تسمم متطوعين بريطانيين بدواء جديد للسرطان

ظهور «الرجل الفيل» بطريقة غير متوقعة

TT

وقعت موجة من الذعر والاستغراب العلمي في بريطانيا نتيجة ظهور حالات من التسمم لدى استخدام أحد الأدوية الواعدة في علاج بعض أنواع السرطان، على افراد من مجموعة من ثمانية أشخاص متوسطي العمر السليمين الذين شملهم بحث طبي في بريطانيا لدراسة تأثير عقار جديد موجه لعلاج حالات نوع من أورام خلايا الدم. وكان المتطوعون في الدراسة قد تقاضوا مبلغ 2000 جنيه وتمت طمأنتهم بأن الدواء لا توجد له آثار جانبية ضارة. إلا أنه وحتى اليوم فإن ستة من هؤلاء، وهم الذين تناولوا العقار كما كان مقرراً قد أصيبوا بانتكاسات صحية، بينما الاثنان الآخران كان مقرراً بالأصل أن يتناولا دواء مزيفاً لم يُصابا بشيء. ويرقد اليوم اثنان في قسم العناية المركزة لأن حالتهم حرجة وخطرة، والأربعة الباقون ما زالوا قيد المعالجة الطبية في المستشفى، بيد أنهم تجاوزوا مرحلة الخطر. وكان أحد المشاركين كما تذكر صديقته، قد تناول عقار «تي جي أن» (TGN1412) الذي تحت الدراسة، ثم بعدها بحوالي ساعة ونصف لم تعد تميز شكله الطبيعي حينما بدأ التسمم بالظهور. وتمثلت أعراض التسمم في انتفاخ الوجه والجسم، وغدا شكله كالفيل على حد وصفها. الأمر الذي استدعى من الأطباء سرعة دعم وظائف أعضاء جسمه الحيوية التي أصيبت بانهيار تام وعلاجها بالأجهزة الطبية. وكان تدخل وكالة تنظيم منتجات الرعاية الصحية والطبية في بريطانيا MHRA سريعاً، إذ منذ أن ظهرت مساء الاثنين الماضي حالات التسمم والتفاعل العكسي السريع مع تناول عقار التجارب هذا لدى المتطوعين في الدراسة، بادرت على الفور وقف الدراسة تماماً، وأرسلت محققيها إلى الوحدة التي تتم فيها التجارب لبحث الأمر برمته، بالتعاون مع السلطات الصحية المحلية في شمال غرب لندن وإدارة الصحة البريطانية والشرطة. في هذه الأثناء تم إخطار بقية الدول الأوروبية التي تُجرى الدراسة فيها أيضاً لإيقاف التجارب والتريث إلى حين جلاء حقيقة ما جرى في بريطانيا. ويوجد ظن، على حد قول البروفسور كنت وود، بأن هناك خطأ ما في إنتاج العينات الدوائية المستخدمة، أو أنها تعرضت لملوثات من نوع ما، أو ربما أن كمية الجرعة حصل خطأ في حسابها وتناول المتطوعون كمية عالية منها. إلى هذا أوضح البروفسور هيرمن شولتز أحد المشاركين في الدراسة، أن ما حصل من تفاعلات تسممية سلبية هو أمر نادر الحصول، ونحن في موقف غريب وغير محظوظين فيه. وأضاف أن لدينا فريقاً طبياً ذا كفاءة عالية، وأن إجراء الدراسة لأول مرة على الإنسان قد اجتاز كل المتطلبات الطبية والقانونية والتنظيمية لأخذ الموافقة في البدء بها. ورأي أن وقع التفاعل السلبي مع عقار شركة تي جينيرو الألمانية كان كالصاعقة على فريق البحث. من جهته أبدى الدكتور بينداكيت هاتز الرئيس التنفيذي للشركة الألمانية استغرابه الشديد لحصول مثل تفاعلات التسمم غير المتوقعة هذه، وأعلن أن النتائج المشجعة والجيدة لدراسات المختبرات المبدئية هي ما دفعت إلى توسيع نطاق البحث ليشمل دراسة فائدة العقار على الإنسان. وهو ما أكده الدكتور توماس هانك رئيس فريق البحث العلمي في الشركة، وأضاف أن إنتاج الشركة لعينات الدواء المستخدمة في الدراسة كان وفق الإرشادات والمعايير، وأن دراسات المختبرات أظهرت أمان تناوله، وما جرى على المتطوعين في بريطانيا أمر لم يكن متوقعاً مطلقاً.