العاهل المغربي يعين وكيلا جديدا لـ «الداخليةْ» ومحافظين لإقليمي « السمارة» و«فكيك»

مسؤول حزبي إسباني: مشروع الحكم الذاتي في الصحراء إيجابي

TT

عين العاهل المغربي الملك محمد السادس امس في اكادير، سعد حصار، كاتبا عاما (وكيلا) جديدا لوزارة الداخلية، وهو المنصب الذي ظل شاغرا منذ تعيين الكاتب العام السابق شكيب بن موسى، وزيرا للداخلية خلفا لمصطفى ساهل، الذي عين مندوبا دائما لبلاده لدى الامم المتحدة، وذلك يوم 15 فبراير (شباط) الماضي.

وسبق لوكيل وزارة الداخلية الجديد ان شغل حتى تعيينه في موقعه الجديد، واليا مديرا عاما لادارة الجماعات المحلية (البلديات). وعين العاهل المغربي ايضا محافظين جديدين هما محمد اللمتوني، على محافظة السمارة في الصحراء المغربية المجاورة للجزائر، وعبد الرحمن عدي، على محافظة فكيك، المجاورة ايضا للجزائر.

وعرفت وزارة الداخلية المغربية ايضا سلسلة من التغييرات على مستوى الادارة المركزية، اذ تم تعيين ميرين جدد. ويأتي التغيير على رأس محافظة السمارة القريبة من الجدار الأمني المغربي، وهي محافظة لا تبعد كثيرا عن منطقة «تفاريتي» المعزولة السلاح في الصحراء، قبيل ايام قليلة من الزيارة التي يعتزم الملك محمد السادس القيام بها للمحافظات الصحراوية المغربية، وذلك عشية تقديم المغرب لمقترح يقضي بمنح حكم ذاتي موسع لسكان الصحراء تحت السيادة المغربية. وعلمت «الشرق الاوسط» ان الزيارة التي ستبدأ الاثنين المقبل ستدوم اسبوعا. وسبق للعاهل المغربي ان زار الاقاليم الجنوبية عدة مرات منذ توليه حكم البلاد صيف 1999. الى ذلك، استقبل العاهل المغربي امس ثلاثة سفراء اجانب جاؤوا لتوديعه بمناسبة انتهاء مأمورياتهم، ويتعلق الامر بسفراء تايلند والبرتغال وكوريا ووشح الملك محمد السادس السفراء الثلاثة بأوسمة. ووصف قيادي في الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، المقترح المغربي القاضي منح المحافظات الصحراوية الجنوبية حكما ذاتيا موسعا، بالمهم، وأن الرباط، تحركت جديا منذ ثلاثة عقود وقدمت مشروعا إيجابيا يسير في اتجاه إيجاد حل نهائي لنزاع الصحراء.

وسجل رفائيل استريجا، وهو الناطق باسم الاشتراكيين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإسباني، أنه من المهم أن يقدم المغرب على الخطوة الجديدة بعد وصوله إلى قناعة أن الجهود التي بذلت على مدى ثلاثة عقود انتهت في نظره إلى لا شيء.

واعترف استريجا الذي كان يتحدث صباح أمس ضمن برنامج إذاعي عن «الحوار الأوروبي» أن المقترح المغربي لا يلبي في نظره كل مطالب الصحراويين، في إشارة إلى جبهة البوليساريو التي تدعو إلى استقلال الصحراء عن المغرب، ولكن من شأن المقترحات المغربية أن تدشن مشهدا جديدا، على المجتمع الدولي أن يدرسه ويحلله.

وأضاف المسؤول الحزبي الإسباني أنه لا يهم إذا كان المغرب قد استشار إسبانيا بخصوص المقترح أم لا، داعيا إلى التريث ريثما يتم عرض المشروع على أنظار الأمم المتحدة في غضون الشهر المقبل، قبل انعقاد مجلس الأمن الذي سيبت في استمراره أو عدمه قوات بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء (مينورسو).

إلى ذلك، دعا الحزب الوطني الديمقراطي المغربي (معارضة برلمانية) إلى ضرورة التحاور مع جميع فعاليات المجتمع الصحراوي خاصة الشباب ووضع الثقة في المواطنين لتسيير شؤونهم في إطار من الشفافية والوضوح مع تقوية الجبهة الداخلية.

ودعا الحزب في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إلى إحداث مجلس للأمن القومي لمتابعة كل التطورات الأمنية والدفاعية الطارئة، وتفعيل الدبلوماسية المغربية، ونشر الثقافة الوحدوية لدى السكان المعنيين بمشروع الجهوية الموسعة.