ملك الأردن: ضرب إيران سيفجر الوضع الإقليمي.. وعملية أريحا تصعيد مؤسف

قال إن التيارات الإسلامية «أحسنت تنظيم نفسها والقوى الأخرى تفتقد للشخصيات القيادية»

TT

عمان ـ أ.ف.ب: حذر العاهل الاردني، الملك عبد الله الثاني، أمس في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية من ان توجيه «ضربة الى ايران سوف يفجر الوضع الاقليمي برمته». واكد ان العملية الاسرائيلية في اريحا تعتبر «تهديدا لسلام المنطقة وأمنها». وقال الملك عبد الله معلقا على التهديدات الغربية لإيران «سيكون الخطر كبيرا جدا اذا تم استخدام القوة لحل هذه المشكلة». واضاف ان «توجيه ضربة لإيران سوف يفجر الوضع الإقليمي برمته». وأكد ان «الحل الوحيد يكمن في الحوار والصبر واستخدام كافة الوسائل والطرق الدبلوماسية» في معالجة الملف الايراني.

كما اعتبر العاهل الاردني ان اقتحام الجيش الاسرائيلي لسجن اريحا في الضفة الغربية شكل «تصعيدا مؤسفا». واضاف ان «ما جرى اول من امس تهديد لمستقبل عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة».

واشار الى انه «كان من الأجدر بالأطراف المعنية في هذه القضية أن تجد صيغة أخرى للتعامل معها بغير الذي جرى، والذي اسهم في خلق حالة من التوتر وقلل من فرص إيجاد بيئة ملائمة للمضي قدما في عملية السلام».

وقال الملك عبد الله الذي أبعدت بلاده قياديي حركة المقاومة الاسلامية حماس عام 1999، وبينهم رئيس المكتب السياسي، خالد مشعل، ان الاردن مستعد «للتعامل معها (حماس) من خلال السلطة الوطنية الفلسطينية».

وأوضح «نحن نقول ان حماس تنظيم فلسطيني ونتعامل معها كما تعاملنا مع حركة فتح أو الجبهة الشعبية أو أي فصيل فلسطيني آخر، أي التعامل يتم من خلال السلطة الوطنية الفلسطينية».

ودعا الملك حماس الى «أن تتعامل مع الواقع الإقليمي والدولي». كما دعا المجتمع الدولي الى «أن يحترم إرادة الفلسطينيين وأن يعطي حماس الفرصة، وألا يحكم عليها قبل أن تطرح برنامجها ورؤيتها في التعامل مع الالتزامات والاتفاقيات المبرمة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والمجتمع الدولي».

واعتبر الملك أن «الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية قد خف»، وانه «اذا استمر كل طرف برمي الكرة بملعب الطرف الآخر، فمن الواضح انه بعد سنتين لن تكون هناك ارض للتفاوض عليها».

واستعاد مقولة لأحد المحامين؛ مفادها ان «القضية الناجحة هي عندما يكون الطرفان غير راضيين لانهما قدما تنازلات»، ليقول ان المعادلة نفسها صالحة في المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين.

وحول تصريحات الجنرال الاسرائيلي، يائير نافيه، الذي شكك في قدرة النظام الاردني على الاستمرار لأن «80% من الشعب هم فلسطينيون». قال الملك «نحن لا نقلق من هذه التصريحات». واضاف «بالنسبة لموضوع الخيار الأردني نحن بينَّا رأينا فيه عدة مرات، وقلنا إن الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين. هناك خيار فلسطيني فقط، وعلى الإسرائيليين والعالم أن يتعاملوا مع هذه الحقيقة».

وجدد الملك دعوته الى «عقد مؤتمر يضم ممثلي القيادات الدينية العراقية للخروج بتوافق ديني حتى يتمكن العراقيون من الوصول الى اتفاق سياسي حول مختلف التحديات التي تواجههم».

وناشد الملك العراقيين «ان يدركوا خطورة ما يجري، وألا يلتفتوا إلى دعاة الفرقة والفتنة وتقسيم الناس بين سني وشيعي وكردي وتركماني».

واكد ان الاردن «سيستمر في تدريب قوات الأمن العراقية» على اراضيه.

وقال الملك «ان الفوضى الأمنية شكلت عبئا أمنيا كبيرا على الأردن».

واعتبر ان «العديد من الحركات الإرهابية في العراق، وجدت مكانا خصبا لتنفيذ مآربها، خاصة من قبل تنظيم القاعدة الذي بنى إستراتيجيته في الأشهر الماضية على استخدام العراقيين في تحقيق أهدافه ضد الأردن».

وذكر الملك عبد الله الثاني بالتفجيرات التي استهدفت فنادق عمان في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي و«محاولات ضرب منشآت حيوية أردنية التي أفشلتها أجهزتنا الأمنية». واوضح انه «منذ مطلع هذا العام أحبطت الاجهزة الأمنية عدة عمليات إرهابية وتهريب سلاح كانت تستهدف شعبنا الأردني»، وقال ان بلاده تعمل الآن على «إعداد البنى التحتية» لتكون الحدود مع العراق غير قابلة للاختراق.

وحول تصاعد التيارات الاسلامية، اعتبر الملك انها «أحسنت تنظيم نفسها»، بينما القوى الأخرى أثبتت «عدم قدرتها على التنظيم، وافتقارها للشخصيات القيادية، إضافة إلى فساد بعض قياداتها».

وقال الملك «نحن في الأردن، لا نقلق فيما إذا فاز الإسلاميون، طالما أنهم منضوون تحت الدستور ويحترمون أنظمتنا وقوانيننا، وطالما كان ولاؤهم وأولويتهم الأردن ومصالح الأردنيين».