15عميد شرطة مغربيا تلقوا تكوينا في أميركا وألمانيا على طرق جمع الأدلة الجنائية

أسندت إليهم رئاسة فرق «مسرح الجريمة» المكلفة البحث في الجرائم الخطيرة

TT

كشف مصدر أمني مطلع لـ«الشرق الأوسط»، أن 15 عميدا للشرطة بالإدارة العامة للأمن الوطني المغربية، تلقوا تكوينا في ألمانيا والولايات المتحدة، وأن خبراء في مجال أدلة البحث في جرائم القتل والجريمة المنظمة، اشرفوا على تكوينهم.

وتجاوزت مدة تكوين عمداء الشرطة المغاربة ثلاثة أشهر، اطلعوا خلالها على مستجدات البحث الأمني في جرائم القتل والسطو والسرقة المنظمة والاختطاف، وجمع الأدلة بخصوص هذه الجرائم للمساعدة في البحث عن مرتكبيها. وجاء إيفاد عمداء الشرطة المغاربة إلى أميركا وألمانيا، في إطار عزم الادارة العامة للأمن الوطني المغربية على إحداث فرق «مسرح الجريمة» في المدن المغربية الكبرى.

وفي هذا السياق، أسند إلى عمداء الشرطة، الذين تلقوا تدريبا في أميركا وألمانيا في إطار الشراكة بين الادارة العامة للأمن الوطني المغربية والمصالح الأمنية الأميركية والألمانية، مهمة رئاسة فرق «مسرح الجريمة» في كل من الدار البيضاء والرباط والقنيطرة وفاس ومكناس وطنجة ووجدة ومراكش وأكادير والعيون. ويأتي إحداث فرق «مسرح الجريمة»، بعد ارتفاع حالات القتل والتمثيل بالجثث في عدد من المدن المغربية، كان آخرها جريمة قتل امرأة بمدينة أكادير، وتقطيع جثتها، ورمي أشلائها في قمامات النفايات، إضافة إلى جريمة قتل طفل بمدينة سيدي قاسم ورمي جثثه قرب حديقة، وقتل ثلاثة أشخاص في مدينة خريبكة وقتل فتاة بالدار البيضاء وتقطيع جثثها.

ويأتي العمل من أجل إحداث هذا التخصص أياما بعد أن استعانت الإدارة العامة للأمن الوطني بخبراء في العلوم الرياضية، وتكليف مهندسي معلومات مغاربة بإعداد برنامج متطور حول البصمات، تطبق فيه لأول مرة في دولة عربية وأفريقية، العلوم الرياضية في علم الاجرام. وتعد المصالح الأمنية المغربية برنامجا لدراسة خمسة ملايين بصمة، إضافة إلى خطة لوضع المجرمين تحت مراقبتها من دون أن يدركوا ذلك، سواء داخل السجون أو خارجها.

كما ينكب مختصون على إعداد بنك بصمات خاص بالمهاجرين السريين المتحدرين من الدول الافريقية والآسيوية، الذين سبق أن اعتقلوا بالمغرب، زيادة على إعداد خطة لزرع المخبرين في شبكات الجريمة المنظمة لمكافحة تهريب المخدرات، وتفكيك الشبكات الاجرامية الخطيرة، إضافة كذلك إلى العمل على إحداث بنك معطيات خاص بالبصمات الوراثية لاستخدامه في اعتقال المتهمين في ملفات جرائم استغلال القاصرين جنسيا والقتل.

واستثمرت إدارة الأمن المغربية مبالغ مالية مهمة لتحديث تقنيات عمل مختلف مصالحها وفرقه، سواء المركزية أو الجهوية أو المحلية. وينكب في هذا السياق خبراء على تطوير التقنيات في مختبرات الشرطة لتحسين المعالجة العلمية للجريمة على أساس جمع أدلة الاقناع المادي التي تغني عن اعترافات المشتبه فيهم. وأحدثت هذه الفرق، وبينها فرق «مسرح الجريمة»، لجمع الأدلة والمعلومات وعرضها على المتهمين لمواجهتهم بالمنسوب إليهم بالدليل والحجة.