لافروف: نصحنا «حماس» بأن تصبح حزبا سياسيا وتحول ميليشياتها إلى قوات أمن مدنية

وزير خارجية روسيا يؤكد ضرورة التزام إيران بمقررات مجلس الأمن

TT

في أعقاب سلسلة من الاتصالات التي أجرتها موسكو مع ممثلي كل من «حماس» وإيران وسورية وأطراف الرباعي الدولي، حرصت الخارجية الروسية على توضيح موقف موسكو التي قالت على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، انه لا يحيد عن الاتفاقيات الموقعة والشرعية الدولية الرامية الى تحقيق الاستقرار والسلام. وفي لقائه مع عدد محدود من الصحافيين العرب أشار وزير الخارجية الروسية الى ان موسكو تظل عند موقفها المؤيد لجهود الرباعي الدولي وأنه أطلع «حماس» على مواقف الرباعي الدولي وضرورة التمسك بخريطة الطريق سبيلا الى تحقيق التسوية السلمية مع أهمية الالتزام بالاتفاقيات الموقعة وأهمية الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود وانشاء الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال ان الجانب الروسي فاتح ممثلي «حماس» في أهمية تحويل الحركة الى حزب سياسيي وتحول فصائلها المسلحة الى قوات أمنية مدنية. واعترف لافروف بأن الحديث مع ممثلي «حماس» لم يكن حديثا سهلا، لكنه كشف ايضا ان الحركة ليست ميالة الى المغامرة وتدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها. وقال انه من الواجب الانتظار الى حين تشكيل الحكومة الفلسطينية والإعلان عن برنامج العمل وانه يمكن لاحقا الحكم على الأفعال. وحول القضية الإيرانية قال بضرورة التزام إيران بمقررات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والا يتحول مجلس الأمن الى سبيل لاستغلال هذه القضية لتحقيق أغراض سياسية وان يقتصر دوره على دعم وكالة الطاقة الذرية والتعاون معها. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول مدى تأثير ما تتخذه موسكو من مواقف تجاه ايران و«حماس» وكذلك مواقفها من قضية الشرق الأوسط على علاقاتها مع الولايات المتحدة، قال لافروف « إن مواقفنا حيال «حماس» أو القضية الفلسطينية أو مصر أو إسرائيل أو الأردن أو أي من الأطراف المعنية تتسم بالشفافية. من وجهة نظرنا نحن لا نمارس أية ألعاب أو اتصالات سرية. نحن نعمل وقبل كل شيء استنادا الى الاتفاقات الجماعية في صورة قرارات الأمم المتحدة أو قرارات الرباعي الدولي، وليس هناك ما نخفيه عن أي كائن كان. فإذا كنا على قناعة من انه لتنفيذ القرارات الجماعية ولإنقاذ عملية السلام يجب إطلاع «حماس» على مواقف الرباعي الدولي فإننا نفعل ذلك صراحة وبدون مواربة. وليست هناك اتصالات سرية لا مع «حماس» ولا مع الإخوان المسلمين.. وأعتقد أنكم تعلمون ما أقصده هنا. أما إذا كانت هذه المواقف تعجب أو لا تعجب أيا من الشركاء في الرباعي الدولي فلست أعتقد أنهم لا يفهمون مبرراتنا. إننا نتناول النتائج ونتبادل المعلومات عن اتصالاتنا وقد أطلعنا كل الشركاء في الرباعي الدولي على نتائج اتصالاتنا بـ«حماس» وتحدثنا أيضا عن نتائج مباحثاتنا مع وليد المعلم. وبالمناسبة تقوم الولايات المتحدة وكوندوليزا رايس على وجه الخصوص أيضا بمثل هذا الدور ما تيسر معه تقرير العديد من القضايا خلال هذا العام بما في ذلك الأوضاع حول اريحا بموجب خطة العمل السابقة التي انهارت وللأسف أخيرا». وردا على سؤال آخر لـ«الشرق الأوسط» حول مدى انعكاس رد الفعل الأميركي على صياغة موسكو لسياساتها لاحقا قال لافروف: «بالنسبة لنا فان أيا من اتجاهات السياسة الخارجية قضية ذات قيمة بحد ذاتها. ونحن لا ننظر الى سياساتنا المتعددة الاتجاهات بوصفها لعبة لا نتيجة لها وكأننا إذا ناقشنا شيئا أو اتفقنا مع أي امرئ كان فان ذلك يكون حتما موجها ضد آخرين. ان العالم المعاصر والشرق الأوسط على وجه الخصوص لا يمكن ان يتحقق فيه شيء بدون الجهود الجماعية. وتفترض الجهود الجماعية صياغة المواقف المشتركة التي يمكن ان تتسم بالتطرف في هذا الاتجاه أو ذاك. ولا يمكننا أن نحدد بشكل حاسم ان هذا هو المذنب أو هذا هو الضحية. لا بد من التنازلات المتبادلة والحلول الوسط التي لا تتعارض مع القانون الدولي.. الحلول التي تراعي المصالح المشروعة لكل الأطراف. وهناك قول دبلوماسي مأثور يقول إن التسوية المستدامة هي التسوية التي لا ترضي حتى النهاية أيا من اطرافها. ولذا فان كل ما نقوم به في إطار الرباعي الدولي يظل في إطار الحلول الوسط الذي أعتقد أنه مدعو لتحقيق التقدم وإنني على يقين من أن هذا العمل الجماعي يمكن أن يحقق النجاح في حال تشاور أكثر بين اطراف الرباعي الدولي وبلدان المنطقة ولا سيما مصر والأردن وهما الأكثر نشاطا وتعاونا في البحث عن الحلول للنزاعات المختلفة. وحول أوجه الشبه بين تصدير الديمقراطية اليوم على الطريقة الأميركية وتصدير الثورة بالأمس على الطريقة السوفياتية بموجب ما قاله تروتسكي، وهو ما رد عليه بقوله: «لقد لمّحتم في سؤالكم الى الاتحاد السوفياتي وسياساته التي كان منها تصدير الآيديولوجية. اننا نعلم جيدا الثمن الذي ندفعه لقاء مثل هذه الآيديولوجية ومدى الجهد الذي يبذل في هذا السياق وما ينجم عنه من نتائج. فاذا كان ثمة من يحاول ان يجعل الآخر سعيدا فان ذلك يتطلب ان تنضج المتغيرات. وإنني على يقين من اننا وكل دول العالم نسير صوب ذات الهدف، أي هدف الديمقراطية التي لا بد ان تتباين سماتها مع تباين السمات الخاصة لكل من البلدان وتباين التاريخ والثقافات والحضارات.. فهذا طريق السوق أو علاقات السوق.. السوق المتحضرة وليس تلك السوق التي سارت روسيا على دربها في اعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي والتي نحاول بالكثير من الجهود إصلاح ما شاب مسيرتها من أخطاء وإضفاء الشكل الحضاري عليها في إطار قواعد العدالة والمنافسة الشريفة وعدم استغلال الآليات الاقصادية لتحقيق أهداف سياسية. إننا نتحرك جميعا في هذا الاتجاه. لكن توجيه الجميع نحو اتباع وتيرة واحدة ونحو نموذج واحد فان ذلك يبدو أمرا مستحيلا وغير واقعي. كما إن المجهودات التي ثمة من يبذلها من اجل تعجل هذه العملية بشكل غير طبيعي فلا بد أن تذهب جهوده أدراج الرياح. وأعرب عن أملي في أن يظل النموذج المناسب في إطار ما طرحته مجموعة الثمانية الكبار تجاه ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الكبير يوم جرت مناقشة فكرة تحقيق التحولات الديمقراطية بمشاركة بلدان المنطقة. ولعله من دواعي السرور أن روسيا بوصفها الرئيسة الحالية لمجموعة الثمانية الكبار تشغل منصب الرئيس المناوب مع الأردن للدورة الثالثة لمنتدى المستقبل».