شيخ السلفيين في البحرين ينظم مؤتمرا لمقاطعة الدنمارك وينتقد عمرو خالد

نفى إقصاء علماء الشيعة وأكد توجيه دعوات إلى علمائهم

TT

قال الشيخ عادل المعاودة نائب رئيس البرلمان البحريني وأحد منظمي مؤتمر نصرة النبي صلى الله عليه وسلم المقرر عقده بالعاصمة البحرينية المنامة الأسبوع المقبل، إن المؤتمر سيخرج بتوصيات ستؤكد المقاطعة «بلسان علماء المسلمين لجميع الشعوب الإسلامية»، مضيفا «سنزعجهم في ما يهمهم كما أزعجونا في ما يهمنا»، إلا أن الشيخ المعاودة أكد في الوقت ذاته أن المؤتمر سيفتح بابا للحوار الجدي «إذا ما أرادوا (الدنماركيون) إنهاء القضية بتلبيتهم لمطالبنا التي لن نتراجع عنها»، موضحا أن مطالب المؤتمر تتلخص في الاعتذار الرسمي والكف عن الإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام والتأكيد على عدم التعدي على حرية الآخرين.

ومن المنتظر أن يشارك في المؤتمر، الذي سيعقد بعيدا عن أي مشاركة حكومية من الحكومات الاسلامية في الثاني والثالث والعشرين من الشهر الجاري، منظمات اسلامية عالمية كما سيحضره العديد من علماء المسلمين ومنهم مفتي جمهورية مصر العربية الدكتور علي جمعة والداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي ورئيس وزراء ماليزيا السابق الدكتور مهاتير محمد ومفتي مصر السابق الدكتور نصر فريد واصل والشيخ سلمان العودة والشيخ عبد الله فدعق وغيرهم من العلماء والرموز والمفكرين المسلمين من أنحاء العالم، كما سيشارك في المؤتمر الحملة العالمية لمناصرة الاسلام واللجنة الدائمة للدفاع عن خاتم الانبياء وغيرها من المنظمات الإسلامية العالمية. وقال الشيخ المعاودة الذي يعتبر الأب الروحي للسلفيين في البحرين لـ«الشرق الأوسط» إنه تم توجيه دعوات لعلماء الطائفة الشيعية نافيا ما أشيع عن أي إقصاء لأي جماعة من المسلمين، وأضاف أنه تم توجيه دعوة لمجموعة من علماء الشيعة «ونحن بانتظار تأكيد مشاركتهم في المؤتمر». وكشف الشيخ المعاودة، وهو أيضا رئيس اللجنة البحرينية لنصرة خير البرية، عن احتمال مشاركة مسؤولين دنماركيين في هذا المؤتمر فيما أكد أن رئيس لجنة الدفاع عن الرسول في الدنمارك رائد حليحل تأكدت مشاركته بالفعل في هذا المؤتمر بالاضافة الى مشاركين أيضا من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وعدة دول اوروبية، وأوضح أن عدد المدعوين للمشاركة في هذا المؤتمر يبلغ نحو 120 شخصية اسلامية من جميع أنحاء العالم. ويبحث المؤتمر في كيفية تنسيق الجهود الاسلامية لوضع حلول للازمة التي أحدثتها الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم بما لا يضر بالمسلمين وغير المسلمين وبحث الاساليب التي يمكن اتخاذها لمنع تكرار الاساءة الى الانبياء والديانات بصفة عامة مستقبلا كما سيؤكد المؤتمر على الاساليب الحضارية في التعامل مع القضية وترشيد ردود الفعل الغاضبة في العالم الاسلامي بحيث تكون بصورة عقلانية وبعيدة عن التخريب أو التعدي على الغربيين أو اصحاب الديانات الاخرى في البلاد الإسلامية.وأكد الشيخ المعاودة على أهمية هذا المؤتمر في هذا التوقيت بالذات نظرا لوجود حاجة ملحة للتنسيق بين جهود العلماء والمفكرين والمنظمات الاسلامية مشيرا الى وجود بعض التضارب والازدواجية حدثت في التعاطى مع قضية الرسوم المسيئة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم «ومن هنا تكمن أهمية المؤتمر في الاتفاق على استراتيجية موحدة أو آليات معينة يتفق عليها عموم علماء المسلمين حتى لا يحدث تشتت في الجهود». وقال إن احدى صور هذا التضارب في الجهود هو المؤتمر الذي أقيم في الدنمارك «بمبادرة فردية من الداعية الاسلامي عمرو خالد ويهدف الى الحوار مع الدنمارك لايجاد مخرج للازمة»، وأضاف «نحن لسنا ضد الحوار ولكن هذا المؤتمر الذي عقد بكوبنهاغن بمثابة خدمة مجانية للدنمارك التي لم تقدم حتى الآن أي اعتذار للمسلمين عن الاساءة ولم يكن تعاطيها مع القضية بصورة ايجابية».

وكان يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين وهو من ابرز الشخصيات التي ستشارك في مؤتمر البحرين قد وجه انتقادا مماثلا لمؤتمر كوبنهاغن مؤكدا أن الحوار مع الدنمارك لا يستقيم الا بعد تقديم اعتذار، وردا على سؤال عن الاعتذارات المتكررة للحكومة الدنماركية وعدم تقبل علماء المسلمين لها قال المعاودة إنه حتى الآن لم تعتذر الحكومة الدنماركية «أو أي مسؤول عن الرسوم المسيئة بحد ذاتها وإنما كانت جل اعتذاراتهم هو حول إساءة فهمنا للتعاطي مع القضية وهنا الفرق»، وحسب الشيخ المعاودة فإن اعتذار الحكومة الدنماركية لم يأت «كما يزعم الذين يتهموننا بالتصعيد المبالغ فيه».