بري يحذر من أي «إخلال بثوابت وقواعد الحوار» و«حزب الله» يدعو إلى «إقفال منافذ التدخل الأجنبي»

تأكيدات الفرقاء اللبنانيين على التمسك بالحوار الوطني تسبق العودة إلى الطاولة المستديرة

TT

قبل أربعة ايام من الموعد المحدد لمعاودة مؤتمر الحوار الوطني في لبنان اعماله في مجلس النواب (الاثنين المقبل) تواصلت امس المناشدات داعية المتحاورين للعودة الى الطاولة المستديرة و«الارتفاع الى مستوى ثقة الشعب اللبناني بهم» لكونه «ضاق ذرعاً بالصراعات والخلافات وينشد الأمن والاستقرار والوحدة والسلام».

وفيما اكد البطريرك الماروني نصر الله صفير «ان اللبنانيين جميعاً ينتظرون من الحوار ان يكون مخلصاً وشفافاً»، اعرب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، في بيان مشترك لهما، عن «الاسف لتأجيل اجتماعات الحوار»، وناشدا القيادات المتحاورة «تسريع التوصل الى قواسم مشتركة على قاعدة المصلحة الوطنية العليا»، واشارا الى ان التأجيل «احدث صدمة سلبية وأثار قلقاً واسعاً عكسه الاضطراب في الاسواق المالية والاقتصادية ما زاد في هم المواطن ومخاوفه».

وفي حين ابدى رئيس مجلس النواب نبيه بري (صاحب الدعوة لمؤتمر الحوار ومدير جلساته) تخوفه من «ان بعض الطروحات تؤكد ذهاب البعض الى عدم الرغبة بالحوار» وحذر من «ان اي اخلال بثوابت وقواعد الحوار يعرضه للانهيار»، اكد الحزب التقدمي الاشتراكي على «التمسك بالحوار السياسي»، فيما دعا نواب «حزب الله» في بيان اصدروه اثر اجتماعهم امس، الى «اقفال منافذ التدخل الخارجي»، ورأوا ان كلام النائب وليد جنبلاط في واشنطن «خطير ومدان ولا يعبر عن موقف اللبنانيين».

موقف الرئيس بري جاء في تصريح له امس وزعته «الوكالة الوطنية للاعلام» (الرسمية). وقد ابدى تخوفه من «ان بعض الطروحات تؤكد ذهاب البعض الى عدم الرغبة بالحوار، وبالتالي تصبح العودة يوم الاثنين غير ذات معنى، لا بل هي تبرئة ظاهرية للذمة». وقال: «ان الحوار قام على اساس قواعد وثوابت، وأي اخلال بها يعرض اصل الحوار للانهيار. فاذا كان مجرد اللقاء الخميس الماضي في 2 مارس (آذار) حدثا مهما، فهو اليوم ويوم الاثنين المقبل لم يعد كافيا من دون اجماع اللبنانيين على ما يقررون ويعلنون حول مشاكلهم وقضاياهم».

اما البطريرك صفير فقال: «ان اللبنانيين جميعاً ينتظرون من الحوار الذي يقوم به بعض من وجوه القوم عندنا ان يكون مخلصاً وشفافاً، وهذا لا يقوم به الا الذين يكونون مؤمنين بوطنهم وربهم ومستقبلهم».

الى ذلك، قال المفتي قباني والشيخ قبلان في بيانهما المشترك: «كان لقرار تأجيل اجتماعات لجنة الحوار الوطني في مجلس النواب اعمق الاثر في النفوس... من اجل ذلك، يناشد صاحبا السماحة جميع القيادات الوطنية المدعوة الى استئناف جلسات الحوار يوم الاثنين المقبل، بذل مزيد من الجهد واعتماد مزيد من الحكمة لحسم الاختلافات في وجهات نظرها».

كتلة الوفاء للمقاومة (نواب «حزب الله») عقدت امس اجتماعاً برئاسة النائب محمد رعد واصدرت بياناً أكدت فيه على«ضرورة المضي في الحوار ومسؤولية الجميع في توفير مستلزمات التوصل الى نتائج ايجابية تعكس حدا مقبولا من التوافق اللبناني ازاء القضايا السياسية المطروحة». وتوقفت الكتلة عند الكلام الذي أدلى به النائب وليد جنبلاط في واشنطن «لجهة طلب الدعم والمساعدة من الاميركيين لفريق 14 شباط من اللبنانيين، فاعتبرته كلاما خطيرا ومدانا ولا يعبر عن موقف اللبنانيين».

وقال احد نواب «حزب الله»، حسن فضل الله في حديث لتلفزيون «المؤسسة اللبنانية للارسال» (LBCI): «ان الخرق الاكبر الذي حصل بالنسبة الى الحوار، هو اطلاق النار من واشنطن، الامر الذي ادى الى تعليقه». واضاف: «ان حزب الله حسم موقفه منذ البداية، وقرر المشاركة الجدية والفاعلة في الحوار.

وقال وزير الزراعة طلال الساحلي (حركة «امل»): «ان لبنان يمر هذه الايام في عنق الزجاجة. وانه والمنطقة برمتها يشهدان ظروفا استثنائية بالغة الدقة تستدعي من اللبنانيين والسياسيين تحديدا تحمل مسؤولياتهم».

مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط اكد، في بيان اصدره عقب اجتماع عقده في بيروت امس، «التمسك بالحوار السياسي كاطار ملائم لمعالجة كل القضايا الخلافية». وشدد على «رفض كل اشكال الوصاية التي لا تزال تتمثل في احد وجوهها بالتمديد القسري لاميل لحود».

وقال النائب ابراهيم كنعان (كتلة التغيير والاصلاح) عقب زيارته البطريرك صفير: «هناك كلام كثير حول تصعيد من الخارج للاستاذ وليد جنبلاط، اضافة الى كلام الرئيس السوري (بشار الاسد) وغيره. وهذا يؤثر على مسار الحوار والحلول التي نسعى اليها والمناخات التي توصل الى نتائج والى توافق، لان الحوار ليس وسيلة لفرض واقع على كل المتحاورين، بل وسيلة للتوصل الى وفاق بكل الملفات».

ورأى النائب انطوان زهرا (القوات اللبنانية) «ان اي حوار يتطلب تنازلات متبادلة قد تكون مؤلمة». وأضاف: «ان قرارات بحجم التسويات التي يتم السعي اليها من خلال الحوار لا بد ان تكون قيادات الحلقة الاوسع في جوها ومستعدة لها، وبالتالي تستطيع ان تسوقها لدى القواعد».