متعاطفو «القاعدة» يفضلون برنامجا شعبيا تابعا لـ«غوغل» على الإنترنت

TT

يستخدم المتعاطفون مع القاعدة برنامج «اوركوت»، وهي خدمة شعبية عالمية تابعة لـ«غوغل)، لتأكيد الدعم لأسامة بن لادن، ومشاركة الفيديوهات وروابط الإنترنت التي تروج للارهاب، طبقا لما ذكره الخبراء.

وتجدر الاشارة الى ان معظم لوحات البريد على المواقع التقليدية هي باللغة العربية وتتطلب من المستخدمين معرفة شخص ما مرتبط بلوحة البريد قبل الحصول على حق الاطلاع عليها. غير ان الشبكات الاجتماعية مثل «اوركوت» و«فريندستر» و«مايسباس» تسمح للمستخدم بإعداد ملفات شخصية وربطها بـ«المجتمعات» اعتمادا على اهتمامات مشتركة. وبعد انضمام المستخدم لواحدة من هذه الخدمات، يمكنهم الاطلاع على لوحات الرسائل في أي مجتمع عام.

وهذه الخدمات الإنترنتية الشعبية يمكن استخدامها لكل شيء من الدعاية لفرق موسيقية الي العثور علي تواريخ للارتباط بأنصار الديمقراطية او الارهاب.

وأشارت جمعية «محررون بلا حدود» وهي جماعة تدافع عن حرية الصحافة، في تقرير لها نشر أخيرا ان خدمة الإنترنت نمت بسرعة في ايران اكثر من أي دولة اخرى في الشرق الاوسط، بسبب احتمالاتها السياسية. وأضاف التقرير «تستخدم المدونات في اوقات الازمات، مثل مظاهرات الطلبة في يونيو 2003، حيث كانت المصدر الرئيسي للانباء بخصوص الاحتجاجات وساعدت الطلبة على التجمع والتنظيم. كما يستفيد المتطرفون ايضا من مواقع الإنترنت. ففي «اوركت»، توجد على الاقل 10 مجتمعات مخصصة لمدح أسامة بن لادن و«القاعدة» او الجهاد ضد الولايات المتحدة. ويمكن العثور عليها بسهولة عبر بحث بسيط باللغة الانجليزية. واكبر «مجتمعات» بن لادن يضم اكثر من الفي عضو، طبقا لبرنامج متابعة المعلومات المتوفر في الموقع. وهو موقع مرتبط بموقع جيش الاسلامي في العراق وهي الجماعة التي اعلنت مسؤوليتها وأفرجت عن فيديو يصور عملية التفجيرات التي وقعت في 2 ديسمبر وأدت الى مقتل 10 من المارينز في الفلوجة. وبالنسبة للمتحدثين بالانجليزية يمكنهم مشاهدة فيديوهات الهجمات ومشاهدة صور القتلى من الجنود الاميركيين وقراءة ترجمة باللغة الانجليزية لبيانات جناح القاعدة في العراق. وتجدر الاشارة الى ان بيانات «القاعدة» في العراق تظهر اربع او خمس مرات على لوحات اعلانات في اطار مجتمعات «اوركوت» منذ 26 ديسمبر الماضي.

وأعلنت «غوغل» التي تدير الموقع، انها تحاول تحقيق التوازن بين حرية تدفق المعلومات ضد ظهور معلومات مرفوضة بالحد من التدخل الى اقل قدر ممكن. وقالت المتحدثة باسم «غوغل ديب فروست» ان «غوغل يمكنها شطب المواد الاباحية وغيرها من المواد المرفوضة من موقع اوركت ولكنها ليست ملزمة بذلك». وتجدر الاشارة الى ان «اوركت»، التي يوجد بها 13 مليون عضو، تتمتع بشعبية في الخارج، ولا سيما في ايران والبرازيل. وكان قد تم الحد من تدفق المعلومات في شهر يناير الماضي عندما حظرت الحكومة «اوركت» والعديد من برامج اعداد المدونات التي تحمل محتويات مضادة للحكومة، طبقا لتقرير «محررون بلا حدود.» وبالرغم من تصرف ايران، فإن حجم «اوركت»، يقدم في ذاته حماية ضد التدخل الخارجي الذي يجذب المتعاطفين مع الارهاب.

واوضحت ريتا كاتز مديرة «معهد سايت» وهي منظمة في واشنطن لا تسعى للربح تتابع النشاطات الارهابية على الإنترنت لحساب الحكومات والعملاء الخاصين، بما في ذلك وزارة أمن الوطن، أنه «من الصعب فرض رقابة على الموقع بأكمله، لأن العديد من المواطنين يستخدمونه لأغراض مشروعة وسيلاحظون انه اغلق». ويستفيد مستخدمو «اوركت» الاعضاء في جمعيات مثل «القاعدة» و«فيديو الجهاد» من ذلك لتبادل المعلومات وتقديم روابط بمواقع اخرى عبر الإنترنت.

ويدعى اكثر من نصف مستخدمي «اوركت»، عند التسجيل، ان أعمارهم تتراوح بين 18 و25 سنة، وأكثر من 75 في المائة يقولون ان اعمارهم اقل من 35 سنة، طبقا لخدمة متابعة المعلومات. ويرى بعض الخبراء ان مثل هذه المواقع ترعى جمعيات تدعم الافكار الراديكالية بين الشباب. وأوضح جيرولد بوست، مدير برنامج السيكولوجية السياسية في جامعة جورج واشنطن في العاصمة الاميركية «تخلق ما أصفه بمجتمع افتراضي من الكراهية وزرع مثل هذه الافكار في فترة مبكرة من اعمارهم».

بينما يلاحظ آخرون ان التقنية المعاصرة تتيح حرية الحديث في المجتمعات الاستبدادية ويقولون انها ستؤدي في النهاية الى دعم الديمقراطية.

* خدمة «يو.إس.إيه توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»