مقتدى الصدر يطالب السنة بـ«التبرؤ من الزرقاويين والتكفيريين»

طالباني يصف تفجيرات الأحد بـ«الجريمة النكراء» وعلاوي يستنكر «العمل الجبان»

TT

ادان الرئيس العراقي جلال طالباني سلسلة التفجيرات المنسقة التي وقعت اول من امس بمدينة الصدر في بغداد، التي تقطنها اغلبية شيعية محسوبة على التيار الصدري، وما تبعها من عمليات قتل اودت بحياة ما يقارب اكثر من 60 شخصا وجرح اكثر من مائة آخرين.

وقال طالباني في بيان «ارتكب الإرهابيون جريمة نكراء أخرى تضاف إلى قائمة جرائمهم البشعة، باستهدافهم المدنيين الأبرياء في مدينة الصدر، هذه المدينة الكادحة الصابرة التي وجد الكثيرون من المعدمين ملاذاً فيها، والتي تحمل اسم الشهيدين الصدرين اللذين يبجل شعبنا ذكراهما العطرة الخالدة». ووصف ما جرى بـ«العمل الدموي الأثيم المراد منه إثارة الفتنة الطائفية والسعي لإضرام نيران الحرب الأهلية في العراق».

الى ذلك، طالب الزعيم الشيعي رجل الدين، الشاب مقتدى الصدر، العرب السنة امس بـ«التبرؤ من الزرقاويين والتكفيريين»، لكنه حمل «القوات المحتلة» الاميركية مسؤولية هذه الهجمات. ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية الى الصدر قوله في مؤتمر صحافي في منزله في الحنانة (وسط النجف) «ابرئ الشيعة والسنة من هذه الأعمال وأطالب إخواني في هيئة علماء المسلمين وغيرها من الأحزاب السنية بأن تتبرأ من الزرقاويين والتكفيريين وغيرهم». واضاف ان «هذا الامر ضروري وحتى الآن لم نسمع تبرئة منهم لهذا (..) لا بد من تحديد موقف من السنة تجاه التكفيريين والزرقاويين. كنت أحسن الظن بهيئة علماء المسلمين. وأي شخص لا يتبرأ من التكفيريين فهو تكفيري».

وأكد الصدر «يمكنني ولديَّ القدرة على أن أحارب النواصب (في اشارة الى المتطرفين السنة)، وهناك غطاء شرعي من قبل المراجع، واستطيع مواجهتهم عسكريا وعقائديا ولكني لا أريد ان انجر الى حرب اهلية. وأدعو للتهدئة وسأبقى داعيا لها». وقدم الصدر تعازيه الى سكان مدينة الصدر، مضيفا «أحمل مسؤولية هذا الحادث الأليم الى القوات المحتلة باعتبارها الآمرة لهذا الفعل، وإن كان المباشر له هم النواصب لكن بغطاء جوي اميركي».

وانتقد الصدر بحدة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الذي قال ان الاميركيين لن يتدخلوا في حال اندلاع حرب اهلية. وقال الصدر انها «تصريحات قبيحة ومستهجنة. نحن لا نريد تدخلك عليك لعائن الله. هذه الأكذوبة التي تدعيها اميركا من انه في حال خروجها ستكون هناك حرب اهلية، وهي اليوم تقول انها لا تتدخل في حال حدوث حرب اهلية». واضاف متسائلا «اذا كنتم لا تحمون الناس ولا تعينونهم فما فائدة وجودكم؟».

وكان السفير الاميركي لدى العراق، زلماي خليلزاد، قد صرح اول من امس «اريد ان اذكر مقتدى الصدر ان نظام صدام قتل والده، وان الولايات المتحدة هي التي خلصت الشعب العراقي من نظام صدام». واضاف انه «من دون جهود الولايات المتحدة لكان صدام يحكم الآن وايضا اولاده واحفاده، يحكمون العراق. انه مدين لنا بالشكر لما قام به الشعب الاميركي واعتقد انه من دوننا كانت حياته بخطر. هذه هي الرسالة». واستنكر حاجم الحسني رئيس الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها، التفجيرات، وقال في بيان «نراهن على وحدة ابناء شعبنا ووعيهم وتكاتفهم في تحقيق مشروعنا الحضاري وتحقيق النصر في معركتنا ضد الإرهاب والعصابات الاجرامية»، داعيا الزعامات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني الى «تفعيل دورها وتوظيف سلطانها في توجيه المواطنين وحثهم على عدم ارتكاب اي فعل يسيء للوحدة الوطنية». كما استنكر الحزب الاسلامي العراقي (السني) التفجيرات، وقال بيان للحزب «اننا ندين هذه العملية الآثمة بشدة والتي يقف وراءها أعداء الوطن الذين لا تروق لهم وحدة العراقيين واستقرار أمنهم. وفي الوقت نفسه، ندعو كل القوى السياسية الفاعلة أن تتحمل مسؤوليتها وتتعاون فيما بينها لإيقاف نزف الدم الذي طال كل العراقيين على اختلاف اديانهم وطوائفهم».

كما استنكر الدكتور اياد علاوي، رئيس القائمة العراقية الوطنية والامين العام لحركة الوفاق الوطني العراقي، التفجيرات وقال في بيان تلقته «الشرق الاوسط»: اننا اذ نستنكر هذا العمل الجبان، فاننا ندعو كل ابناء شعبنا الاصلاء الى رص الصفوف والوقوف جنبا الى جنب في مواجهة الارهاب عبر تعميق الوحدة الوطنية وتفعيل دور المواطن في اعادة بناء العراق الديمقراطي الموحد والمسالم».