اليمين الإسرائيلي يهاجم شارون لأول مرة منذ دخوله في غيبوبة

في تصعيد جديد للمعركة الانتخابية

TT

شهدت المعركة الانتخابية العامة في اسرائيل، أمس، تصعيدا جديدا مفاجئا إذ بدأت أحزاب اليمين تهاجم أرييل شارون رئيس الحكومة المريض، شخصيا على سياسته العامة وعلى الفساد الذي تفاقم ابان حكمه. يذكر ان شارون مشلول الحركة تماما وهو قابع في غيبوبة شاملة في المستشفى منذ مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي. وامتنعت الأحزاب حتى يوم أمس من التطرق اليه بكلمة باعتباره مريضا على فراش الموت، إلا ان أحزاب اليمين كسرت هذا الخط الاحمر، أمس، وراحت تهاجمه شخصيا.

وبدأ الهجوم حزب الليكود، الذي كان شارون قد انشق عنه وأقام حزبا جديدا بديلا له هو حزب «كديما» (قدما) الذي تتنبأ استطلاعات الرأي له الفوز بأكبر عدد من المقاعد في الكنيست (البرلمان الاسرائيلي)، في الانتخابات المقبلة في 28 مارس (اذار) الجاري). فقال النائب ميخائيل ايتان أن شارون أقام مزرعة فساد في الحكم. وزاد عليه نواب أحزاب اليمين المتطرف بالحديث عن فساد سياسي وأخلاقي في عائلة شارون وحزبه الجديد. فهاجموه وهاجموا القائم بأعماله، ايهود اولمرت، والوزير تساحي هنغبي وغيرهم من المسؤولين الذين فتحت ملفات في الشرطة ضدهم.

واعتبر الناطق باسم «كديما»، وزير البنى التحتية، رون بارـ أون، هذا الهجوم تعبيرا عن الضائقة الشديدة التي يعاني منها الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو، «الذي تشير الاستطلاعات الى انه يتسبب في فشل حزبه في الانتخابات المقبلة، حيث لا يرتفع عدد المقاعد التي سيفوز بها وفقا لاستطلاعات الرأي الاخيرة عن 14 مقعدا، لذلك فانه يبحث عن وسيلة لتصعيد المعركة بشكل غير لائق». وقال بار ـ أون ان الفساد الحقيقي موجود في الليكود. واعتبر هجوم اليمين المتطرف على شارون بأنه نوع من الانتقام الحاقد الذي يميز العالم الثالث. وكان استطلاعا رأي جديدان نشرا، أمس، في تل أبيب أشارا الى أن «كديما» يواصل تسجيل هبوط في الشعبية أسبوعا بعد أسبوع. ولكنه ما زال الحزب الأكبر، إذ ان منافسيه «العمل» و«الليكود» معا لا يصلان الى مجموع مقاعده. فحسب استطلاع صحيفة «يديعوت أحرونوت» سيحصل «قديما» برئاسة أولمرت على 37 مقعدا (من مجموع 120 مقعدا في الكنيست)، أي بخسارة مقعد واحد آخر عن الأسبوع الماضي مقابل 20 لحزب العمل و14 لحزب الليكود. لكن استطلاعا نشرته شركة «بنوراما ـ أسواق» أعطى هذا الحزب 35 مقعدا لا أكثر. لكن هذا الهبوط لم يفد منافسي هذا الحزب، فقد هبط كل من العمل والليكود بمقعد واحد. ففي حين حصل العمل على 20 مقعدا حسب أحد الاستطلاعين وعلى 19 مقعدا حسب الاستطلاع الثاني حصل الليكود على 14 و15 مقعدا حسب الاول. وتنوي الأحزاب الثلاثة تصعيد حملتها الانتخابية في الأيام المتبقية على يوم الانتخابات بطريقة تصبح فيها المضامين أكثر حدة ووضوحا. ويبدو ان مهاجمة شارون جاءت في هذا الإطار. يشار الى ان الأحزاب اليمينية واليسارية القائمة على أطراف الخريطة الحزبية الاسرائيلية تعتبر المستفيد الأول من خسائر الأحزاب الكبيرة. ففي اليمين المتطرف هناك حزبان يجرفان الأصوات بشكل كبير هما «اسرائيل بيتنا» برئاسة أفيغدور ليبرمن، الذي سيقفز حسب الاستطلاعات الى 10 مقاعد (له اليوم 4 مقاعد)، و«الاتحاد القومي ـ المفدال»، الذي سيرتفع من 6 مقاعد اليوم الى 10 مقاعد. كما ان حزب «ميرتس» اليساري، الذي اشارت الاستطلاعات الى احتمال سقوطه عاد ليرفع نسبته ويصل الى 6 مقاعد.

* الأحزاب العربية

* ونشرت يوم أمس، نتائج استطلاع رأي أجراه معهد «يافا» للأبحاث لمصلحة إذاعة «الشمس» العربية في الناصرة حول المشاركة العربية في الانتخابات (فلسطينيي 48)، وتبين منها ان نسبة التصويت سترتفع الى 66% (كانت 64% في الانتخابات الماضية، علما بأن النسبة في الوسط اليهودي تصل الى 70%)، وستتوزع الأصوات على النحو التالي:

> 20% من الأصوات ستذهب الى الأحزاب اليهودية، بحيث يحصل «كديما» على حصة الأسد منها (11%)، يليه حزب العمل (8%) ثم الليكود (2%).

> 22.7% للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة برئاسة النائب محمد بركة، وتحصل على 3 مقاعد ونصف مقعد فائض.

> 20% من الأصوات تذهب للقائمة العربية الموحدة التي تضم الحركة الاسلامية والحركة العربية للتغيير والحزب الديمقراطي العربي برئاسة الشيخ ابراهيم صرصور والنائبين أحمد الطيبي وطلب الصانع، وتحصل على 3 مقاعد.

>14% من الأصوات لحزب التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة النائب عزمي بشارة ويحصل على مقعدين وفائض لأربعة أعشار المقعد.

> قال 13% انهم لم يقرروا بعد فيما رفض 7% الاجابة على الاستطلاع.