الليكود والعمل يقران بعدم قدرتهما على الفوز في الانتخابات قبل أسبوعين من إجرائها

بيرتس يرمي لدور قوي في حكومة أولمرت ونتنياهو يسعى لإيجاد كتلة مانعة

TT

قالت مصادر كبيرة في حزب العمل الإسرائيلي إن هدف الحزب في الانتخابات التشريعية المقررة في 28 مارس (اذار) الجاري هو الحصول على عدد من المقاعد يؤهله لتبوء مكانة مرموقة في حكومة يشكلها حزب «كديما». فقد بات في حكم المؤكد لدى قيادة الحزب أن «كديما» هو الذي سيشكل الحكومة المقبلة.

ونقل عن مسؤولين كبار في العمل الليلة قبل الماضية قولهم إنه «لم يعد أحد يوهم نفسه عندنا، بما في ذلك رئيس الحزب، في أننا نتوجه نحو الفوز في الانتخابات القريبة». ويضيف هؤلاء أنه من ناحية اعلامية فان الخط الدعائي الرسمي للحزب سيواصل التشديد على أن هدف الحزب هو الفوز برئاسة الوزراء ولكن بشكل غير مباشر سيتم التوجه للناخبين والطلب منهم المساعدة في منح الحزب الأصوات التي تؤهله للعب دور كبير في حكومة اولمرت.

وحسب استطلاعات الرأي الخاصة التي أجراها حزب العمل، فإن هناك 20 مقعدا لم يحسم مصيرها بعد بسبب تردد قطاع كبير من الناخبين الاسرائيليين. ويرى كبار مسؤولي الحزب ان حصوله على 24 مقعدا يمثل «انجازاً».

واشارت المصادر الى أن الحزب يبذل جهوداً كبيرة من أجل اقناع الناخبين المترددين من خلال توظيف الجنرالات المنضمين للحزب، سيما رئيس جهاز المخابرات الداخلية الأسبق عامي ايلون الذي أخذ يكثر من التصريحات التي يؤكد فيها على سجله في قتل الفلسطينيين. وصرح ايلون أخيرا بأنه شخصياً قتل من الفلسطينيين والعرب أكثر مما قتلت حركة «حماس» من اليهود. ونوهت المصادر الى أن تصريحات ايلون هذه منسقة تماماً مع زعيم الحزب عمير بيرتس.

من ناحية ثانية، قال بيرتس إنه سيرفض المشاركة في حكومة يشارك فيها حزب «يسرائيل بيتنا» بقيادة افيغدور ليبرمن بسبب دعوته لطرد الفلسطينيين، سيما فلسطينيي عام 1948. وخلال كلمة القاها مساء اول من امس في متحف تل ابيب، وضع بيرتس ثلاثة شروط لها علاقة ببرنامجه الاقتصادي الاجتماعي، للدخول في حكومة يشكلها حزب «كديما» منها رفع الحد الادنى للاجور الى الف دولار، وتطبيق قانون شركات القوى البشرية وقانون التقاعد لكل مواطن. وشددوا في حزب العمل على أنهم سيطالبون بحقيبة اقتصادية كبيرة لبيرتس. وقد أدى ذلك الى مطالبة العديد من المحافل الاقتصادية في الدولة العبرية اولمرت من مغبة تعيين بيرتس في منصب وزير المالية بسبب برنامجه الاقتصادي الاجتماعي وتحمسه للتوسع في منح حقوق للعمال والفئات الضعيفة.

وعلى صعيد حزب الليكود فإن زعيمه بنيامين نتنياهو يرى أن هدف الحزب في هذه الانتخابات هو الحصول على 20 مقعدا في الكنيست الجديد وهذا ما حدا بنتنياهو أن يصرح في المجالس الخاصة المغلقة أن هدفه ايجاد كتلة مانعة من اليمين تقف في وجه اولمرت. ويستعد كل من نتنياهو وبيرتس لمواجهة المحاولات للاطاحة بهما داخل حزبيهما في حال لم يحصل الحزبان على عدد معقول من المقاعد في هذه الانتخابات. ففي حزب العمل يشن رئيس الوزراء الأسبق ايهود باراك انتقادات لاذعة ضد بيرتس بسبب ما يعتبره «تقصيره في منع انسحاب شيمعون بيريس من الحزب وانضمامه الى حزب كديما». ونقل عن براك قوله «كان يتعين على كل كبار مسؤولي الحزب ان يحاصروا منزل النائب شيمعون بيريس لمنعه من الانسحاب حتى يقول «حسنا مستعد أنا». ونقلت صحيفة «معاريف» عن كبار في حزب العمل قولهم إن انتقادات براك تمثل «دليل آخر على ان براك يستعد «لانقلاب ابيض» بعد الانتخابات».

في المقابل يبدي قادة حزب كديما قلقهم من الاصوات غير المحسومة او ما يسمونها بـ«الطائشة»، حيث يخشون أن يقوم اصحاب هذه الاصوات في التصويت لاحزابهم الأصلية، مع العلم أن «كديما» اسس قبل عدة اشهر. وقرر الحزب شن حملة لدعوة الجمهور للتصويت بكثافة، لكي يفوز حزب كديما بعدد كبير من الاصوات ليقيم حكومة مستقرة. وسيحذر الحزب الناخبين من مغبة «مؤامرة العمل والليكود» لتشكيل كتلة مانعة حيال «كديما»، كما أنهم في نفس الوقت يحذرون الجمهور الإسرائيلي من تداعيات نجاح نتنياهو واليمين في ايجاد كتلة مانعة يمينية «متطرفة هاذية»، كما ورد في الشعارات التي سترفع في الحملة قريباً. ورداً على اتهام «كديما» لحزبي العمل والليكود، بأنهما يتجهان لتشكيل كتلة مانعة، قال حزب العمل إن هذه الاتهامات «الاعيب اعلامية يخرجها حزب كديما ترمي الى اخفاء النية الحقيقية في كديما للسير مع الليكود ومع حزب ليبرمان».