دروس رسومها 2500 دولار للمقدمين على الزواج

TT

واشنطن ـ ا.ف.ب: يؤكد أستاذ يعطي دروسا حول «فترة ما قبل الزواج» في قاعة بسيطة، انه يملك مفتاح الزواج الناجح ويعلم تلاميذه كيفية إدارة شؤونهم الزوجية مستقبلا على أحسن حال قائلا: «عليكم أن تعتادوا على قول نحن بدلا من أنا»، و«الإصغاء الى الآخر وعدم إلقاء اللوم عليه». وباهتمام شديد يصغي شبان يستعدون للإقدام على الزواج، ومطلقون يريدون ضمان نجاح زيجتهم الثانية، وراغبون في الزواج يريدون أن يكونوا مستعدين عندما يلتقون بشريك حياتهم، للأستاذ وهو يلقي عليهم هذه الدروس التي يفترض أن تكلل حياتهم العاطفية بالنجاح.

وفي الولايات المتحدة، حيث يتم التطرق الى الصعوبات التي تواجه العلاقات العاطفية من دون مشكلة أو حرج، أصبحت هذه الدروس بمثابة برنامج تربوي تماما كتعليم قيادة السيارة أو الطبخ. وبعيدا عن الرومانسية، يكون على كل شخص مشارك في هذا البرنامج طمعا في تحقيق السعادة الزوجية الإجابة على مجموعة من 160 سؤالا. ويقوم خبراء بتحليل الإجابات وتحذريهم من مخاطر وقوع خلافات محتملة ومن المواضيع التي يجب تفادي التطرق اليها.

وقال روب سكوكا، المسؤول عن موضوع «تحسين العلاقات الحميمة» الذي يدرس أساليبه في أحد ضواحي واشنطن: «في بعض الحالات الاستثنائية يتم إقناعهم بعدم الإقدام على الزواج نظرا الى وجود تنافر في الطباع». وتقول ديان سولي التي أسست شركة اطلق عليها اسم «الزواج الذكي» تنشط في العاصمة الاميركية: «لقيادة السيارة يتعلم الفرد استخدام اشارة ضوئية للانعطاف يمينا أو يسارا، فلماذا لا نستخدم مثل هذه القواعد للزواج؟». وأوضحت ان الدروس مختلفة ويعرض تقديمها ضمن مجموعات أو على انفراد، مضيفة انه لن يكون هناك أي تمييز بين البيض والسود أو الملتزمين أو الشباب أو المسنين أو المطلقين مع أو من دون اولاد. وهدف هذه الدروس هو إنجاح العلاقة الزوجية من خلال التمارين والمؤتمرات والاختبارات. وقال جاي ليبو، الاخصائي في علم النفس في شيكاغو: «إننا نعلم طلابنا ان الزواج ليس مجرد قصة رومانسية، وانه يجب التخلي عن بعض الافكار المسبقة». وهذه الدروس يمكن أن تستغرق من يومين الى ستة أشهر، وتكلف بين 200 الى 2500 دولار. وأكثر المترددين على الدراسة من الشبان من الذين عاشوا محنة طلاق والديهما. ويشير سكوكا الى ان النتيجة مرضية لأن حالات الطلاق تراجعت الى 20% مقابل نسبة 47% تسجل في الولايات المتحدة. ويضيف ان إنجاح علاقة زوجية يستند أساسا الى ركيزتين هما كيفية التعبير عن الرأي من دون عدائية، وكيفية مساعدة الاشخاص على تطوير قدرتهم على تفهم الآخرين بشكل افضل. وقال نوي سيسنروس، 53 عاما، من سكان تكساس لوكالة الصحافة الفرنسية: «منذ أن تلقيت هذه الدروس بدأت أتفهم وأقبل أن تكون زوجتي المقبلة مدمنة على القراءة». وأضاف: «بعد علاقات صعبة مع صديقتي استمرت خمس سنوات وبعد انفصالنا تمكننا بفضل هذه الدروس من تشخيص المشكلة والانطلاق على أسس جديدة. لم أبدأ بعد شخصياً القراءة لكننا قررنا عقد قراننا قريبا». وتابع قائلا: «ساهمت هذه الدروس في تغيير نظرتي الى الامور والى المرأة والحياة بشكل عام».

وفي حال باءت تجربته بالفشل، سيتمكن من تلقي دروس أخرى يقدمها أساتذة هم مستشارون في شؤون الزواج بعنوان «كيف يمكن تفادي الطلاق بأي ثمن؟».