العاهل الأردني : اقتحام سجن أريحا تهديد لأمن المنطقة

تواصل ردود الفعل على اختطاف سعدات ورفاقه

TT

تواصلت ردود الأفعال الدولية والعربية على العدوان الإسرائيلي على السجن المركزي في أريحا واختطاف معتقليه وفي مقدمتهم الأمين العام للجبهة الشعبية، أحمد سعدات و4 من رفاقه.

ففي عمان اعتبر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أن العملية اريحا تعتبر «تصعيدا مؤسفا» و«تهديدا لسلام وأمن المنطقة». وقال الملك عبد الله الثاني «إننا نعتبر ما جرى يوم (أول من) أمس تهديدا لمستقبل عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة وانه تصعيد مؤسف».

وأضاف «كان من الأجدر بالأطراف المعنية في هذه القضية أن تجد صيغة أخرى للتعامل معها غير الذي جرى وأسهم في خلق حالة من التوتر وقلل من فرص إيجاد بيئة ملائمة للمضي قدما في عملية السلام».

وفي دمشق أدانت سورية «بشدة» العدوان الإسرائيلي. وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إن سورية «تدين بشدة ما قامت به إسرائيل (أول من) أمس من مهاجمة سجن أريحا واختطاف عدد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية المحتجزة فيه». ورأت الخارجية السورية في هذه العملية «نموذجا من نماذج إرهاب الدولة بأبشع صوره».

وقوبل العدوان الإسرائيلي باستنكار واسع في الأوساط الرسمية والسياسية والدينية في لبنان. وسينفذ ظهر اليوم اعتصام أمام السفارة الأميركية في عوكر (شمال بيروت) بدعوة من «المنظمة العربية للدفاع عن المعتقلين». كما ينفذ غداً اعتصام أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيروت بدعوة من «اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية».

وأعرب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عن استنكاره الشديد لعملية اقتحام سجن أريحا، وقال: «إن إسرائيل تثبت بهذا العمل ضربها بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف الدولية». وناشد «العمل على ردع إسرائيل عن هذه الأعمال العدوانية».

وفي الرياض أدان مجلس التعاون الخليجي العدوان. ودعا بيان للأمانة العامة للمجلس في الرياض المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف «الاعتداءات الوحشية» على الفلسطينيين.

وقال البيان إن المجلس «يستنكر الإجراءات التي تتخذها قوات الاحتلال والتصرفات اللامسؤولة التي تقوم بها في الفترة الأخيرة لتكريس الاحتلال والعمل غير القانوني الذي تقوم به في ما يتعلق بوضع حدود نهائية لإسرائيل من جانب واحد».

وانتقد النواب الأوروبيون بشدة العدوان، وقال رئيس البرلمان الأوروبي جوزيب بوريل «إنها عملية عسكرية بلا جدوى وغير متكافئة. كيف يمكن لعملية من هذا النوع وبهذه المشاهد المذلة أن تعزز أمن اسرائيل».

وتساءل رئيس المجموعة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي مارتن شولتس «هل كان من الضروري مهاجمة هذا السجن؟»، معتبرا انه «اذا كان ذلك لهدف متعلق بالسياسة الداخلية الإسرائيلية، فسيكون الأمر مؤسفا» نظرا «للاضرار البعيدة المدى» التي نتجت عن العملية.

ورأى البريطاني غراهام واتسوم الذي كان يتحدث باسم الليبراليين الديمقراطيين (وسط) ان «لا شيء يبرر العملية» الاسرائيلية، في ما ندد الشيوعي فرانسيس فورتس باقتحام سجن أريحا، معتبرا انه «ينسف السلام».

وقال زعيم الخضر دانيال كو ـ بينديت انه «يتم التضحية بمستقبل هذه المنطقة» من اجل «مناورة تكتيكية» تلقى تبريرها في الحملة الانتخابية الاسرائيلية.

وأعرب المحافظ إيلمار بروك، رئيس مفوضية الشؤون الخارجية عن «تشاؤمه الكبير»، مشيرا الى ان اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة) تفقد من «مصداقيتها» في هذه القضية. وقال بروك إن «الفلسطينيين قد لا يثقون بعد اليوم في الغرب بعد انسحاب الأميركيين والبريطانيين» المكلفين الإشراف على أمن السجن.