وزير العدل الأميركي يدافع عن معاملة معتقلي غوانتانامو ويسعى إلى حوار مع أوروبا

TT

قال وزير العدل ألبيرتو غونزاليس في لندن اول من امس إنه ينبغي على الولايات المتحدة وأوروبا أن تعملا معا كشركاء لهزم الشبكات الإرهابية. ودافع وزير العدل الأميركي عن معاملة الولايات المتحدة لمعتقلي غوانتانامو, بينما ناقش الاختلافات العميقة أحيانا بين الطرفين حول كيفية الدفاع ضد جماعات مسلحة. وقال غونزاليس: «إن الولايات المتحدة ترحب بحوار صعب وإن يكن أحيانا ضروريا» حول كيفية موازنة حقوق الإنسان مع حماية الأرواح البشرية في الكفاح ضد الإرهاب. وقال في خطاب ألقاه في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، «رغم أن هذه المواضيع معقدة، إلا أننا يجب ألا نسمح للإجماع بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن مكافحة الإرهاب أن يضعف بسبب اختلافات حول كيفية التصرف تجاه الإرهاب.

وقال غونزاليس في تقرير بثته نشرة الخارجية الاميركية تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه امس إن شراكة قوية بين أوروبا والولايات المتحدة هي السبيل الوحيد «لإحباط مؤامرات مسلحة» و «إعطاء الملايين في منطقة مضطربة بديلا يبشر بالأمل» عن عقائد ترتكز على الكراهية والقمع. وأقر وزير العدل بأن منظمات في المملكة المتحدة وأوروبا أعربت عن دواعي القلق بشأن مركز الاعتقال في قاعدة خليج غوانتنامو في كوبا، وبشأن عمليات «التسليم»، أي نقل عناصر مجيشة ومشتبه فيها تم اعتقالها، إلى خارج الولايات المتحدة. وقد تخللت زيارات دبلوماسيين أميركيين إلى أوروبا في الأشهر الأخيرة مزاعم بأن المعتقلين أسيئت معاملتهم وأن الطائرات الأميركية حلقت في الفضاء الجوي الأوروبي أو توقفت في مطارات أوروبية بينما كانت تنقل معتقلين إلى أماكن حيث يمكن أن يتعرضوا لمعاملة سيئة. وقد نفى المسؤولون الأميركية بشدة أية مزاعم عن سوء المعاملة.

وقال غونزاليس «دعوني أقول لكم بوضوح تام: إن الولايات المتحدة تمقت التعذيب وترفض استخدامه رفضا قاطعا من قبل مسؤولين أميركيين في أي مكان في العالم». وقال «إننا لا ننقل أي شخص إلى بلد ما إذا اعتقدنا أن هناك احتمالا بأن ذلك الشخص سيعذب». مضيفا «أن الولايات المتحدة تسعى أيضا للحصول على ضمانات بأن أولئك الأشخاص الذين ينقلون إلى بلد آخر سوف لا يعذبون». وأوضح «إننا لا نستخدم المطارات أو الفضاء الجوي لأي بلد من أجل نقل معتقل إلى بلد حيث سيعذب».

وقبل أن يصبح غونزاليس وزيرا للعدل، كان مستشارا قانونيا رئيسيا للرئيس بوش في وقت اتخذت فيه قرارات رئيسية عديدة حول كيفية نقل ورعاية مقاتلين أسروا في معارك وقعت في الخارج. وفي خطابه بلندن، أقر غونزاليس بأنه ليس جميع الأوروبيين يتفقون مع الولايات المتحدة وقال «سواء كنتم توافقون على أننا فعلا في حرب مع إرهابيين حول العالم أم لا، فإنني آمل أن تستطيعوا تقدير وجهة نظرنا بأن الولايات المتحدة منخرطة في كفاح مسلح مع «القاعدة»، وأننا سنستمر في استعمال جميع الأدوات المتوفرة لهزم هذا العدو». وأوضح غونزاليس أن اصطلاح «حرب عالمية على الإرهاب» يعني، على مستوى سياسي، أن الولايات المتحدة تعتقد أنه ينبغي على جميع الدول، «أن تتحلى بأقصى درجات التصميم» لهزم الإرهاب الذي لا يعترف بالحدود القومية.

وقال، على المستوى القانوني، يعني الاصطلاح، أن الولايات المتحدة «منخرطة في نزاع مسلح مع «القاعدة ». لقد هاجموا سفاراتنا، وسفننا الحربية وقواعدنا العسكرية، وعاصمتنا ومركزنا المالي... إن من المناسب ومن المشروع أن نستعمل جميع الأدوات المتوفرة، بما في ذلك قواتنا المسلحة، لهزم هذا العدو الوحشي».

وقال إن بلاده ذهبت إلى حد بعيد في احترام حقوق الإنسان وهي تشتبك مع عدو يظهر بصورة متكررة عدم احترام لأرواح بريئة. وأضاف «إنه يبدو أن جميع الحقائق عن غوانتانامو ليست معروفة على نطاق واسع».