النقابات والمنظمات الطلابية الفرنسية تشدد معارضتها ضد دوفيلبان

رئيس أكبر نقابة طلابية عاب على رئيس الوزراء عدم الإصغاء للشباب

TT

باريس ـ ا ف ب: صعدت النقابات والمنظمات الطلابية امس المواجهة مع رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دوفيلبان الذي رفض إلغاء قانون عقد اول فرصة عمل جديد الذي اثار حركة احتجاج متزايدة تهدد مستقبله السياسي.

وانعقدت جمعيات عامة في الجامعات الفرنسية التي تشهد نحو اربعين منها اضرابات او يحتلها الطلاب، لتكثيف التعبئة قبل سلسلة جديدة من التظاهرات المقررة اعتبارا من اليوم.

وفي كلمة متلفزة تابعها اكثر من 11 مليون فرنسي، ابدى دوفيلبان حزمه مساء اول من امس مؤكدا ان قانون «عقد اول وظيفة سيطبق».

لكن «الضمانات» التي اقترح التفاوض بشأنها مع الاطراف الاجتماعيين لم تنزع فتيل الازمة بل زادت في تعميق الهوة بين الحكومة ومعارضي القانون الجديد (النقابات ومنظمات الطلبة واحزاب اليسار) الداعية الى الغائه. واعتبر برونو جوليار رئيس اكبر نقابة طلابية ان رئيس الوزراء «لم يصغ للشبان» وانه قال: «سيطبق القانون» وانا أرد عليه: «الشارع سيرد». واعرب اتحاد طلبة الثانويات عن «استغرابه من الصمم الكامل الذي اصيب به» دوفيلبان.

وقرر العديد من رؤساء الجامعات التي تشهد توترا بين المضربين ومعارضيهم، تنظيم استفتاءات بصناديق اقتراع في حين طالب ثلاثة منهم بتعليق قانون (اول وظيفة) انضم اليهم بعض عمداء الكليات.

وبقيت جامعة السوربون في باريس التي اخلتها قوات الأمن بالقوة ليل الجمعة / السبت، مغلقة ويحيط بها عدد كبير من رجال الشرطة في ما يعيد الى الاذهان متاريس اضطرابات مايو (ايار) 1968 التي حولتها الى رمز للثورة الطلابية.

وعلى غرار ما جرى حينها، في خطوة نادرة في الحياة السياسية الفرنسية، تشكل تضامن بين نقابات الموظفين والحركة الطلابية.

واعتبر برنار تيبوه زعيم نقابة «سي.جي.تي» ان «مطلب سحب قانون (عقد اول وظيفة) غير قابل للتفاوض»، بينما اكد جان كلود مايي من نقابة القوى العاملة (فورس اوفريار) «ان رئيس الوزراء لا يجيد لعب دور رجل الاطفاء بعد ان اضرم النار بإطلاقه عقد اول وظفية». ويخول عقد اول وظيفة، المخصص لمن لا تتجاوز اعمارهم 26 سنة، ارباب العمل فصل موظفيهم بدون اي مبرر خلال السنتين الاوليين. وجعل دوفيلبان منه العنصر الاساسي في مكافحة البطالة. وتستمر المواجهة في الشارع اليوم تلبية لنداء التنسيقية الوطنية للطلاب التي حصلت على دعم اكبر جمعية لاولياء التلاميذ. ويلتحق طلاب الثانويات بالتعبئة الخميس على ان يكون السبت اكبر يوم تظاهرات مشتركة بين الموظفين والطلاب في كافة انحاء فرنسا. واعتبر النائب باتريك ديفجيان القريب من وزير الداخلية نيكولا سركوزي «ان المعركة ستقع هناك» في الشارع. ويعتبر سركوزي اكبر خصم لدوفيلبان في الانتخابات الرئاسية المقررة السنة المقبلة في حين يرى سركوزي شعبيته تتراجع، شأنه شأن رئيس الوزراء. واعرب ديفجيان عن الامل في ان يتدخل الرئيس جاك شيراك.

ورات صحيفة ليبيراسيون (يسار) ان رئيس الوزراء «ليس مدعوما بالمقربين منه الا من بعيد» في حين كتبت صحيفة «لوباريزيان» الشعبية انه «يراهن بمصيره» واعلنت «لوفيغارو» (يمين) «انه اسبوع ينطوي على مخاطر كبرى بالنسبة للحكومة».