وفد سيدات الأعمال السعوديات ينهي أعماله في هونغ كونغ

مجلس تطوير تجارة هونغ كونغ يؤكد عزمه على جذب الاستثمارات السعودية

TT

بعد ثلاثة أيام من اللقاءات والاجتماعات مع جهات صينية عدة، انهى وفد سيدات اعمال سعوديات زيارته الاولى الى هونغ كونغ والتي اعتبرتها نائبة رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على كلية «عفت» الأميرة لولوة الفيصل «ممتازة»، مؤكدة ترحيب الجانب الصيني بالسعوديات وحرصه على تطوير العلاقات معهن. وفي ندوة مشتركة لـ«هيئة الاستثمار العامة» السعودية و«مجلس هونغ كونع لتطوير التجارة» أمس، تبادل الطرفان معلومات عن السعودية وهونغ كونغ في سوقهما المالية وفرص العمل فيهما. وبينما أكدت الاميرة مشاعل بنت فيصل بن تركي بن عبد العزيز على ضرورة نهوض مجتمع عمل سعودي مبني على العلم والمعرفة المحلية والعالمية، شدد مساعد المدير التنفيذي لمجلس هونغ كونغ ريموند يب على ان هونغ كونغ، مع خبرتها الطويلة ومستوى عملها العالمي، تستطيع ان تضيف الكثير الى المملكة. وأوضح ان من أبرز سمات هونغ كونغ انها «الجزء الصيني الذي يتحدث اللغة الانجليزية»، ليضيف الى ذلك مارك مايكلسون من دائرة الاستثمار في ادارة حكومة هونغ كونغ ان مدينته «تتحدث بالانجليزية وتفكر بطريقة عالمية». وبعد انبعاث روح جديدة في العلاقات السعودية – الصينية بعد زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز الى الصين، توجه وفد من هونغ كونغ الى جدة الاسبوع الماضي وانهى وفد مهني سعودي زيارته الى هونغ كونغ أمس، في مؤشر واضح على تطوير العلاقات بين البلدين.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، دعت الأميرة لولوة المستثمرين السعوديين واصحاب الاعمال لان يقصدوا هونغ كونغ، ليس بالضرورة للاستثمار فيها، بل للتعرف عليها وعلى طرق عملها، مضيفة «خاصة ان هونغ كونغ بوابة الى الصين العظمى». وتابعت: «قوانين هونغ كونغ معدة لاستقبال المستثمرين فهذه هي سبيل حياة المدينة ومن دونها لم تكن لديها ميزة فهذا يسهل جذب المستثمر الجديد على المنطقة». ومع استراتيجية «هيئة الاستثمار العامة» السعودية لتوسيع فرص الاستثمارات الاجنبية في السعودية وفرص الاستثمار السعودية في الخارج، من المتوقع ان تزداد زيارات الوفود السعودية للتعرف على مجالات استثمار جديدة. ونصحت الأميرة لولوة، التي ترأست الوفد الذي ضم 18 سيدة سعودية عاملة، من ينضم الى وفد تجاري ان «يقرأ عن الدولة المتوجه اليها ويتعرف عليها مسبقاً، لتكون لديه فكرة ولو اولية عن البلد الجديد». وتابعت ان التبادل التعليمي ضروري ايضاً للتعاون المستقبلي، مشيرة الى القصور في تعلم الصينية في السعودية، والعربية في الصين. وقالت: «ربما ندخل منهجا صينيا الى كلية عفت لاعداد شباب للتعامل مع الصين التي تزداد اهمية في العالم». وفي كلمتها في الندوة عن مجالات الاستثمار في المملكة، حرصت الاميرة مشاعل، رئيسة منتدى سيدات الاعمال في المنطقة الشرقية، على التأكيد على مد الجسور الى هونغ كونغ وتبادل التجارب مع مؤسساتها العملية. واعطت الاميرة مشاعل خلال كلمتها صورة عن التحديات التي تواجه الاقتصاد السعودي، بالتركيز على مكان المرأة فيه، في محاولة لايجاد حلول بالتعاون مع مختصين دوليين في مجال تطوير التجارة والاعمال. وشرحت الأميرة: «يجب ان نحرك الاموال العائدة الى السيدات والراكدة في البنوك وان نشغل الخريجات السعوديات اللواتي اصبحت نسبتهن 64 في المائة من خريجي الجامعات السعودية». وتابعت ان نشاط المرأة في القطاع الخاص ما زال ضئيلاً بالنسبة الى قدراتها، وانه يجب تمكينها وتدريبها من اجل مساهمتها في المجتمع والسوق. وأضافت المديرة الاقليمية في قسم الاستثمارات الخارجية في «هيئة الاستثمار العامة» السعودية جواهر السديري الى ما طرحته الأميرة مشاعل من نقاط عن الاقتصاد السعودي، اذ شرحت ان المملكة نقطة لقاء اسيا وافريقيا ويمكن ان تفتح ابواباً كثيرة للمستثمر الصيني. وبالنسبة الى مجال الطاقة رأته بأنه «بكل بساطة، السعودية افضل وجهة من حيث الطاقة، ومن دون اي جدال». واكدت السديري أمس عن عزم الهيئة افتتاح فرعها الاول في جنوب شرقي اسيا في هونغ كونغ هذا العام، لتتوسع اعمال الهيئة لاحقاً بافتتاح فرع في بكين. واعتبرت الاميرة ريما بنت بندر آل سعود اللقاء «مثمرأً جدأً»، وأضافت لـ»الشرق الاوسط»: «ادعو السعوديين للتوجه الى هونغ كونغ فالمجيء الى هنا بحد ذاته يفتح ابواباً جديدة لسبل التفكير بالاستثمار والاعمال». وكانت ندوة أمس فرصة لابراز افضل مميزات المملكة وهونغ كونغ في الاعمال. ومع نجاح الزيارة الاولى، اعربت الاميرة ريما، كغيرها من أعضاء الوفد، عن ضرورة التواصل مع الصين واتخاذ الزيارة كنقطة انطلاق للتعاون الاقتصادي المستقبلي، خاصة للشركة الصغيرة والمتوسطة الحجم. وعرض شريط تسجيلي عن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية ومن ثم شريط عن هونغ كونغ والتسهيلات التي تقدمها للمستثمر الاجنبي. وكان برنامج الوفد الذي استمر على مدار 3 ايام مزدحماً باللقاءات، التي اثمرت صداقات وعلاقات بين أعضاء الوفد وسيدات اعمال في هونغ كونغ.