مزاعم عن تجنيد الاستخبارات الأميركية ناجي الحديثي وزير خارجية صدام

قناة «ام سي ان بي سي» نسبت إلى مسؤولين قولهم إن الوزير السابق تلقى أكثر من 100 ألف دولار

TT

قدم ناجي صبري الحديثي، وزير خارجية العراق قبيل الغزو الاميركي، معلومات عن اسلحة العراق الى وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه)، وحصل على مائة ألف دولار مقابل ذلك، لكنه رفض إغراءات الوكالة ليلجأ الى اميركا، حسب معلومات اعلنتها شبكة تلفزيون اميركية.

وقالت قناة «ام اس ان بي سي» ان ذلك حدث في سبتمبر (ايلول) 2002، عندما زار الحديثي نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، الذي تحدث فيه الرئيس الاميركي جورج بوش عن احتمال غزو العراق لأنه يملك اسلحة دمار شامل. وألقى الحديثي خطاب الوفد العراقي، ورد على بوش بأن اميركا تريد غزو العراق للاستيلاء على نفطه، وان العراق لا يملك اسلحة دمار شامل، وقرأ رسالة من صدام حسين قال فيها ان «الادارة الاميركية تتحرك بالنيابة عن الصهيونية».

وقالت قناة «ام اس ان بي سي» ان مندوبين من الاستخبارات المركزية زاروا، في نفس اليوم، الفندق الذي كان يقيم فيه الحديثي في نيويورك، واجتمعوا مع «وسيط يمثل صبري، ودفعوا له اكثر من 100.000 دولار رمزا لحسن النية. وأرسل الحديثي، عن طريق نفس الوسيط، معلومات عن أسلحة العراق». وحسب القناة، فان الاستخبارات الفرنسية رتبت اللقاء مع الحديثي الذي يعمل الآن استاذا جامعيا في دولة عربية لم تحددها، ولكن يرجح انها قطر، وانه رفض التعليق على الموضوع. وأضافت القناة ان اتصال الحديثي مع الاستخبارات المركزية انقذه من الاعتقال بعد غزو العراق، لأنه «كان حرا، ولم يكن واحدا من الذين وضعت صورهم على أوراق اللعب».

وقالت القناة ان مندوبي الاستخبارات المركزية «حاولوا إغراء الحديثي بأن يلجأ الى اميركا، آملين في ان يحققوا انقلابا عالميا، اذا لجأ وزير خارجية العراق الى اميركا مع استعدادات غزو العراق. لكن الحديثي رفض في مرات كثيرة العرض، وبعدما باءت هذه المحاولات بالفشل اوقفت الاستخبارات اتصالاتها مع المسؤول العراقي».

وحسب القناة، فان مندوبي الاستخبارات الاميركية قدموا اسئلة الى الحديثي عن اسلحة العراق، وناقضت بعض الاجوبة تقديرات الاستخبارات الاميركية. وكانت الاستخبارات الاميركية قالت في ذلك الوقت ان العراق «يملك برنامجا نشطا لإنتاج وتسليح مواد كيماوية مثل انثراكس». لكن الحديثي نفى ذلك.

وكانت الاستخبارات الاميركية قد اعلنت في ذلك الوقت، ان العراق يملك «500 طن متري من الاسلحة الكيماوية». ونفى الحديثي ذلك ايضاً، لكنه قال ان العراق كان يملك بقايا «غازات سامة» منذ حرب الخليج الاولى ضد ايران. غير ان الاستخبارات المركزية لم تعثر، بعد غزو العراق، على بقايا الغازات السامة، ولم تعثر على الاسلحة الكيماوية.

لكن الاستخبارات المركزية لم تضمن اجابات الحديثي في التقارير التي رفعتها الى الرئيس بوش، خوفا من ان تؤثر على إصرارها على ان العراق لديه اسلحة دمار شامل. وكان جورج تينيت، مدير وكالة الاستخبارات المركزية في ذلك الوقت، قد أكد للرئيس بوش ان العراق يملك هذه الاسلحة. وتباهى تينيت، بعد غزو العراق، بأن الاستخبارات المركزية «نجحت في التغلغل الى داخل الدائرة المحيطة بصدام حسين».