رجال دين شيعة وسنة يفتون بتحريم الاقتتال الطائفي

آية الله حسين الصدر: التعدد المذهبي يزيد من جمال صورة العراق

TT

التأم عشرات من رجال الدين والشخصيات الاجتماعية العراقية من السنة والشيعة، امس، في مؤتمر هدفه لم الشمل وتوحيد كلمة العراقيين وتحريم الاقتتال الطائفي، اثر احداث العنف الطائفي التي انطلقت بعد تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في 22 من الشهر الماضي.

وبادرت الى الدعوة لـ«مؤتمر الافتاء العراقي» الذي عقد في الجامع الهاشمي بالكاظمية، «مؤسسة الحوار الانساني» التي يشرف عليها المرجع الشيعي البارز آية الله حسين اسماعيل الصدر، الذي اكد في كلمته التي افتتح بها المؤتمر على ان التعدد المذهبي والطائفي في العراق «مسألة طبيعية وحتمية» ويزيد من جمال صورة العراق، مشددا على انه «ليس المطلوب من اي شيعي ان يكون سنيا او اي سني ان يكون شيعيا، لكن المطلوب ان يحترم رأي الآخر».

وقال الصدر الذي يعرف بـ«سيد الكاظمية» نظرا للنفوذ الذي يتمتع به، ان «العراق يناديكم ويستنجد بكم لحقن الدماء والحفاظ على حرمة المقدسات ووحدة البلاد». وأكد انها «مسؤولية كبيرة تقع علينا جميعا». وأوضح ان العراق «يعيش في فترة عسيرة وصعبة، فهو ينزف دما من هنا وهناك، وللعراقيين مآسي كثيرة، والجميع يعيش في بلد جريح حزين»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وشدد آية الله الصدر على ان «التعدد المذهبي يزيد جمال الصورة ويغني الفكر الاسلامي، وعندما تكون الصورة من لون واحد تكون باهتة، وعندما تكون من ألوان متعددة تكون جميلة، وهكذا تكون حالة التعدد المذهبي، الامر الذي يتطلب ان ننسق بين الألوان ونجعلها في صورة رائعة، فان التعدد المذهبي من اسباب بناء الفكر وتنضيج الفكر وليس من اسباب التباعد والخلاف او التناحر والبغضاء». وأضاف الصدر «لا يمكن الاتفاق على كل الآراء في اي مجتمع كان، لكن من الضروري ألا يكون الاختلاف في الرأي سببا للتناحر او ثغرة لتدخل أعداء الاسلام والعراق فيما بيننا لزرع الفتنة بين شعبنا». وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط» قال الشيخ عبد الوهاب الأعظمي «علينا ان نكون محصنين بتعاليم القرآن ونشجب ما تتعرض له دور العبادة والمزارات الدينية، ووجودنا هنا لنعلن اننا متفقون على ارادة واحدة، ونعلن عن تماسكنا لأنه لا يمكن ان نؤذي احدا في بلادنا. فكيف نؤذي مسلما، ونهدف الى تحقيق وحدتنا الاسلامية».

وقال الدكتور اياد الجبوري، ممثل الحزب الاسلامي العراقي، ان «تجمعنا يؤكد على ان الطائفية بعيدة عن اهل العراق، هنالك يد تفعل ذلك لتحقيق مآرب سياسية او مرتبطة بالاحتلال او مرتبطة بدول اقليمية تسعى الى تأخير اميركا في التوجه اليها»، معتبرا عقد المؤتمر «مبادرة واقعية وسليمة تعبر عن حرص ورغبة في حل الازمة الحقيقية التي تواجهها الاطراف السياسية في تشكيل الحكومة».

وأكد الشيخ مروان العبيدي، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر «اننا نهدف الى تحريم دماء المسلمين، وإقامة فتوى موحدة لتوحيد الاسلام ومد الجسور بين الدول الاسلامية، والتسامح بين المسلمين». وشد الشيخ عدنان صريصر على ايدي القائمين على المؤتمر «الذي يهدف الى جمع الكلمة وتوحيد الصف بين السنة والشيعة، وحقن دماء العراقيين».

ودعا الشيخ طه عويد جدوع الى «ان يأخذ المجتمعون بأيدي بعضهم البعض الى ما فيه الخير والسلام ويجمع كلمة الامة ويزيل هذه الغمة عن هذه الامة ويجعلنا شعبا واحدا متآخيا، ليكون العراقيون فيما بينهم يدا واحدة على كل من يريد الفرقة بين ابناء الشعب».

وقال الشيخ احمد هارون الدوري ان المؤتمر «يهدف الى توحيد كلمة الصف ونسيج العراق الواحد من اجل هذا البلد الجريح، وعلينا ان نتكاتف جميعا من اجل بنائه وسلامة أبنائه». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رجل الدين ماجد الحكيم من اقليم كردستان العراق قوله ان «افضل حل للخلافات هو التحاور والابتعاد عن مبدأ القوة او الانتقام (..)، النزيف الدموي الآن يضعفنا كما اضعف البلدان التي عانت من الحرب الطائفية قبلنا».