إسرائيل ستزيل أي عقبات قانونية قبل تقديم سعدات ورفاقه إلى المحاكمة بتهمة قتل زئيفي

موفاز يعترف بعلمه المسبق بموعد انسحاب المراقبين البريطانيين والأميركيين من أريحا

TT

أعلنت إسرائيل كما ذكرت «الشرق الأوسط» أمس، عن نيتها محاكمة أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ورفاقه الأربعة المتهمين باغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي، إضافة الى العميد فؤاد الشوبكي المتهم في قضية سفينة السلاح «كارين إيه».

في غضون ذلك اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز بأنه كان على علم مسبق بموعد انسحاب المراقبين البريطانيين والأميركيين.

وقالت وزيرة القضاء والخارجية تسيبي لفنة، امس ان على الحكومة الإسرائيلية أولا أن تتخطى بعض العقبات القانونية قبل تقديمهم المتهمين بقتل زئيفي الى المحاكمة. وأضافت ان «اسرائيل تنوي الاحتفاظ بسعدات والآخرين. ليس لدي شك في في أنهم سيبقون معنا لفترة طويلة».

وتابعت لفنة القول «على السلطات القانونية أن تتأكد ان من حق اسرائيل اعادة محاكمة سعدات. فالقانون الإسرائيلي كما قالت يمنع ما يسمى محاكمة متهم بنفس التهمة مرتين».

يذكر ان سعدات ورفاقه مثلوا أمام محاكمة امن الدولة الفلسطينية (في محاكمة صورية) بعد اعتقالهم من قبل السلطة واحتجازهم في مقر المقاطعة في رام الله أثناء حصار الرئيس الراحل ياسر عرفات في مارس (آذار) 2002.

الى ذلك قالت مصادر أمنية اسرائيلية إن سعدات ورفاقه يخضعون الآن للتحقيق لدى جهاز المخابرات العامة الإسرائيلية (الشاباك). وأضافت المصادر أن التحقيق مع سعدات يتركز بشكل خاص حول ما يعتبره «الشاباك» معلومات استخبارية تؤكد أنه جعل من سجن اريحا مركزا لإصدار التعليمات لنشطاء الجبهة لتنفيذ عمليات ضد اسرائيل. وأشارت المصادر الى أن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية هو الذي سيبت في مسألة تحويل سعدات الى محكمة مدنية أو عسكرية بعد الانتهاء من التحقيق معه. وأوضحت المصادر أن التحقيق مع سعدات وعاهد غلمي قائد «كتائب أبو علي مصطفى» ـ الجناح العسكري للجبهة «قد يستغرق وقتاً أطول بسبب الشبهات حول قيام الاثنين بإصدار تعليمات لتنفيذ عمليات ضد اسرائيل اثناء وجودهما في السجن». وادعت المصادر أن سعدات وغلمي استغلوا الزيارات التي كان يقوم بها نشطاء الجبهة الشعبية وجندوهم للعمل العسكري. وإضافة الى سعدات ورفاقه الأربعة والعميد الشوبكي، اعتقلت اسرائيل العشرات من المعتقلين، بينهم ثلاثون ينتمون لـ«كتائب شهداء الأقصى» ـ الجناح العسكري لحركة «فتح»، و«سرايا القدس» ـ الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، سيخضعون للتحقيق حول عمليات يدعي «الشاباك» ان لهم علاقة بها.

الى ذلك اعترف موفاز في تصريحات لموقع صحيفة «هآرتس» على شبكة الإنترنت بوجود تنسيق مسبق بين اسرائيل والسجانين البريطانيين والأميركيين. وقال موفاز إن جيش الاحتلال كان على علم مسبق بموعد انسحاب المراقبين الأميركيين والبريطانيين. واضاف أن جيش الاحتلال كان يستعد لتنفيذ هذه العملية منذ أسبوع وأن قوات خاصة تدربت على تنفيذ العملية التي أطلق عليها «جمع البواكير». وتنسف تصريحات موفاز هذه ادعاءات قادة جيش الاحتلال أنه لم يتم تنسيق عملية الاقتحام مع بريطانيا وأميركا. وأضاف موفاز للصحيفة انه صادق على الخطة حسبما تم تنفيذها أول من أمس، بطريقة «الضغط» التدريجي بدل اجتياح السجن مرة واحدة.

وكشف عمير راببورت، المراسل العسكري لصحيفة «معاريف» أن جيش الاحتلال أجرى تدريبات في معسكر مجاور لمدينة أريحا منذ أكثر من أسبوع، وان الوحدات الاسرائيلة الخاصة استعدت لتنفيذ العملية. واستهجن راببورت عدم تفطن السلطة الفلسطينية للتحركات العسكرية الكثيفة التي كانت تتم في المعسكر المجاور. واشار الى أن معلومة استخبارية موثوقة حصل عليها «الشاباك» تبين منها أن سعدات ورفاقه والشوبكي يوجدون في غرفة واحدة في الجزء الشمالي من المعتقل، الأمر الذي جعل قوات الاحتلال تستخدم الجرافات الضخمة بالتحرك بقوة قرب الجدران، الأمر الذي ادى الى اهتزازها وإعطائهم الشعور بأن الجدران ستقع فوق رؤوسهم.