جماعة «عسكر قهار» الأصولية تتبنى اعتداءات فاراناسي في الهند

توعدت بمزيد من التفجيرات إذا لم تتوقف الاعتداءات ضد مسلمي كشمير

TT

تبنت مجموعة اسلامية مجهولة امس، الاعتداءات الثلاثة التي وقعت الثلاثاء في مدينة فاراناسي الهندوسية المقدسة شمال الهند، حيث بدأ اقرباء الضحايا مراسم احراق الجثامين على ضفاف نهر الغانج.

وتبنى رجل عرف عن نفسه بأنه متحدث باسم منظمة تدعى «عسكر قهار» في اتصال هاتفي، مع وكالة «كارنت نيوز سرفيس»، الاعتداءات التي اودت بحياة 23 شخصا، وادت الى جرح 68 آخرين. وأكد «نفذنا الاعتداءات»، قائلا ان اسمه عبد الجبار واسمه الحركي ابو قهار. وقال ان اعتداءات اخرى ستحصل «اذا لم توقف الهند الفظائع التي ترتكبها ضد المسلمين الكشميريين».

واوضحت الشرطة انها اخذت هذا الكلام على محمل الجد، وباشرت التحقيق، رغم انها المرة الاولى التي تسمع فيها بهذه المجموعة. وتشهد ولاية كشمير الهندية ذات الغالبية المسلمة في بلد معظم سكانه من الهندوس، تمردا انفصاليا اسفر عن مقتل عشرات آلاف الاشخاص جراء اعمال عنف. ووقعت اعتداءات الثلاثاء في معبد، يعتبر من ابرز الاماكن المقدسة لدى الهندوس. ووجهت السلطات الهندية اصابع الاتهام فورا الى «الارهابيين»، وهي كلمة تستخدمها عادة للدلالة على ناشطين انفصاليين. وقتلت شرطة مكافحة الارهاب اول من امس، متهما هو ناشط يشتبه في انتمائه الى المجموعة الاسلامية المتشددة «عسكر طيبة». وكانت الشرطة الهندية اتهمت هذه المجموعة المتمركزة في باكستان والناشطة في كشمير الهندية بتنفيذ ثلاثة اعتداءات اسفرت عن مقتل 66 شخصا في نيودلهي في 29 اكتوبر (تشرين الاول). وتبنت هذه الاعتداءات مجموعة ثورية اسلامية غير معروفة قالت الشرطة انها قريبة من عسكر طيبة التي نفت اي تورط لها في هذه الحوادث.

ولاحظ مسؤولون هنود ان كل الاعتداءات التي وقعت تمت وفق سيناريوهات متشابهة. وانفجرت قنبلة يوم الثلاثاء في معبد سانكات موشان مكرس للاله هانومان كان يغص بالزوار. وانفجرت قنبلة ثانية قرب محطة قطارات قبل ان تنفجر ثالثة بعد وقت قليل في قطار. وقتل شخصان يشتبه بانتمائهما الى مجموعات متشددة اول من امس، في نيودلهي، من دون ان تثبت الشرطة تورطهما بالاعتداءات. وتابع اهالي الضحايا امس، طقوس احراق الجثامين على ضفاف نهر الغانج. وعمد رجال ونساء مفجوعون الى وضع الجثامين على المحارق، في حين تلا كهنة هندوس صلوات هندوسية. ورثا والد ابنه قائلا «لقد حملته طفلا بين يدي والآن سأشعل به المحرقة». وتعرض بعض الجثامين للتشويه، لدرجة صار من الصعب معها التعرف عليها. وقال رئيس الادارة المدنية في فاراناسي رامش غوكاد لوكالة الصحافة الفرنسية «لا يزال هناك ثمانية جثامين لم يتم التعرف عليها بعد».

واعلنت السلطات حالة التأهب القصوى يوم الثلاثاء. وكثفت رقابتها على ولاية عطار برادش، حيث تقع فاراناسي خوفا من وقوع اعتداءات اخرى ضد اهداف هندوسية، او ردود فعل تستهدف مسلمين. وتسببت الاعتداءات على المزارات الدينية في الماضي بإطلاق شرارة حروب دينية في الهند. وتظاهر قوميون هندوس في فاراناسي اول من امس. ولبى اهالي المدينة دعوتهم للتوقف عن العمل. ولم ينتج عن احتجاجاتهم أية أعمال عنف. وقال رئيس الشرطة نافنيت سيكيرا «عاد الوضع الى طبيعته». وتابع «هذه الاعتداءات رسالة من المتطرفين الى الهندوس.. لكننا لن نسمح بتفاقم الاوضاع».