العداد يعود إلى «تاكسيات» القاهرة

500 سيارة أجرة جديدة .. سائقوها يتحدثون الإنجليزية وممنوعون من التدخين

TT

في خطوة واسعة لتطوير عملية نقل الركاب في العاصمة المصرية أطلقت محافظة القاهرة أمس مشروع «تاكسي العاصمة». وعقب احتفال أقامه المحافظ الدكتور عبد العظيم وزير في ميدان التحرير أكبر ميادين القاهرة انطلقت في شوارع العاصمة المصرية مئات من سيارات الأجرة ذات لون مميز (صفراء) مجهزة بعدادات وهواتف وأجهزة تكييف، عكس سيارات الأجرة القديمة والمتوسطة العمر بلونيها المميزين الأسود والأبيض التي تعمل منذ سنوات طويلة بالقاهرة.

وقال نائب المحافظ للمنطقة الغربية اللواء محمود ياسين رئيس مجلس إدارة مشروع «تاكسي العاصمة» إن المشروع سوف يضيف وسيلة نقل مميزة للركاب المصريين وضيوفهم من السائحين في سيارات حديثة مكيفة ومزودة بعداد إلكتروني يعمل عليها سائق تتوافر فيه معايير خاصة من حيث التأهيل المهني والمظهر اللائق. وأشار إلى أن ثلاث شركات بدأت المشروع بـ 500 سيارة على أن يصل العدد إلى 1500 سيارة خلال عام، وقال إن المشروع يوفر عدداً كبيراً من فرص العمل لشباب القاهرة بأجور مجزية. وخصصت محافظة القاهرة ستة أماكن تنطلق منها السيارات الجديدة في اطار مشروع «تاكسي العاصمة» وهي: ميدان رمسيس وميدان احمد حلمي وحديقة الأزبكية المجاورة لمنطقة العتبة وأمام مركز التجارة العالمي على كورنيش النيل وبجوار مبنى التلفزيون ودار القضاء العالي. ومن المقرر زيادة محطات انطلاق «تاكسي العاصمة» إلى 36 محطة عند اكتمال طاقة العمل بتشغيل 1500 سيارة.

ويقود سيارات مشروع «تاكسي العاصمة» من طراز «هيونداي النترا»، و«فولكس فاغن باراتي»، سائقون ارتدى بعضهم بدلات وربطات عنق وذابوا في بحر متلاطم من السيارات والحافلات الصغيرة. وسيدعم مشروع «تاكسي العاصمة» الجديد في البداية النظام الموجود حالياً ولن يكون بديلاً له، والمشروع هو أحد أعمال حكومة رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف الذي عين عام 2004 مكلفاً بتحديث وتحرير الاقتصاد.

يشار الى أن سيارات الأجرة القديمة وأغلبها من طراز «فيات» وتعود إلى السبعينات والثمانينات رخيصة وكثيرة لكن سكان القاهرة يروون كثيراً من القصص عن متاعبهم معها، إذ لا توجد أضواء في بعض تلك السيارات وتنحرف السيارة يميناً أو يساراً إذا ضغط السائق على الكابح، وتغطي مقاعد كثير منها الأتربة والبقع بعد خدمة امتدت عشرات السنين، وفي الأغلب سقطت مقابض النوافذ في تلك السيارات منذ سنين، وبالنسبة للغرباء الذين لا يعرفون نظام التعريفة غير المكتوب يمكن أن يكون ركوب سيارة الأجرة مغامرة مزعجة.

ومن أهم المستحدثات في السيارات التي بدأت في إطار مشروع «تاكسي العاصمة» العدادات الذكية التي تحصل الأجرة من بطاقات الائتمان وتقدم ايصالات مطبوعة وتنقل المعلومات إلكترونياً إلى مقر الشركة التي تتبعها السيارة، أما سيارات الأجرة القديمة فإن عداداتها تجمدت على بداية تعريفة هي 60 قرشاً (10 سنتات) وقليل منها يعمل، وعرض أقل من جنيهين (0.25 دولار) لأقصر مسافة يمكن أن يثير جدالاً بين السائق والراكب.

وتبدأ التعريفة في سيارات الأجرة الجديدة بثلاثة جنيهات ونصف الجنيه (0.61 دولار) ثم يضيف عداد السيارة جنيهاً لكل كيلومتر بعد الكيلومتر الأول.

وفي الحفل الذي نظم لاطلاق المشروع وجه محافظ القاهرة عبد العظيم وزير الشكر لسائقي سيارات الأجرة العاملة في القاهرة التي يبلغ عددها 55 ألف سيارة على جهدهم، لكنه قال إن الوقت حان لتلحق القاهرة بالعواصم الأخرى في مجال توفير سيارات أجرة نظيفة ومريحة ومكيفة الهواء.

وقال السائق نشأت عبد المنعم الذي يعمل في المشروع الجديد: «ساعة الانتظار أجرتها خمسة جنيهات، الأجرة تعتبر رخيصة للمسافات الطويلة». كذلك قال عاصم أحمد الذي عمل في السابق سائق أجرة عادية إنه سيحصل على مرتب ثابت (180 جنيهاً شهرياً) تضاف إليه عمولات نسبتها 15 في المائة عن إجمالي الأجرة، وأضاف قائلا: إن المشروع عظيم، الشركة تقف وراءك وأنا أنتظر تحقيق مكسب أكبر مما كنت أحققه.

وبموجب المشروع الجديد، سيمنع سائقو سيارات الاجرة من التدخين خلال فترة العمل، ويطلب منهم تحدث بعض اللغات الاجنبية، أبرزها الانجليزية، ولو بقدر محدود. وقال إبراهيم محمد وهو سائق انتقل أيضاً للعمل في النظام الجديد إن شركته «سيتي كاب» صممت على أن يرتدي السائقون بدلات وربطات عنق لأنهم «يريدون تقديم صورة جميلة». وبدوره، قال مدحت الأتربي الذي يعمل في الشركة التي زودت السيارات بالأنظمة الإلكترونية إن الحكومة تسعى لتوسيع المشروع من خلال ضم أصحاب سيارات أجرة إليه، لكن محمد عبد الوهاب الذي يعمل سائق سيارة أجرة عادية قال:«إن المشروع جيد لكنه لا يصلح لعامة الناس من ذوي الدخول الضعيفة». وأضاف: «تاكسي العاصمة يمكن أن يعمل قرب الفنادق أو لناس دخلهم مرتفع أو لركاب المطار أو لمن لا يريد ركوب سيارته الخاصة».