الإعلان عن قيام معهد «ابن سينا للعلوم الإنسانية» لإعداد وتأهيل الأئمة في فرنسا

TT

أعلن محمد البشاري نائب رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ورئيس الفيدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا عن إطلاق «معهد ابن سينا» في سبتمبر (أيلول) المقبل في مدينة ليل الواقعة شمال فرنسا.

واعتبر البشاري أن المعهد الذي يضم معهد العلوم الإنسانية وكلية العلوم الإسلامية ومركز الأبحاث حول المسائل الإسلامية «يستجيب من جهة لحاجات الجالية الإسلامية في فرنسا ومن جهة أخرى لما يطلبه المجتمع الفرنسي نفسه».

وجاء إعلان البشاري في إطار مؤتمر صحافي دعاه اليه أمس نادي الصحافة العربية في باريس وعرض فيه الأسس التي يقوم عليها المعهد الجديد وكيفية عمله وتنظيمه وأشكال تمويله. ويمثل إعداد الأئمة أحد الأهداف الرئيسية للمعهد بأقسامه الثلاثة. فمنذ بروز الإسلام كثاني ديانة في فرنسا (حيث يبلغ عدد المسلمين ستة ملايين)، طرح بقوة موضوع أئمة المساجد الذين يستقدمون غالبا من بلدان المغرب العربي دون أن تكون لهم معرفة كافية لا بالتاريخ الفرنسي ولا باللغة والثقافة الفرنسيتين. وفي الأشهر الأخيرة، طردت السلطات الفرنسية عدة أئمة بسبب دعواتهم المتشددة. وتسعى السلطات الفرنسية الى الحد من التأثير «الخارجي» على الإسلام في فرنسا عبر تمكين المسلمين من إعداد أئمتهم في فرنسا نفسها وفي معاهد تخضع للقوانين الفرنسية. وأعلن البشاري أن الهدف «الأعلى» لقيام «معهد ابن سينا» هو «اقتراح برنامج تعليم خاص بالتاريخ والحضارة الإسلاميين تشرح فيه الأسس والقيم التي تحملها»، فضلا عن توفير «أدوات» الحوار بين الأديان والثقافات وهو ما يستطيع المعهد الجديد المساهمة فيه. وسيوفر المعهد الخريف المقبل التعليم لخمسين طالبا عاديا والتعليم المستمر نهاية الأسبوع لمائتين آخرين. والمواد المدرسة تشمل الى جانب العلوم الإسلامية دروسا في اللغة الفرنسية وعن المجتمع والقوانين والثقافة الفرنسية لتمكين الأئمة من القيام بواجباتهم بشكل لائق في مجتمع يعرفونه عن كثب. وشرح البشاري أساليب عمل المعهد والكلية وتشكيل «المجلس العلمي» للمعهد الذي حرص على «تعدديته» بحيث يضم شخصيات مشهود لها بالكفاءة من كافة الشرائح من المسلمين وغير المسلمين. وجدير بالذكر أن معهدين مماثلين موجودان في فرنسا الأول خاص بمسجد باريس الكبير وقد توصل حتى الآن الى تأهيل 150 إماما فيما عديد الأئمة في فرنسا يبلغ 1500 والثاني قائم في محيط مدينة شاتو شينون، جنوب باريس ويديره اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا. ويعتبر البشاري أن فائدة المعهد والكلية ومركز الأبحاث تتخطى المحيط الفرنسي ويمكن أن تكون أوروبية بسبب الموقع الجغرافي لمدينة ليل الواقعة على مسافة نصف ساعة من بروكسل وساعتين من لندن وبسبب تماثل حاجات المسلمين في فرنسا والدول الأوروبية الأخرى. فضلا عن ذلك، سيوفر المعهد شهادات بعد توصله الى اتفاقات مع وزارة التعليم الفرنسية بفضل التزامه الشروط الموضوعة على قيامم المعاهد التعليمية الخاصة.

أما لجهة التمويل، فإن المعهد سيقوم بفضل المساعدات والمنح التي سيتلقاها من داخل فرنسا وخارجها. وقال البشاري إن المساعدات الخارجية ستقبل إذا «ما قدمت من غير شروط» و بحيث لا تؤثر على عمل ومناهج وتوجهات المعهد.

ويستفيد المعهد من مساعدات تقدمها مدينة ليل التي ستضع بتصرفه المكاتب اللازمة. وسيقيم المعهد اتفاقات شراكة مع جامعات ومعاهد علمية أجنبية وعربية وإسلامية عبر العالم.