كتل البرلمان العراقي تبدأ اليوم محاولتها الأخيرة لحل عقدة الحكومة

السنة العرب يلحظون تقاربا في الموقف الأميركي منهم

TT

شكك ساسة عراقيون في امكانية التوصل الى اتفاق بشأن برنامج وتشكيلة الحكومة الجديدة بحلول يوم الخميس المقبل وهو الموعد المقرر لافتتاح البرلمان الجديد، فيما اكد عدد من قادة الكتل السياسية للعرب السنة وجود تقارب اميركي مع مواقفهم ومطالبهم وهو ما وصفه بعضهم بانه «نقطة تحول» واعتبره اخرون مجرد «تلاقي مصالح» بين الطرفين. ومن المقرر ان يجتمع اليوم في بغداد ممثلو كل الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات الاخيرة التي ستشكل قوام البرلمان الجديد. ونقلت وكالة انباء «اصوات العراق» المستقلة امس عن مصدر في قائمة التحالف الكردستاني إن أطراف التحالف كانوا يتهيأون للاجتماع في ما بينهم مساء امس في مقر اقامة مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان للتحضير لإجتماع اليوم.

وأوضح المصدر أن اجتماع اليوم «سيكون في مقر إقامة عبد العزيز الحكيم رئيس قائمة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية». واكد أن اجتماع اليوم «سيخصص للتباحث حول تشكيل الحكومة الجديدة، ومعاودة المفاوضات (حول) ترشيح إبراهيم الجعفري (لرئاسة الحكومة)، وحول سلطات المجلس الوطني للأمن العراقي». وقد نقلت وكالة «رويترز» امس عن عدنان الباجه جي، وهو سياسي علماني من القائمة العراقية الوطنية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي، قوله بخصوص الاجتماعات التي ستنطلق اليوم «في نيتنا الاستمرار في الاجتماعات ليلا ونهارا». وقال ظافر العاني المتحدث باسم جبهة التوافق العراقية وهي أكبر تجمع سياسي سني «نتمنى أن نتوصل الى اتفاق بحلول الخميس المقبل ولكني أعتقد أن ذلك سيكون صعبا جدا».

من ناحية ثانية قال صالح المطلك رئيس «الجبهة العراقية للحوار الوطني» التي ستشغل 11 مقعدا من اصل 275 في مجلس النواب لوكالة الصحافة الفرنسية «نعم، هناك تحول في الاستراتيجية الاميركية حيال العراق وتفهم اكثر منذ وصول السفير زلماي خليلزاد».

يذكر ان خليلزاد خلف السفير السابق جون نيغروبونتي صيف العام الماضي. وقد تحالف الاميركيون مع العرب الشيعة والاكراد بمواجهة العرب السنة الذين كانوا يشكلون عماد النظام السابق قبل اسقاطه في ابريل (نيسان) 2003.

واضاف المطلك «لقد نضج موقفهم (الاميركيون) ووضعوا اليد على الجرح. العلاج في يدهم، فهم من اوصل العراق الى هذا المأزق وعليهم اخراجه منه. لقد كرسوا الطائفية منهجا في التعامل، لكنني اعتقد بانهم نادمون على تمرير الدستور» في 15 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

واعتبر المطلك ان «هناك صحوة اميركية لكنها للاسف جاءت متأخرة ونحن بحاجة الى قرار شجاع من القوة التي اخلت بالتوازن بان تتخذ قرارا يعيده».

ودعا المطلك الاميركيين الى «التفاهم مع تيارات المقاومة للتحول الى السياسة وطرد المسيئين منهم وتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية (...)، اعتقد ان الاميركيين جادون هذه المرة».

ومن جهته، قال عدنان الدليمي رئيس «جبهة التوافق العراقية» البرلمانية التي ستشغل 44 مقعدا في مجلس النواب الجديد ان واشنطن «تنظر الى مصالحها التي قد تتفق مع الاخرين فالمواقف السياسية قابلة للتغيير وفق المستدات الآنية والمستقبلية». واعرب الدليمي، في تصريح للوكالة الفرنسية ايضا عن امله «ان يتفهم الاميركيون الموقف العراقي (...) وما يحصل من تقارب في المواقف هو عبارة عن تلاقي مصالح» موضحا ان «من صالح الاميركيين ان يكونوا جديين».

واكد ان العراق «دولة مهمة وموقعها استراتيجي ولذا يجب ان تكون مستقرة واذا لم يتحقق ذلك فسيشكل العراق بؤرة توتر للمنطقة. ونحن نرحب بأي موقف يدعو الى الوحدة العراقية».

وبدوره، اقر سليم عبد الله النائب عن الحزب الاسلامي العراقي، المنضوي ضمن جبهة التوافق العراقية، بان تصريحات السفير خليلزاد «تتضمن شيئا من التقارب، لكن ليست هناك مواقف مسبقة او املاءات». وكان السفير الاميركي قد اعلن اول من امس مواصلة المحادثات مع «المقاومة» العراقية، معربا عن تفاؤله حيالها، لكنه شدد على استثناء «التكفيريين والصداميين» من الحوار. واوضح عبد الله ان «تبني مواقفنا من قبل الاميركيين ليس ناجما عن اجندة متفق عليها وانما عن الموافقة على المشروع السني الذي يريد خلاص البلد في وقت تراه فيه اميركا منفذا للخروج من المأزق».

وتابع ان «الموقف الاميركي متأرجح ومشاريعهم ليست ناضجة، كما ان وجهات نظرهم متضاربة احيانا يريد الاميركيون الخروج من المازق الذي وضعوا نفسهم فيه عبر الالتفات الى مطالبنا والحوار مع التيارات المسلحة»، لكنه ابدى شكوكا حيال رؤية الاميركيين للعراق، معتبرا انها «للاسف آنية وليست استراتيجية».

اما مثال الالوسي النائب الوحيد عن حزب الامة الليبرالي فقال ان «الطرف الاميركي يقدم حاليا قرارا واضحا بدعم العملية السياسية والاصرار على نجاحها لكن هناك تخبطا فعليا يعود الى ما قبل الانتخابات الاخيرة» التي جرت في منتصف ديسمبر (كانون الاول) الماضي. واكد ان «التحول الاميركي يجب ان لا يكون محاولة لكسب مزيد من الوقت للخروج من العراق بأي شكل كان والقول إن المهمة انتهت، على واشنطن ان تحدد موقفها بشكل واضح ولا يجب ان تكون تصرفاتها تكتيكية الطابع. وشخصيا انظر الى الامر بحذر شديد». وتابع الالوسي «لقد حان الوقت لمصارحة عراقية اميركية تفتح الطريق امام مشاركة حقيقية (...) فقد تم التخلي عن الاحزاب الليبرالية لتكون بمواجهة تجمعات واحزاب طائفية سنية او شيعية بتركيبة شبه فاشية تتلقى مساعدات من ايران والخليج ومصر». واضاف «لقد خذل الاميركيون القوى الليبرالية».