رايس: الإرهابيون يريدون تحويل جنوب شرقي آسيا إلى حزام من نار

أنهت جولتها الآسيوية وتؤكد على دور قيادي لإندونيسيا في المنطقة

TT

أنهت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس محادثاتها أمس في اندونيسيا قبل مواصلة رحلتها الى استراليا. ووجهت تحذيرا قويا لدول جنوب شرقي آسيا في حربها على الارهاب قائلة: إن المتشددين المسلمين يسعون إلى زعزعة استقرار المنطقة.

ونقلت «وكالة الانباء الالمانية» (د.ب.أ) عن رايس في منتدى العلاقات الدولية الاندونيسي في ختام زيارة لاندونيسيا استغرقت يومين: «الجماعات مثل أبو سياف والجماعة الاسلامية تريد تقويض دينامية المنطقة وثقافة التسامح وتحويل جنوب شرقي آسيا إلى حزام من نار».

يذكر أنه أنحي باللائمة على جماعة أبو سياف الاسلامية المتشددة في الفلبين والجماعة الإسلامية الاقليمية التي لها صلة بتنظيم القاعدة في سلسلة الهجمات بالقنابل التي وقعت في السنوات الماضية في إندونيسيا والتي تسببت في مقتل مئات الاشخاص. وأشادت رايس بتقديم إندونيسيا الارهابيين للعدالة قائلة: إن هذه الخطوات «تمكن الناس في المنطقة الذين يمتلكون أكبر قوة على الاطلاق ألا وهي صفة التسامح». وقالت إن واشنطن على استعداد لمساعدة إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند لتأمين مضيق ملقا البحري الضيق حيث تمر ربع التجارة العالمية عبره. وأدلت رايس بهذه التصريحات قبل توجهها إلى استراليا في زيارة تستغرق ثلاثة أيام يتوقع أن تركز على صياغة استجابة إقليمية على القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية للصين. وستشارك رايس خلال وجودها هناك في الحوار الأمني الثلاثي الاول على المستوى الوزاري الذي يضم استراليا والولايات المتحدة واليابان. وكانت رايس قد وصلت إلى إندونيسيا واستراليا بعد توقفها في شيلي وبيرو. والتقت في جاكرتا مسؤولين حكوميين من بينهم وزير الخارجية حسن ويراجودة في زيارة ركزت على بحث مسألة الارهاب. وخلال الاجتماعات التي عقدت أمس الثلاثاء تجمع نحو 400 مسلم أمام السفارة الامريكية ضد زيارة رايس احتجاجا على السياسات الاميركية. كما زارت رايس مدرسة إسلامية داخلية بتمويل أميركي. وفي كلمتها اليوم الاربعاء أمام المنتدى في جاكرتا الذي نظمته السفارة الاميركية في جاكرتا والمجلس الاندونيسي للشؤون الدولية أشادت رايس بالديمقراطية الوليدة في إندونيسيا التي تخطت صعابا كبيرة. وقالت رايس «كل ديمقراطية وليدة في جنوب شرقي آسيا تواجه الان تحديات مماثلة، بناء مؤسسات ديمقراطية تتصف بالشفافية والمصداقية».

الى ذلك، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن رايس دعوتها اندونيسيا الى القيام بدور قيادي في المنطقة والى مواصلة اصلاح جيشها بشكل «كامل وفعال».

وقالت «نود ان تضطلع اندونيسيا، بصفتها الدولة الاكثر اكتظاظا بالسكان في جنوب شرقي آسيا وعضوا مؤسسا لرابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان) بدور قيادي في جنوب شرقي آسيا وفي التغيرات السريعة التي يشهدها شرق آسيا».

كما دعت الى اعتماد «مزيد من المسؤولية واصلاح شامل في المجال العسكري. فاصلاح الجيش الاندونيسي بشكل فعال هو من مصلحة الجميع في المنطقة لان التهديدات التي تستهدف امننا لم تتبدد». وكان البلدان عاودا التعاون العسكري الكامل في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وبذلت الولايات المتحدة بفضل جيشها جهودا انسانية ملحوظة لمساعدة ضحايا كارثة تسونامي التي اسفرت عن سقوط 168 الف قتيل في اندونيسيا في 26 ديسمبر (كانون الاول) 2004.

الى ذلك اشادت الوزيرة الاميركية التي تقوم بزيارتها الاولى الرسمية الى اكبر بلد مسلم في العالم، بجهود رابطة آسيان لحمل الفريق الحاكم في ميانمار (بورما) على سلوك طريق الديمقراطية ومناشدته احترام حقوق الانسان.

وقالت رايس «ان التحدي الماثل امامكم في الوقت الحاضر هو تحقيق السلام والحرية في كل جنوب شرقي آسيا».