عليه في الاجتماع السابق الذي عقد قبل حوالى عشرة ايام.

وقال صلاح البردويل المتحدث باسم كتلة «حماس» للصحافيين ان وفد حركته «قدم صيغا للحل الوسط وهذا يحتاج الى اعادة نظر من قبل الاخوة في فتح وسنلتقي مساء اليوم (امس) لوضع صيغة نهائية لهذا البرنامج».

وأوضح ان «اللحظات الاخيرة في اللقاء كانت قربتنا تقريبا من صيغة يمكن التوافق عليها وهذه الصيغة طلب من فتح دراستها جيدة ليعودوا لنا بموقف مساء اليوم». وأضاف البردويل «نحن سنبحث عن صيغة مشتركة من اجل الا نحرج احدا، لا برنامج «حماس» ولا «فتح».. بالتأكيد محور خلافنا في الملف السياسي وليس في الملفات الداخلية».

وخرجت «حماس» من الاجتماع بانطباع ايجابي ازاء امكانية «فتح» في حكومة ائتلافية الى حد ان احد قياديها ونائبها الدكتور يحيى موسى قال لـ«الشرق الأوسط»، إن حركة «فتح» تتجه نحو المشاركة في الحكومة، وذلك بخلاف الانطباع الذي تولد في الآونة الأخيرة من خلال تصريحات قياداتها لوسائل الاعلام». واشار موسى الى ان اللقاء تمحور حول القضايا السياسية الخلافية بين الجانبين التي تتعلق تحديداً بالتزامات السلطة. وقال ان وفد فتح اطلع خلال اللقاء على رد «حماس» على تحفظاته على مواقفها من القضايا السياسية. وأضاف ان وفد «حماس» عرض على « فتح» صيغا لتجاوز الخلافات، وشارك في الاجتماع عن «حماس» الى جانب الزهار، يحيى موسى والناطق بلسان كتلة «حماس» في التشريعي صلاح البردويل، في حين شارك في وفد «فتح» كل من رئيس المجلس التشريعي السابق روحي فتوح، والنائب احمد ابو هولي، اضافة الى امين سر الحركة في قطاع غزة احمد حلس. وقال بعض من حضر الاجتماع انه لم يجر التطرق للخلافات التي تفجرت خلال الجلسة الاولى التي عقدها المجلس التشريعي وتم فيها الغاء جميع القرارات التي اتخذها المجلس السابق في جلسته الأخيرة. وبخصوص خلافات «حماس» و«فتح» التي برزت خلال أولى جلسات المجلس التشريعي، أكد الأحمد أن الموضوع انتهى بإحالته للمحكمة، ولم يتم التطرق إليه نهائياً في اللقاء. وكان الاحمد قد صرح قبل الاجتماع ان حركته ملتزمة بقرار المحكمة الدستورية حول قانونية قرارات المجلس التشريعي بإلغاء القرارات الأخيرة للمجلس السابق. وأضاف «التراجع غير وارد إطلاقاً من جانب «فتح»، ولن يكون لنا موقف حول ما جرى إلا أن نلتزم بقرار المحكمة الدستورية». وقال «علمنا أن الإخوة في هيئة رئاسة المجلس التشريعي قدموا شكوى لدى المدعي العام أمس ضد مجهول في المجلس التشريعي باتهامه بالتزوير في محاضر جلسات سابقة».