أزولاي: يجب توفير سبل التصدي للحقد بدل الاكتفاء بخطاب النيات الحسنة

TT

دعا اندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس، الائمة والحاخامات الى توفير السبل الكفيلة بالتصدي للخطاب الذي يدعو الى «الحقد والتفرقة والمواجهة بين المسلمين واليهود».

وطالب أزولاي في كلمة القاها اول من امس بمناسبة افتتاح أشغال «المؤتمر العالمي الثاني للأئمة والحاخامات من أجل السلام»، في اشبيلية، المشاركين في هذا الحوار الاسلامي ـ اليهودي، الى عدم الاكتفاء بخطاب النوايا الحسنة، مضيفا انه يتعين التحدث بلغة «الحقيقة والوضوح والمسؤولية».

وعبر عن اسفه لكون كلام المؤمنين بقي حبيس نظرة استغلت سياسيا من قبل الذين يدعون الى المواجهة، مشيرا إلى أنه اذا كانت الاغلبية من الائمة والحاخامات ترفض ثقافة الحقد «فإن أصواتهم تبقى غير مسموعة» بالمقارنة مع أصوات المتطرفين.

ولاحظ أزولاي إنه بعد مرور سنة على المؤتمر الاول لـ«الائمة والحاخامات من اجل السلام» الذي انعقد سنة2005 ببروكسل «يبقى الوضع صعبا ودقيقا إن لم نقل مأساويا»، معتبرا أن رجال الدين المعتدلين «مسؤولون بحكم صمتهم» على وضعية المواجهة التي يعيشها العالم حاليا.

ودعا الائمة والحاخامات والخبراء الدوليين الذين يشاركون في هذا الحوار الاسلامي ـ اليهودي الى وضع آليات لمتابعة تنفيذ الخلاصات والتوصيات التي ستصدر عن هذا الحوار، مشددا على انه يتعين على هذا المؤتمر ان يتبنى موقفا واضحا وذلك بالنظر الى الوضعية التي يعيشها الشعب الفلسطيني. ودعا المسلمين واليهود الى اعتماد الحوار لتجاوز خلافاتهم.

وافتتح المؤتمر بحضور 250 ممثلا لمختلف الديانات، معظمهم من المسلمين واليهود، بهدف تبادل الآراء ووجهات النظر والتعبير عن رفض الزعامات الروحية لأي شكل من الإرهاب والعنف، وذلك تحت اشراف الاشتراكي مانويل تشابيث، رئيس حكومة الأندلس المحلية، إلى جانب أزولاي، واحمد التوفيق، وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية، وفيديريكو مايور ثاراغوثا، الرئيس المشارك للمجموعة رفيعة المستوى لـ«تحالف الحضارات»، والمدير السابق لمنظمة اليونيسكو، وآلان ميشال، مؤسس مؤسسة «رجال الكلمة» السويسرية، وعبد العزير عثمان التويجري، مدير عام أيسيسكو، بالإضافة إلى ألفريدو سانتشيث مونتيسيرين، عمدة اشبيلية والمصري علي السمان، رئيس لجنة الحوار في المجلس الإسلامي المصري، والحاخام الأكبر لإسرائيل يونا ميتزغر.

وأكد ازولاي على رمزية المكان الذي تنعقد فيه الدورة الثانية للمؤتمر العالمي «للأئمة والحاخامات من أجل السلام» الذي ليس سوى رواق الحسن الثاني بإشبيلية (مقر مؤسسة الثقافات الثلاث) المدينة «التي لم يكن فيها الائمة والحاخامات في حاجة الى مؤتمر للاشتغال جميعا» في عهد اسبانيا المسلمة.

وينظم المؤتمر الثاني الذي ستتواصل أشغاله الى غاية يوم غد تحت الرئاسة الشرفية للملك محمد السادس والملك خوان كارلوس الأول.

ويهدف هذا المؤتمر الذي تشرف على تنظيمه «مؤسسة الثقافات الثلاث» التي يوجد مقرها في اشبيلية بتعاون مع مؤسسة «رجال الكلمة» الى «تمكين رجال الدين الذين يتوفرون على نفوذ قوي، من المساهمة في تسوية النزاعات في أنحاء مختلفة من العالم» وإسماع «كلمة رجال الدين هؤلاء الذي يؤمنون بالسلام، بعد ان احتكرها متطرفون من كل الآفاق يؤججون نار الحقد والعنف».

الى ذلك، أفاد أنريكي أوخيدا، مدير مؤسسة «الثقافات الثلاث»، بأن المؤتمر سيركز أعماله على الجوانب التربوية، وأكد أن اللقاء «ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى من أجل إطلاق رسالة دعوة إلى التهدئة»، كما أعرب عن رغبته في أن يتحمل رجال الدين مسؤولياتهم ويرسلوا رسالة سلام إلى العالم.

وكان الإمام هاشم إبراهيم من المجلس الإسلامي الإسباني وموسى بندهان رابين من الجالية اليهودية في مدريد، قد وجها أخيرا دعوة، في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية الإسبانية «إيفي»، للاتفاق على مجابهة صراع الحضارات، وأكدا على دعمهما أية مبادرة تهدف إلى الحوار والسلام.