3 نقاط تعوق التوصل إلى اتفاق بشأن حكومة وحدة وطنية بقيادة «حماس»

اجتماع مطول للفصائل الفلسطينية في غزة يخفق في الوصول إلى إجماع سياسي

TT

انتهى اجتماع ممثلي الفصائل الفلسطينية للتباحث في تشكيل الحكومة الفلسطينية، من دون التوصل الى نتائج محددة. واتفق ممثلو الفصائل الذين التقوا لأكثر من اربع ساعات في منزل الدكتور محمود الزهار رئيس كتلة حركة حماس البرلمانية في غزة، على عقد لقاء آخر اليوم. وقال النائب جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي حضر الاجتماع ان البحث تناول البرنامج حركة حماس للفصائل الفلسطينية. وأبدى ممثلو الفصائل المختلفة ملاحظاتهم عليه، واصفاً الاجتماع بـ«الايجابي والمثمر». واضاف المجدلاوي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه في اعقاب هذه المداولات اتفق على اضافة بنود اخرى للبرنامج، تتضمن افرادا خاصا بالموقف من منظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، مع الأخذ بعين الاعتبار ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات القاهرة من ضرورة العمل على تطوير المنظمة، واعادة بناء مؤسساتها على اسس تعكس حجم التمثيل الحقيقي للفصائل المختلفة.

وحسب المجدلاوي فقد اتفق على توسيع الفقرات التي وردت في البرنامج السياسي وتتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي، والتأكيد على الحريات العامة والممارسة الديمقراطية، وابراز الحاجة للحفاظ على المنجزات التي حققتها المرأة الفلسطينية. واضاف انه اتفق على فقرة تتعلق بقرارات محكمة لاهاي الدولية المتعلقة بجدار الفصل العنصري الذي تبنيه اسرائيل في قلب الضفة الغربية، والتشديد على ضرورة التصدي لجميع الممارسات الاسرائيلية المتمثلة في عمليات الاغتيال والاعتقال ومصادرة الاراضي وبناء المستوطنات. وتم الاتفاق على ايراد فقرة في البرنامج تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة جميع اشكال المقاومة السياسية والاقتصادية والمسلحة في مواجهة الاحتلال، الى جانب رفض كل الحلول الجزئية والمنفردة مع دولة الاحتلال. وتم الاتفاق ايضا على تضمين البرنامج فقرة تنص على اعتماد سياسة اقتصادية ذات بعد تنموي ومحاربة الاحتكار.

واشار المجدلاوي الى انه في مقابل نقاط الاتفاق برزت ثلاث نقاط، تباين حولها ممثلو الفصائل، منها ضرورة تضمين البرنامج اشارة الى وثيقة الاستقلال والقانون الاساسي للسلطة الفلسطينية، الأمر الذي تحفظت عليه حركة حماس، حيث اعتبر ممثلوها أن التطرق لوثيقة الاستقلال يشكل اعترافا ضمنيا بإسرائيل، على اعتبار أن الوثيقة تطرقت الى الاعتراف بالدولة العبرية، الامر الذي اختلفت معها بقية الفصائل. وباستثناء «حماس» ايضا اتفق ممثلو الفصائل على ضرورة تضمين البرنامج، بندا يتعلق بالاشارة الى قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، سيما قرار 194 المتعلق بعودة اللاجئين، الأمر الذي تحفظت عليه حركة حماس. وأشار المجدلاوي الى نقطة التباين الثالثة التي قدمتها حركة فتح وطالبت فيها حكومة «حماس» بضرورة تضمين برنامج الحكومة بنداً يتعلق باحترام التزامات السلطة الفلسطينية،، مشيرا الى ان الجبهة الشعبية الى جانب «حماس» في رفض الاقتراح.

اما صلاح البردويل الناطق باسم كتلة «حماس» البرلمانية فقد قال إن «الهاجس الذي تتخوف منه حماس دائماً هو تقديم اعتراف مجاني بدولة الاحتلال التي تمارس يومياً اعتداءاتها على ارض الواقع، وتضرب عرض الحائط بالاتفاقيات الدولية»، واضاف «سنحاول الليلة (الليلة الماضية) وضع صياغة مطمئة لكل الكتل، بحيث تحفظ للشعب الفلسطيني حقه وثوابته وارضه ومنع أي اعراف مجاني بدولة الاحتلال». الى ذلك قال النائب ماجد ابو شمالة ممثل «فتح» في اجتماع امس، ان اللقاء كان مثمراً، معرباً على امله ان تتضمن الصيغة النهائية لبرنامج «حماس» الفقرات التي تتطرق لوثيقة الاستقلال والقانون الاساسي، والى الالتزام بما جاء في خطاب الرئيس محمود عباس (ابو مازن) امام المجلس التشريعي. وشدد على ان مشاركة «فتح» في الحكومة يتوقف على الصيغة النهائية للبرنامج. وقال انه يستمد بعض التفاؤل من المرونة التي ابدتها حركة حماس في اللقاء.