إسرائيل تطالب بممارسة ضغوط دولية على «أبو مازن» كي لا يصادق على حكومة «حماس»

الاتحاد الأوروبي: ينبغي إعطاؤها مهلة زمنية محدودة تثبت فيها نيتها

TT

توجهت الحكومة الإسرائيلية الى كل من الإدارة الأميريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا وغيرها من دول العالم بطلب ممارسة الضغوط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، كي يرفض المصادقة على حكومة «حماس» التي عرضها عليه النائب إسماعيل هنية. وادعت أن «حماس» أقامت حكومة «ارهاب» وستحاول تحويل السلطة الفلسطينية برمتها الى سلطة «ارهاب».

وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي لفنة أمس، إن على العالم ان يوجه رسالة شديدة وحازمة الى السلطة الفلسطينية بسبب اختيارها حكومة ارهاب للإدارة شؤونها. وأضافت، بروح من الانتقاد للموقف الأوروبي الذي يمهل حكومة «حماس» مدة زمنية محدودة حتى تغير نهجها وسياستها: «هناك من يبني على الأوهام بأن «حماس» سوف تغير شيئا من مبادئها ومفاهيمها، مستندين الى المحاولات البائسة التي يقوم بها بعض قادة هذه الحركة للظهور بمواقف معتدلة. لكن الغالبية الساحقة من قادة «حماس» يقولون بصدق انهم لم يغيروا ولن يغيروا شيئا. فهم يحملون آيديولوجيا متطرفة منسجمة مع قوى الارهاب في العالم كله، وحتى لو أرادوا فلن يستطيعوا تغيير نهجهم ومبادئهم. لذلك ينبغي على الغرب ألا يغامر في تسليم رقبته الى هذه الحركة ويتعامل بواقعية مع التطورات الجديدة في المنطقة. فقد نشأت حكومة ارهاب في المنطقة. وأي خطأ في التعامل معها سيكلف العالم المتحضر ثمنا باهظا. والمفروض ان دول الغرب التي أقامت حلفا شاملا بقيادة الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب أن تتجند بموقف واحد لمكافحة هذه الحكومة».

وتكلم في الموضوع أيضا وزير الدفاع، شاؤول موفاز، فقال ان حكومة «حماس» لا تخفي أهدافها حول الاستمرار في الإرهاب فهي تقول في برنامجها السياسي انها تعتبر مقاومة اسرائيل أمرا شرعيا. واعتبر موفاز تشكيل حكومة «حماس» نقطة تحول في تاريخ المنطقة، إذ أنها تعطي دفعة قوية للتنظيمات الارهابية في المنطقة والعالم. وقال موفاز ان دول العالم تنتظر ما سيفعله الرئيس الفلسطيني أبو مازن مع هذه الحكومة «فإذا كان يريد ان يكون قائدا مناسبا للمرحلة، فإن عليه أن يرفض المصادقة على حكومة «حماس»، وإذا أراد السير على نهج سابقه (الرئيس الراحل ياسر عرفات)، يصادق على تلك الحكومة وعندئذ سنقطع أية صلة به».

وكان ناطق بلسان الحكومة الاسرائيلية قد عقب على تشكيل الحكومة الفلسطينية بالقول انه في اللحظة التي يصادق فيها أبو مازن على الحكومة ستقطع اسرائيل كل اتصال بها وستمتنع عن أي تعامل، إلا في القضايا الإنسانية الطارئة. وانتقد هذه الناطق موقف الاتحاد الأوروبي كما عبرت عنه مسؤولة ملف الخارجية، بنيتا بريرو فلاندر، أمس، إذ قالت انه ينبغي اعطاء حكومة «حماس» مهلة زمنية محدودة تثبت فيها نيتها في تغيير مواقفها التقليدية من الصراع فتعترف بالاتفاقات الموقعة بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية وتعلن استعدادها للاعتراف باسرائيل والعيش معها بسلام. كما امتعض الناطق عندما سمع الناطق بلسان الرباعية الدولية (الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة)، يعطي هو الآخر مهلة لحكومة «حماس» حتى تثبت انها مستعدة أو غير مستعدة للتغيير.

يذكر ان الحكومة الإسرائيلية كانت قد قررت البدء بقطع أية صلات بينها وبين السلطة الفلسطينية، تمهيدا للمصادقة على حكومة «حماس». وأعلنت، أمس، رسميا انها لن تسمح لرئيس الوزراء الفلسطيني، اسماعيل هنية، أو أي من وزرائه التنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال الناطق بلسانها ان قواته لن تتردد في اعتقال من يضبط من الوزراء مخالفا للتعليمات الاسرائيلية. من جهة ثانية، حذر رئيس جهاز المخابرات العامة الإسرائيلي، الجنرال يوفال ديسكين، من خطر نجاح «حزب الله» اللبناني في تنفيذ عملية تفجيرية كبرى في إحدى المدن اليهودية الكبرى في اسرائيل. وقال خلال حديثه أمام وزراء حكومة أولمرت، أول من أمس، ان معلومات موثوقة جدا ومفحوصة من عدة مصادر، أفادت بأن «حزب الله» قرر تنفيذ عملية ضخمة تزعزع اسرائيل خلال الأسبوع المتبقي حتى اجراء الانتخابات الاسرائيلية في يوم الثلاثاء المقبل 28 مارس(آذار)، وذلك بهدف التأثير المباشر على مجرى الانتخابات الاسرائيلية. ومع أن ديسكين لفت النظر الى أن قواته وقوات جيشه جاهزة لمجابهة أي خطر كهذا، إلا أنه دعا الجمهور الى اليقظة.